الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوهام أيوب الإبرهيمي!

أوهام أيوب الإبرهيمي!

24.10.2013
راجح الخوري


النهار
الاربعاء 23/10/2013
قبل ان ينهي اقتراحه تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة الى حين اجراء انتخابات، وقف الرئيس بشار الاسد منهياً لقاءه مع الأخضر الابرهيمي، الذي غادر دمشق مهاناً لمجرد انه حاول ان ينقل رسمياً ما قرره مؤتمر "جنيف - 1".
كان ذلك في كانون الاول من العام الماضي، ومنذ ذلك الحين ذهب الممثل الدولي - العربي الى السبات، ليعود الآن في جولة على بعض دول المنطقة، ستحمله مجدداً الى سوريا التي وافقت على استقباله من جديد بعدما كان وليد المعلم قد وجّه اليه انتقادات قاسية معتبراً انه "يتبنى موقفاً متآمراً على سوريا"!
لأن شر البلية ما يضحك، انتهى اجتماع الابرهيمي مع نبيل العربي اول من امس بكلام متناقض، فالعربي اعلن ان مؤتمر "جنيف - 2" سيعقد في 23 تشرين الثاني المقبل والابرهيمي قال انه "لن يعقد من دون معارضة مقنعة". طبعاً ليس من الواضح مقنعة لمن، له أم للنظام الذي وافق على استقباله بشروط في مقدمها "ان يلتزم الحيادية والموضوعية وان يمارس دوره كوسيط نزيه وليس كطرف في النزاع الدولي القائم حول سوريا"، وهذا يعني ان على هذا الابرهيمي ان يخضع لدورة في إعدادية وليد المعلم وان يخرج مبشّراً بشعار "الاسد رئيسنا الى الأبد"!
كيف تكون المعارضة مقنعة لكي يحق لها الذهاب الى جنيف، وما علاقة الابرهيمي بالاقتناع من عدمه، اذا كان لا يستطيع ان يزور سوريا إلا وفق شروطها التي تعتبر ان هذا الاقتناع يبقى من صلاحيتها، وخصوصاً انها تواصل حربها الدموية تحت شعارات تدعي ان المعارضين هم مجرد مجموعات من الارهابيين والتكفيريين يجب قتلهم؟
في جولته بين قطر وتركيا وايران وسوريا سيبحث الابرهيمي عن هذه "المعارضة المقنعة"، وهي مهمة مضحكة - مبكية أولاً بسبب الانقسامات العميقة التي تعصف بصفوف المعارضين مدنيين ومقاتلين، وثانياً بسبب الخلافات الجذرية بين العواصم التي سيزورها حيال الازمة السورية، وثالثاً بسبب الشروط المسبقة التي يضعها النظام الذي يرفض أي معارضة يفبركها لتخرج من قبعته، ورابعاً بسبب الشروط المعروفة للمعارضة التي ترفض الجلوس مع رئيس قتل حتى الآن أكثر من مئة الف سوري ودمر سوريا وشرّد أهلها!
الإبرهيمي يريد عقد المؤتمر على مراحل، لكن ليس من البالغة القول ان "جنيف - 2" سيبقى نوعاً من السراب الواهم الذي اسقط كوفي أنان وسيسقطه هو، لأن من الواضح ان التسوية السياسية باتت جثة ممزقة فوق الجغرافيا السورية المحترقة بنيران النظام، والتي ينفخ فيها الرفيق لافروف إضافة الى عدد من الدول التي سيزورها "أيوب الابرهيمي"، الذي ربما لهذا لن يذهب الى الرياض!