الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أين العالم من مجزرة الذبح بلا دم بغوطة دمشق ؟!

أين العالم من مجزرة الذبح بلا دم بغوطة دمشق ؟!

26.08.2014
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
25/8/2014
كثيرة جدا هي المجازر المروعة التي ارتكبها السفاح الأسد آخذا هواها عن أبيه سابقا خصوصا مجزرة حماة التي تعتبر يومها مجزرة القرن العشرين عام 1982 لكن أحصى الباحثون الإعلاميون والراصدون المهتمون على ما أذاعته قناة الجزيرة قبل أربعة أشهر ووسائل إعلام مختلفة أن عدد المجازر بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة التي اقترفها النظام السوري قد بلغ 1938 مجزرة ثم دهمت الشعب السوري مجازر البراميل المتفجرة خصوصا في حلب حيث راح ضحيتها الآلاف وشرد بسببها إلى اليوم أكثر من مليون إنسان وبينما نتحدث عن شلالات الدم المتدفقة دوما لن ننسى ذكرى مجزرة الكيماوي في الغوطتين الشرقية والغربية وبعض من مناطق ريف دمشق حيث بدأ الهجوم في 21 أغسطس 2013 ليلا فكان ذبحا مريعا بلا دم أبدا بل جراء استنشاق غاز السارين والخردل الذي رمي بالصواريخ من جبل قاسيون المشرف على دمشق فإذا بالأطفال والنساء والشيوخ يلبطون ويشهقون ويختنقون حتى قضى 1450 شهيدا منهم مرتقين إلى خالقهم الذي بناهم ليصنعوا الحياة لا ليموتوا على يد السفاح المهلوس المنفذ لأوامر أسياده اليهود والباطنيين لكي يخمد الثورة الشعبية ولكن أنى له ذلك فقد بايع هذا الشعب الأبي ربه باذلا نفسه وماله في سبيله ليعود حرا عزيزا كريما. إن هذه الذكرى الأولى لمجزرة الذبح بلا دم بالغوطة تعيد فينا روح التضحية والفداء والصبر والتحمل في سبيل ديننا وأهدافنا السامية. وإنها لتذكرنا بأن نحشد العالم بأسره للمطالبة بحقوق أحيائنا وأمواتنا لننبه ضمير الإنسانية إلى مأساتنا ومعاناتنا التي تآمر على شعبها الغرب والشرق بل وبعض الدول العربية التي لا تخاف الله ولا حكم الضمير والتاريخ. هؤلاء الذين أعانوا إسرائيل وما يسمى المجتمع الدولي بإنتاج الأسد من جديد وفرضوه - بعد أن علموه – رئيسا لولاية ثالثة على المعذبين من الشعب السوري في الداخل والخارج. وإن أمريكا والغرب الذين سعوا بالاتفاق الدولي على تسليم الكيماوي وقالوا للعالم المهم لدينا السكين وليس الذباح لهم مشاركون حقيقيون بهذه الجريمة الكبرى خصوصا بعد أن ثبت بالتقرير الأممي أن هذا اللانظام هو المسؤول الوحيد عنها في الغوطة وخان العسل خصوصا وفي مناطق أخرى من سورية عموما فإطلاق الصواريخ تم من جبل قاسيون العالي المشرف على دمشق والمعارضة ليس لها أي فرد فيه ولم تصل إليه والكل يعرف أن التقنية التي تمت فيها العملية لا يملكها إلا اللانظام وما كان له أن يوافق على تسليم السلاح الكيماوي لديه لولا أنه معترف حقيقة لا ظاهرا بذلك وكي يكون هذا الإجراء صفقة لإبقاء الأسد في السلطة وهو ما توقعه المحللون وحدث لأن هذا المجتمع الدولي لا تهمه إلا مصالحه ولو ذهبت الشعوب إلى جحيم الجحيم. بل يريدون ذلك ويفرحون. وإلا فأين الذين يتبجحون بحقوق الإنسان من مجزرة الكيماوي في الغوطة إنهم يتجاهلونها وينشطون لغيرها وغيرها ومجلس الأمن هو طوع بنانهم. مع أن الأسد سلم بعض الكيماوي وأعطى بعضا إلى حزب الله شريكه الطاغي في الإرهاب. ولذا فيجب أن نتذكر أنه لا يوجد إرهاب في العالم كإرهاب أمريكا وإسرائيل والأسد المنفذ لأوامرهم كما صرح كسينجر في عهد حافظ الأسد ولم يكن لنظام بشار الطاغية وليس القوي أن يصمد لولاهم ولولا الروس والمجوس ويجب ألا ننسى أن عدم محاسبة القاتل ستجعله متجرئا على مذابح أفظع وأشنع وهو مالا يعيره ما يسمى المجتمع الدولي أي اهتمام اللهم إلا بالكلام المخادع وإن مشهد مجزرة الغوطة لهائل ومروع ومخيف ولاعن لكل من ليسوا من البشر بل الوحوش أقل شراسة منهم. فأين هي محكمة لاهاي وعرب النخوة والجسد الواحد؟ أين المسلمون المتفرقون حكاما وشعوبا وهم قطعان أمام الذئاب؟
إن إرهاب الدولة في سوريا وإسرائيل في غزة خصوصا والمجتمع الدولي لهو أعظم وأشد إرهابا من كل الأفراد الذين تلاحقهم هذه الدول مع اعتراضنا على المرفوض من تصرفاتهم لكن لماذا هذا الخوف وعدم وضع النقاط على الحروف؟ إن الذين يرسلون المتطرفين من شيعة العراق فيقتلون سبعين مصليا سنيا في المسجد وهم يصلون هم الذين قتلوا المصلين في رابعة بالآلاف وهم يصلون وهم الذين يقتلون أهلنا في غزة ليل نهار في دور العبادة وبيوتهم الضعيفة وإن هؤلاء الهمج يجب أن يطلق عليهم دوما وصف الطغاة وليس الأقوياء فليس الأسد قويا بل طاغية وليس المالكي إلا مثله وليس السيسي إلا مثلهما وكلهم أبناء اليهود المدللين. بينما ترى من يعارضهم يمنع عنه السلاح النوعي والمال والإغاثة الإنسانية ويحاربون في حياتهم ورزقهم ويسامون في السجون سوء العذاب. وهكذا تكشف مجزرة الكيماوي مدى خساسة أخلاق الأسد وتعطينا درسا بليغا ألا نتوكل إلا على الله ونعتمد على أنفسنا منتظرين إحدى الحسنيين.