الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أوهام جنيف وأوهام الكيميائي!

أوهام جنيف وأوهام الكيميائي!

03.10.2013
راجح الخوري


النهار
الاربعاء 2/10/2013
ستبقى سوريا غارقة في دمها، فكل هذا الحراك المحموم المتصل بالعودة الى جنيف وبتدمير الترسانة الكيميائية، لا يرسم خريطة طريق لإنهاء الازمة، وكل العناصر السياسية والميدانية تؤكد ان سوريا تتجه الى التخبط في وحول الصوملة، وهذا نذير شؤم للدول المجاورة وللمنطقة كلها!
في ما يتعلق بالترسانة الكيميائية، ليس المهم ان يصل المفتشون الدوليون ولا ان يبدأ الخبراء جمع الألف طن من السموم، المهم ان نقرأ كلام فلاديمير بوتين امام "نادي فالداي" اذ قال: "لا ادري ما اذا كان في إمكاننا اقناع الرئيس بشار الاسد بتسليم ترسانته الكيميائية"، ومع ان ما يجري هو تنفيذ للمبادرة الروسية، رأى انه لا يستطيع القول ان العملية ستنجز مئة في المئة!
أكثر من هذا أصرّ بوتين على ان تتحمل اميركا المسؤولية بالتساوي مع روسيا لإنجاح الخطة، متعمداً الربط بين هذا وقيام اسرائيل بتسليم سلاحها النووي، بما يعني اننا قد نصل الى وقت لا نجد فيه نهاية لهذه المسألة، وقد نكون امام جرائم جديدة على غرار الغوطتين!
ما يعمّق الشكوك حيال مصير الترسانة هو رد سيرغي لافروف على تحذير جون كيري الاسد من عدم التزام عملية التدمير، وقد اوضح ان موسكو تواصل وضع العراقيل امام الفصل السابع: "اي اتهام ضد دمشق يجب ان يتم التحقق من صحته بعناية من جانب مجلس الامن، واثباته مئة في المئة قبل التصويت على عقوبات يجب ان تكون متناسبة مع الانتهاكات"، وهذا يفسح في المجال امام "الفيتو" الروسي مرتين، مرة تتصل بالإثبات ومرة تتصل بالعقوبة!
في ما يتعلق بمؤتمر جنيف، يكفي ان نقرأ رد وليد المعلم على الاخضر الابرهيمي لندرك ان الحديث عن عملية الانتقال السياسي هو مجرد وهم بالنسبة الى النظام السوري، "فالرئيس الاسد ينوي اكمال ولايته والترشح لولاية اخرى سنة 2014 ولا مجال لمناقشة مستقبل الاسد فهذا امر يقرره الدستور السوري"!
اذاً ما معنى كلام الابرهيمي عن التطبيق الكامل لبيان "جنيف -1" الذي دعا الى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة حيث يجب ان تتبع قوات الامن والجيش لهذه الحكومة، وكيف يمكن الحديث عن "جنيف - 2" عندما يرفض النظام محاورة المعارضة التي يعتبرها من الارهابيين، وعندما ترفض المعارضة الجلوس مع "مجرم قتل اكثر من مئة ألف ودمر سوريا"، ومع الانقسام المتزايد في صفوف المعارضين سيصبح التئام جنيف اكثر صعوبة.
في احسن الاحوال سيربط الاسد ضرورة بقائه بضمان تنفيذ عملية تدمير الكيميائي، ولهذا قد يصبح باراك اوباما في النسيان قبل ان تجد سوريا طريقها الى الخروج من حقول الدم والدمار!