الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوروبا قلقة على لبنان من اللاجئين إعداد خطط طويلة الأمد للمساعدة؟

أوروبا قلقة على لبنان من اللاجئين إعداد خطط طويلة الأمد للمساعدة؟

25.07.2013
خليل فليحان

النهار
الخميس 25/7/2013
انتقد مسؤولون أوروبيون رفيعو المستوى، التقصير الرسمي اللبناني في رسم استراتيجية لتحصين لبنان من انعكاسات الأزمة السورية وعدم معالجة أي منها إلا بعد وقوعها، كما هو حاصل الآن، كظاهرة التسوّل والمافيات التي تشغلهم. وكذلك الامر بالنسبة الى المنافسة الاقتصادية بين المطاعم والافران، بين لبنانيين وسوريين لاجئين، وتكليف فرق من وزارتي الداخلية والاقتصاد إزالة مثل هذه التعديات التي كثرت في البقاعين الغربي والأوسط. أما في بيروت، وتحديداً في جسر الكولا، فهناك ظاهرة استغلال اللاجئين، وقد كلّفت قوى الأمن مكافحتها.
وأخذ سفير دولة أوروبية بارزة معتمدة لدى لبنان على التراخي في معالجة الخروق الحدودية التي بدأت في الحدود الشمالية، والخلافات بين القوى السياسية بين مؤيد للنظام او للمعارضة، مما عرقل المعالجات الحقيقية لوقفها منذ اندلاعها. وسأل لماذا لم يزر وفد وزاري متخصص دمشق لمعالجة تلك الخروق؟
ورأى أن سياسة النأي بالنفس التي انتهجتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هي ربما الأنسب لحماية لبنان من انعكاسات الأزمة السورية، غير أن تلك السياسة قررتها الحكومة من دون استمزاج مسبق لرأي القيادة السورية، بدليل أن الرئيس بشار الأسد لم يتردد في انتقادها، وسأل عن جدواها.
وأفاد أن بلاده تدرس بعناية فائقة سبل مساعدة لبنان في تحمل أعباء اللجوء السوري الكثيف الذي تجاوز طاقة استيعابه، بسبب من ضائقة اقتصادية خانقة تزداد سوءاً يوماً بعد يوم بفعل انعدام الموسم السياحي وعدول أبناء الخليج عن المجيء الى لبنان للاستثمار أو للاصطياف أو حتى للسياحة الصحية.
وذكر أن دولاً أوروبية أخرى هي على تواصل للتخطيط لمساعدة لبنان في استضافة المليون و200 ألف لاجئ سوري حتى الآن نتيجة اتباعه سياسة الحدود المفتوحة، فيما أحجمت عن ذلك بقية دول الجوار، وعلى الأخص الأردن وتركيا. وما يبعث على القلق هو أن معلومات الدول الأوروبية المؤكدة تفيد أن الأزمة السورية ستطول، وهي ذات تأثيرات جدية ومباشرة على لبنان، لذلك تضع تلك الدول دراسات لمساعدة لبنان في حقول عدة، ليس فقط تقديم مواد غذائية للاجئين، بل أيضاً توفير مساكن لهم ورعاية صحية وتعزيز مبعوثين ترسلهم بين الحين والآخر الى بيروت للكشف الميداني والتحادث مباشرة مع المسؤولين عن الحاجات الضرورية.
والسؤال المطروح: ماذا وراء اهتمام الدول الاوروبية باللاجئين السوريين الى لبنان؟ هل فقط المساعدة على تحمل اعبائهم أم هناك أبعد من ذلك، مشروع خبيث بتوطينهم؟
وانتقد السفير بشدة تلهي قادة القوى السياسية بممارسة الضغوط على الرئيس المكلّف تمام سلام للحصول على حقائب وزارية تعتبرها مفيدة لها ولخدمة مؤيديها في الانتخابات النيابية المرتقبة بعد نحو 17 شهراً، إذا لم يطرأ ما يعوق انجازها في النصف الثاني من 2014.
ودعا الى تعبيد الطرق أمام سلام لتشكيل حكومة تدير شؤون البلاد المعطلة، لأن تصريف الأعمال لم يعد يفي بالغرض في الوقت الحاضر، بل المطلوب حكومة "سوبر" استثنائية لتحصين البلاد من انعكاسات الأزمة السورية، ووقف تدخل كل الاطراف أياً تكن انتماءاتهم، قبل فوات الأوان وغرق البلاد في الاقتتال، وعلى الأقل منع التدهور الذي يخطط له في الخارج، وإسرائيل ليست ببعيدة عنه.