الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوروبا وأزمة اللاجئين السوريين

أوروبا وأزمة اللاجئين السوريين

01.10.2013
صحيفة كومرسانت الروسية


البيان
الاثنين 30/9/2013
تواجه أوروبا مشكلة ازدياد أعداد اللاجئين السوريين، حيث تجاوز عددهم مليوني شخص. ويحذر الخبراء من أن استمرار العنف في سوريا سيزيد من صعوبة التحكم في أعدادهم، كما أنه من الصعب التأكد من هوية واتجاهات هؤلاء اللاجئين، خاصة وأن كثيراً منهم لا يحمل وثائق ثبوتية، أو من يحمل وثائق تحتمل الشكوك، الأمر الذي يثير إزعاجاً وقلقاً بالغاً لسلطات الدول التي تستقبل هؤلاء اللاجئين.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي أوضاع اللاجئين السوريين "كارثة إنسانية"، وحسب معطيات الأمم المتحدة، بلغ عدد الذين غادروا منازلهم في سوريا نحو 7 ملايين شخص، أي قرابة ثلث السكان، منهم خمسة ملايين بقوا داخل سوريا، والآخرون يبحثون عن ملجأ خارجها.
وكانت الدول المجاورة (الأردن والعراق ولبنان وتركيا)، قد استقبلت الموجة الأولى من اللاجئين، حيث يتراوح عددهم بين 150 و720 ألف لاجئ. وقد أصبحت التبرعات المالية لتغطية نفقات معسكراتهم غير كافية، فقد أعلن لبنان أنه مع بداية شهر أكتوبر المقبل، سوف لن يكون بإمكانه حتى توفير الغذاء لربع اللاجئين في أراضيه.
لهذا يسعى السوريون للوصول إلى أوروبا، وقد أعلن ممثل المكتب الأوروبي لتوفير اللجوء، أن "عدد الطلبات المستلمة من السوريين يتراوح من 3 3.5 آلاف طلب شهرياً، وهو مستمر في الزيادة".
ويقول مصدر في الاتحاد الأوروبي إن عدد الطلبات لغاية منتصف يوليو الماضي بلغ 30 ألفاً، "فإذا تعقدت الأمور أكثر، فسيكون على الاتحاد بصورة عامة وعلى أعضائه أن يكونوا جاهزين للتضامن مع اللاجئين. وهناك إجماع بين أعضاء الاتحاد على عدم إعادة السوريين إلى بلدهم في حال وصولهم إلى دول الاتحاد، بغض النظر عن سبب وجودهم في أوروبا".
من جانبها أعلنت دول أوروبية عن استعدادها للإسراع في دراسة طلبات اللجوء، حيث أعلنت السويد التي استقبلت حتى الآن 15 ألف لاجئ سوري، عن نيتها منحهم إقامة دائمة. وكل لاجئ يحصل على إقامة دائمة يحق له العمل والضمان الاجتماعي. ويحذر الخبراء من أن عدد اللاجئين الذين تستقبلهم دول الاتحاد سيبلغ حدوده العليا قريبا، فالمعسكرات مكتظة بهم وتوفير الخدمات الطبية يسوء، وليس في إمكان المدارس استقبال جميع الأطفال الأجانب، وليس جميع السكان متعاطفين معهم.
ولا شك أن استمرار العنف وتصاعد المواجهات العسكرية، سيزيد موجات اللجوء، بل إن مجرد التهديد بالقوة زاد بشكل واضح من أعداد النازحين من سوريا.