الرئيسة \  تقارير  \  أين المال، وماذا يعملون به

أين المال، وماذا يعملون به

11.12.2021
اليكس فيشمان


يديعوت – بقلم  اليكس فيشمان
القدس العربي
الخميس 9-12-2021
توجيه ميزانيات من معالجة التهديد الايراني الى اهداف اخرى في الجيش يستوجب من القيادة السياسية ان تأخذ المسؤولية وان تعود لتؤدي مهامها في الرقابة على بناء القوة العسكرية “.
قبل بضعة اشهر حصل شيء ما وهو أن طُلب من الجيش ان يعرض على الكابينت الوزاري وعلى لجنة الخارجية والامن تقريرا فصليا عن مدى جاهزيته في مواجهة التهديد الايراني. او بكلمات اخرى، فان الكابينت بتشكيلته الجديدة قرر أن يشرف بشكل اوثق من اي وقت مضى في العقد الاخير على اين يذهب المال الذي يتلقاه الجيش لقاء الاستعدادات التي يقوم بها لمواجهة محتملة مع ايران.
اكثر من ذلك، كان هذا ايضا الشرط للعلاوة الشاذة بحجم 5 مليار دولار لميزانية الدفاع لغرض استكمال هذه الجاهزية. لا يخفي رئيس الوزراء نفتالي بينيت حقيقة انه فوجيء من الفجوة التي بين الخطاب القتالي لسلفه حيال ايران وبين ما يجري عمليا. يتبين أن الحكومة السابقة اقرت للجيش خططا بعيدة المدى لتطوير وشراء قدرات حيال ايران، ولكن في السنوات الثلاثة الاخيرة ذهب قسم من المال الى اماكن اخرى. تبين أن مدى تأثير ورقابة القيادة السياسية على بناء القوة العسكرية كان طفيفا.
إذن لعلهم اشتروا مجنزرات حديثة، اشتروا سفنا، حسنوا الجيش البري – مواضيع هامة بلا شك. لكن قسما من المال الذي كان مخصصا للتصدي لايران، ويدور الحديث عن مليارات، لم يستغل للاهداف التي خصص لها. في عهد آيزنكوت كرئيس للاركان، عهد الاتفاق النووي مع ايران، اقر للجيش ان يحرف قسما من الميزانيات السنوية الى اهداف اخرى. ولكن توجد حجارة اساس التطوير والتسلح  بوسائل قتالية هي مثابة محطمة للتعادل واحيانا يكون معنى الخروج عن القاعدة هو أن مشاريع حيوية مثل طائرات الشحن بالوقود لا تنفذ في الوقت المناسب. والى جانب هذا، موضوع هامشي: مليارات تضيع هباء.
تسلم رئيس الاركان كوخافي مهام منصبه في عهد اوسط: الاتفاق النووي الغي، ولكن الايرانيين لم  يقتحموا الحدود بعد. وفي هذه النقطة كان يفترض بالقيادة السياسية والعسكرية ان ترسم من جديد مسار سباق التسلح. هذا لم يحصل.
فما الذي حصل في الاشهر الاخيرة وادى بالمنظومة السياسية والعسكرية ان تستيقظ بصراخات النجدة، وان تضخ على عجل 5 مليار دولار؟
فالايرانيون يحوزون منذ الان عشرات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب الى 60 في المئة، والشهادات على احياء المشروع النووي تتجمع على مدى اشهر. ما تغير هي الجداول الزمنية. وهذه، كما يقدرون في اسرائيل، تقلصت جدا. لدى الايرانيين اليوم اكثر من 400 جهاز طرد مركزي من الطراز القديم.
عندما التقى رئيس الموساد دافيد برنيع هذا الاسبوع مع نظرائه في الولايات المتحدة، كان الطرفان يعرفان بيقين بان المحادثات في فيينا عديمة الغاية. هذا الاسبوع، حين سيصل وزير الدفاع الى الولايات المتحدة، سيطرح على الطاولة ضائقة الازمنة والطريق المسدود في المحادثات. وامكانية ان تقرر الولايات المتحدة استعراضا محدودا للقوة العسكرية كي توضح جدية نواياها، تطرح مرة اخرى على جدول الاعمال. وسواء كانت اسرائيل شريكة في مثل هذه الخطوة ام ستدفع ثمنها فقط فانها ملزمة بان تكون منسقة مع الولايات المتحدة، حتى الحرف الاخير.
عندما ينطلق نقد عن اعتبارات بناء القوة، يختبيء الجيش خلف انعدام الاستقرار السلطوي. يعرف رئيس الاركان أفيف كوخافي ان هذه ليست القصة. فهو نفسه يدعو في السنة الاخيرة الى بحث دائم، مرة كل شهر، يعرض عليه فيه وضع كل مشروع. غير ان كل هذا يقي حتى الان في ملعب الجيش. لعله الان، في ضوء الازمة المحتدمة حيال ايران، ستعود القيادة السياسية لتؤدي دورها التقليدي: ان تولي وتشرف على بناء القوة العسكرية.