الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أين أصدقاء سوريا؟

أين أصدقاء سوريا؟

08.09.2013
رأي الشرق


الشرق القطرية
السبت 7/9/2013
لايزال الإنقسام الدولي حول الأزمة السورية هو سيد الموقف.. فالمجتمع الدولي حتى الآن غارق في انقساماته المتعمدة حول كيفية التعامل مع الوضع السوري، رغم كل الجرائم التي ظل وما يزال يرتكبها النظام السوري بحق شعبه الأعزل. وقد خلا البيان الذي أصدرته مجموعة العشرين أمس بعد اجتماعها من أية إشارة تعكس حقيقة التوجه الذي يريد المجتمع الدولي أن يتبناه إزاء استخدام نظام بشار الأسد للسلاح الكيماوي والذي أسفر عن مقتل المئات من الاطفال والنساء.
لقد فشلت قمة العشرين بسبب صراع المصالح، مثلما فشل مجلس الأمن من قبل في التحرك للقيام بواجباته المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة والمتعلقة بالحفاظ على الامن والسلم الدوليين، حيث لم يصدر عن المجلس خلال أكثر من عامين قرار واحد بشأن الأوضاع المأساوية في سوريا والتي قتل خلالها أكثر من مائة ألف وأدت الى لجوء وتشرد ملايين السوريين. ولم يكن مفاجئا لأي أحد في العالم ان ينتهي لقاء الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا دون احراز اي نتيجة، حيث لخص بوتين ما جرى بقوله "ان المباحثات استمرت بين عشرين وثلاثين دقيقة.. وبقي كل منا على موقفه".
ان تخاذل المجتمع الدولي والتردد المميت والتباطؤ في الرد على مجازر الاسد التي تصل الى حد وصفها بانها "جرائم ابادة" و"جرائم ضد الانسانية" شجعه هو وحلفاؤه على استخدام كل أنواع الأسلحة ضد شعبه حتى أصبح ما يحدث في سوريا وصمة عار على جبين الانسانية والعالم الذي يتفرج كل يوم على هذا القتل المجاني الذي يمر دون عقاب.
لم يعد في الوقت متسع للإستمرار في هذا التلكؤ ازاء الجرائم التي تحدث في سوريا، حيث أصبح لزاماً على دول أصدقاء سوريا أن يتحركوا خارج اطار مجلس الأمن الذي اصبح عاجزا وكسيحا، للقيام بما يلزم وتحمل المسؤولية الاخلاقية في توفير الحماية الكاملة للمدنيين في سوريا، وجلب مرتكبي جرائم الابادة وخصوصا الذين كانوا وراء استخدام الاسلحة الكيماوية والصواريخ الباليستية الى العدالة الدولية لينالوا عقابهم كمجرمي حرب.