الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أيقظتم الوحش فأبشروا

أيقظتم الوحش فأبشروا

15.06.2013
علي حماده

النهار
السبت 15/6/2013
استمعت جيدا الى كلمة السيد حسن نصرالله لارى ما اذا كان ثمة بصيص امل بان يعود "حزب الله" الى رشده، وان يوقف منحاه الانحداري الذي وصل بالتورط في الدم السوري الى القعر، وتيقنت، يا للأسف، ان لا امل يرتجى من هذا التنظيم وقادته، وكل من والاهم في هذه الجريمة الكبرى التي ترتكب في سوريا، ليس في حق السوريين فحسب، بل في حق اللبنانيين قبل غيرهم، ولا سيما البيئة الحاضنة لـ"حزب الله" التي تساق بمنهجية "سينيكية" الى مسلخ الصدام المذهبي في المنطقة قبل لبنان. واذا كان نصرالله يعتقد ان حزبه مارد في لبنان قياسا على تمسك اللبنانيين بالبقية الباقية من السلم الاهلي، فإن حزبه بالتأكيد قزم على مستوى سوريا والمنطقة. ولسوف يتلمس هول ما يقوم به في سوريا على جميع المستويات، العربية والاسلامية والدولية. والتضحيات التي يطلبها من جمهوره على كل الصعد لم ير منها شيئا بعد. فعشرات القتلى والجرحى من ميليشيا الحزب، والاجراءات المتخذة ضد مناصريه في الدول العربية، والكلفة المعنوية والاقتصادية التي يظن انه يدفعها ليست شيئا بالمقارنة مع ما هو آت. واذا كان "حزب الله" يعيّر اسرائيليين بأنهم يعدون قتلاهم فردا فردا في حين انه لا يحسب للموت حسابا، فإنه في سوريا، وامام المشهد الجديد الذي يتكشف في المنطقة سوف يرى انه يواجه من سقط منهم مئة الف شهيد واوقفوا "العداد"، كما يقال. فمن قاوموا النظام الاكثر اجراما ووحشية في تاريخ المنطقة لاكثر من عامين ودفعوا ثمنا للمواجهة عشرات آلاف الشهداء واكثر منهم جرحى، تهجر منهم الملايين، لن يخيفهم "حزب الله" ولا من هو اكبر منه. لذلك كله نقول للسيد حسن نصرالله: اكمل اكمل، وسوف نرى الى اين ستصل بكم نشوة القوة الزائفة في معركة العصر في سوريا.
لا نريد الغوص في نقاش مع "حزب الله" حول من هو الطائفي المذهبي في سوريا، فيكفي ان مرجعياتهم وقادتهم واسسهم الايديولوجية وشعاراتهم كلها مذهبية بامتياز. ما يهمنا الان ان نصرالله وتنظيمه ومن خلفهما ايران الاسلامية ايقظوا وحش الصدام المذهبي والعرقي في المنطقة. هذا هو المعطى الذي لن يتغير بسهولة بعد القصير.
فإذا كان ما بعد القصير مثل ما قبلها بالنسبة الى الحزب ومرجعيته، فإن ما بعد القصير ليس مثل ما قبلها في العالم العربي الاسلامي. ايقظتم "الوحش" فتوقعوا عاقبة ايقاظه.
لا أمل في انقاذ نظام بشار مهما فعلتم. ولا امل لبقاء سوريا جسرا لمصالح ايران مهما سقط لـ"حزب الله" من القتلى على ارض سوريا او سواها.لقد انتهى بشار، وانتهى النظام، وانتهت سوريا كجسر لسياسات ايران، وكل يوم يتأخر فيه "حزب الله" عن العودة الى الرشد هو استثمار اضافي في الجحيم الذي سيواجهه في مقبل الايام. سوف يأتي يوم تتوسلون فيه تسليم سلاحكم والعودة الى حياة مدنية طبيعية كسائر الناس في لبنان.