الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوقفوا آلة الموت الأسدية

أوقفوا آلة الموت الأسدية

09.05.2013
سمير الحجاوي

الشرق القطرية
الخميس 9/5/2013
حصدت آلة الموت الأسدية الإرهابية حتى الآن أكثر من 120 ألف سوري خلال عامين، أي أن هذه الآلة الإجرامية تقتل 5000 سوريا شهريا في المعدل، ما يقرب من 167 ضحية يوميا، أو 7 أشخاص في الساعة، وهذا يعني أن الأسد وعصابته الإرهابية يقتلون سوريا كل 10 دقائق، وإذا أخذنا ارتفاع معدلات القتل في السنة الثانية مقارنة مع السنة الأولى من الثورة فإن عصابة الإجرام تقتل سوريا كل 5 دقائق في سوريا، وهي عملية إجرامية يندر أن يشهد لها التاريخ مثيلا.
هذا عن الشهداء الذين يسقط إلى جانبهم جرحى يزيد عددهم عن 300 ألف سوري و200 ألف معتقل و160 ألف مفقود وحوالي 5.5 مليون مهجر ونازح داخل وخارج سوريا، إضافة إلى خسائر مادية تجاوزت 200 مليار دولار.
هذا المشهد الدموي لآلة الإجرام الأسدية البعثية الطائفية الباطنية تهدف إلى تدمير سوريا عن سابق إصرار، تحقيقا للشعار الشهير "الأسد أو نحرق البلد" و"الأسد أو لا أحد"، وهي الشعارات التي وضعت حيز التنفيذ عمليا بكل ما في الكلمة من معنى.
هذا التدمير الأسدي الباطني الحاقد على سوريا يدل على إيديولوجيا الإجرام التي تسير هذا النظام الدموي البربري الهمجي، وهي إيديولوجيا "الخراب الشامل" والدمار لفتح الطريق أمام يوم القيامة، وهي إيديولوجية عقائدية سوداء يهودية المنشأ، باطنية الجذور، لا ترى العالم إلا من نافذة الدمار وسفك الدماء، وهي الإيدولوجيا التي كان يتبناها رونالد ريغان الذي قال يوما "ما لا يستطيع أن يفعله الرب نفعله نحن" عندما قالوا له إن من شروط نزول المسيح قبل يوم القيامة هو قيام إسرائيل وتدمير بابل "العراق" ومعركة هرمجدون الكبرى.
أيا كانت الأسباب التي تقف خلف الإجرام الأسدي فإنه من الضروري والمهم وقف آلة الموت الأسدية عن الفتك والقتل، فالفظائع التي يتعرض لها الشعب السوري العربي المسلم تفوق كل وصف، فهي تشمل الإبادة الجماعية والمجازر، والذبح بالسكاكين، وبقر البطون ودفن الناس وهم أحياء وحرق الأبرياء واغتصاب النساء وحتى الرجال.
ما يجري في سوريا من مذابح يضع العرب والعالم أمام المحك الأخلاقي، يضعهم في مواجهة الضمير الحي العاري.. كيف يسكت العرب على هذه المذابح؟ كيف يسكت العالم على مجازر الأسد؟ لماذا لا يتحرك الضمير العربي والعالمي؟ كيف يسمح العالم يقتل شعب بأكمله بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية والحرارية والعنقودية والكيماوية؟ لماذا أصيب العالم بالعمى حيال ما يجري في سوريا من مجازر؟
ما يجب أن يفهمه العرب والعالم هو أن الشعب السوري لن ينكسر ولن يتراجع عن تحقيق أهدافه بالحرية والكرامة والعدالة وإسقاط نظام الأسد بالكامل ومحاكمة كل رموزه، فمن غير المنطقي أن يتراجع الشعب السوري الثائر عن مطالبه بالحرية، خاصة بعد أن دفع ثمنا باهظا في ثورته.
وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع خاصة إيران وروسيا وحزب الله، فهؤلاء "الأصدقاء الحقيقيون" الذين يقاتلون إلى جانب الأسد يتورطون في الدم السوري، ويشاركون في الجريمة، وهي جريمة ضد العرب والمسلمين والسوريين، جريمة كاملة الأركان يتحملون وزرها، وتشارك فيها إيران التي تعهدت بعدم السماح بسقوط نظام الأسد المجرم، وأن سوريا أهم من عربستان وأنها المحافظة 35 من إيران، وتتحرك في العالم كله من أجل توفير غطاء لنظام مجرم مستمر في القتل، وحرب ظالمة يشارك فيها ذراعها العسكري، حزب الله، ومليشيات شيعية عراقية.
لا يجوز ترك الشعب السوري وحيدا في الميدان ولا يجوز أن يضحى به العرب على مذبح السياسة الدولية، ولا يجوز أن يطيب لنا حياة والسوريين لا ينعمون بالأمن والأمان والحرية، فالشعب السوري يقاتل نيابة عن كل العرب، ونيابة عن كل المسلمين، أنهم يقاتلون معركة الحرية وهذا ما يجعل من التحرك لوقف آلة الموت الأسدية أولوية قصوى، وعلى العرب أن يتحركوا لوقف ذبح الشعب السوري البطل الذي لا يعبأ به العالم.