الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوباما والحل في سوريا

أوباما والحل في سوريا

03.06.2014
أسامة الشريف



الدستور
الاثنين 2/6/2014
في خطابه حول السياسة الخارجية الاميركية في السنوات القادمة، والذي القاه في اكاديمية ويست بوينت العسكرية، تحدث الرئيس باراك اوباما عن حكمة كبح القوة العسكرية واللجوء الى حلول ديبلوماسية من خلال تحرك متعدد الاطراف بينما اعلن بأن واشنطن لن تتردد في اللجوء الى القوة لحماية امنها القومي اذا ما تعرض للتهديد بشكل مباشر. ليس جديدا نهج اوباما الذي تعهد بانهاء التدخل الأميركي في حربين مكلفتين في العراق وافغانستان، ومارس قناعاته بتجنيب اميركا التورط في حروب جديدة في كل من ليبيا وسوريا واوكرانيا.
في ليبيا اختار اوباما التدخل من خلال ضربات جوية وقائية لحلف الناتو ولم يخاطر بوضع جندي واحد على الأرض. وفي سوريا اختار الحل السياسي وتراجع عن توجيه ضربات صاروخية ضد مواقع كيماوية بعد ان قبل الجانب السوري مبادرة روسية لتفكيك منظومة سلاحه الكيماوي. في هذه الاثناء لم يفعل البيت الأبيض شيئا بينما قتل النظام عشرات الالاف من شعبه وما يزال.
التغير الذي حدث مؤخرا هو قرار اوباما دعم المعارضة باسلحة نوعية، بحسب ما يقول أحمد الجربا وغيره، واعلان سيد البيت الأبيض عن خطة لتدريب المعارضة المعتدلة. وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال ديمبسي قد صرح ان تسليح المعارضة لن ينهي الصراع في سوريا باي حال من الأحوال. تسليح المعارضة "المعتدلة" سيقابل بتسليح روسيا وايران نظام الأسد، وباطالة مدى الصراع وتدمير ما تبقى من سوريا.
اهتمام اوباما بالمنطقة ينبع من اعترافه بأن الخطر الأكبر الذي يواجهه الغرب اليوم يتمثل في الارهاب الجهادي من الصحراء الكبرى الى سيناء ومن اليمن الى الصومال ومن باكستان وافغانستان الى ادغال نيجيريا معقل "بوكو حرام". لهذا فان صندوقا بنحو خمسة بلايين دولار سيتم تخصيصه لمساعدة الدول التي تحارب الارهاب. وفي سوريا فان الارهاب يتمثل في الدولة الاسلامية التي تحتل مساحات شاسعة من غرب العراق الى شرق وشمال سوريا. لم تعد الاولوية لانهاء نظام الأسد وانما بدفع السوريين الى قتال الجهاديين المتطرفين اعداء اميركا والغرب. سوريا ستتحول الى ساحة صراع اقليمي يمتد عبر سنوات لانهاك المتطرفين وحصارهم والحد من توسعهم.
على دول الجوار ان تدرك تماما ما يسعى اوباما الى تحقيقه من خلال الزج بها في اتون المحرقة السورية. وقد لا يكون هناك خيار آخر لتلك الدول التي تخشى ان يمتد تأثير داعش والنصرة وغيرها ليصل الى حدودها او الى ابعد من ذلك.
في النهاية لا توجد سياسة عادلة من واشنطن تجاه السوريين. وفي ظل وضع كهذا ينبغي على العرب البحث عن جهة اخرى تملك حلولا سياسية كموسكو وطهران. ومن هنا تبرز اهمية زيارة امير الكويت التاريخية الى طهران هذا الاسبوع لما تتمتع به الكويت من علاقات حسن جوار مع ايران ولأن اللحظة التاريخية تحتم حوارا مسؤولا مع الرئيس روحاني يطال مختلف القضايا العالقة من العراق الى سوريا ومن لبنان الى اليمن. ايران طرحت حلا سياسيا انتقاليا في سوريا لا يرضي النظام ولا يرضي الائتلاف الوطني تماما. ربما حان الوقت لبحث هذا الحل الذي قد يوقف سيل الدم وعبثية التدمير بالبراميل في حرب لا منتصر فيها!.