الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوباما .. وسنواته العجاف !

أوباما .. وسنواته العجاف !

05.05.2016
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاربعاء  4/5/2016
هناك انطباع ، بل بالأحرى قناعة عامة وصلت إليها حتى غالبية الأميركين ، بأن هذا الرئيس الأميركي باراك أوباما لا مثله من بين كل الذين سبقوه في "تبهيت" صورة الولايات المتحدة أمام شعبها ، الذي يعتبر نفسه من أفضل شعوب الكرة الأرضية ، وأمام أصدقائها الذين يحزنهم أن هذه الدولة العظمى باتت تطل عليهم بهذه الوضعية "المهركلة" ، التي " لا تسر الصديق ولا تغيض العدا" وأمام العالم بأسره ومن بينه المناكفون والمشاكسون الذين يسرهم أن تبدو هذه الدولة الكبرى بهذه الصورة الباهتة المحزنة .
وبالطبع فإن ما أغاض الإصدقاء في هذه المنطقة هو أن هذه الدولة العملاقة ، التي كانت بإشارة إصبع من رئيسها تجعل الروس يغادرون دولا كانوا يظنون أنهم باقون فيها إلى الأبد , قد وصل بها اضمحلال القوة والنفوذ إلى حد أن الروس قد احتلوا دولة عربية رئيسية هي سورية احتلالا عسكريا بكل توابعه السياسية وكل تأثيراته الإقليمية دون أن يرف لهم جفن ودون أن يأخذوا بعين الاعتبار أن هناك دولة من المفترض أنها الدولة الأعظم في العالم بإسره وفي الكرة الأرضية كلها والدليل هو أن جون كيري بات يقف أمام سيرغي لافروف كما يقف الطالب المذعور أمام أستاذه المستبد .
هل كان من المتصور يا ترى أن يصل اضمحلال هيبة رئاسة الولايات المتحدة الاميركية إلى حد أن باراك أوباما قد خاطب بشار الأسد أمس الأول ، الذي كان هذا الرئيس الأميركي نفسه قبل فترة قليلة لا يرى أن له أي مكان لا في حاضر سورية ولا في مستقبلها والذي لا تزال تعتبره غالبية الأميركيين بأنه قاتل ومجرم ، بلهجة إستجدائية طلب منه فيها احترام تعهداته والتزاماته بالهدنة المبرمة بينه وبين المعارضة "المعتدلة" !!.
ثم وعندما يصل استخفاف صحيفة "معاريف" الاسرائيلية بالولايات المتحدة ، تحت قيادة باراك أوباما، إلى حد القول: أنها أي أميركا، غدت مصابه بـ "الأنيما" وبفقر الدم الشديد وأن صورتها باتت تتضاءل بشكل ملحوظ وأنها ستدفع ثمنا باهضا في فترة قريبة فإن هذا يجب أن يتلقفه الاميركيون بمنتهى الجدية وعلى أنه يشكل منتهى الخطورة وحقيقة أن هذا ليس رأي هذه الجريدة الإسرائيلية، التي من المفترض صديقة للأميركيين، وحدها بل هو انطباع عام حتى في هذه المنطقة الحساسة وحتى في العالم بأسره وبالتأكيد حتى في الولايات المتحدة نفسها قبل الجميع .
وهكذا فإن المفترض أن الشعب الاميركي ، الذي له كل الاحترام والتقدير، قد أدرك بعد قرابة ثمانية أعوام عجاف من هذا العهد ، الذي اقترب من نهايته ، أن سياسات باراك أوباما الخارجية كانت كلها فاشلة فعلا كما قالت "معاريف" هذه الآنفة الذكر وكما هو الانطباع الذي غدا سائدا في العالم بأسره وإنَّ أهم انجازاته في هذا المجال هو تحويل إيران إلى قوة إقليمية وتحويل روسيا، الغارقة في الديون حتى عنقها، إلى دولة إن هي ليست عظمى فكبرى على الأقل وحيث باتت تحتل مكانة الاتحاد السوفياتي عندما كان في ذروة تألقه وعنفوانه .
والآن وحيث لم يبق للرئيس باراك أوباما إلا نحو تسعة شهور فقط فإنه على من سيحتل مكانه أن يبذل جهودا مضنية لاستعادة أصدقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بل وفي العالم بأسره ولتحجيم إيران وإيقاف تمددها في هذه المنطقة (الصديقة ) !! ولإعادة روسيا إلى مكانتها السابقة المتواضعة وإلى حجمها الحقيقي وإعادة تنظيم أوضاع أوروبا المرتبكة ولإطفاء النيران المشتعلة في العديد من دول الشرق الأوسط .... وحل القضية الفلسطينية الحل العادل المطلوب وعلى اعتبارها أنها أهم قضايا هذا الجزء من العالم الذي من الواضح أنه مقبل على استحقاقات خطيرة كثيرة.