الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أين هي "الجهات المسؤولة"؟!

أين هي "الجهات المسؤولة"؟!

07.04.2014
صالح القلاب


الرأي الاردنية
الاحد 6/4/2014
بالطبع لم يقل "أصحاب" هذا الخبر أيُّ وسائل إعلامٍ سورية هي التي "تناقلته" والخبر الذي ينطبق عليه ذلك المثل القائل :"يكذب الكذبة ويصدقها" يتحدث عن وجود جسر جوي بين الأردن وتركيا لنقل مقاتلين "جرى تدريبهم سابقاً داخل الأراضي الأردنية".. وأين؟.. في منطقة الرصيفة شمالي عمان.. والمشكلة أن "المصدر" وبعد أربعة سطور فقط قد تغير وأصبح بدل وسائل إعلام سورية :"وفقاً لتأكيدات مصدر سوري معارض فإن أكثر من ألف مقاتل نقلوا في الأيام الثلاثة الماضية لينخرطوا فوراً في المعارك العنيفة الدائرة في ريف اللاذقية الشمالي".
ثم وقبل أن يلتقط قارئ هذا الخبر أنفاسه يتغير المصدر للمرة الثالثة ويصبح بدل وسائل الإعلام السورية وبدل المصدر السوري المعارض :وأكد المصدر أن المعلومات أكدتها مصادر أردنية "دقيقة".. وينتمي المقاتلون المذكورون إلى جنسيات مختلفة من بينها السعودية والأردنية والسورية..؟!
ولعل ما يشير إلى أنَّ هذا الخبر ،الذي يجب ألاَّ يتم المرور عليه مرور الكرام لأنه أولاً غير صحيح ولأن الواضح أن مصدره جهاتٌ إستخبارية رديئة، انه أشار إلى وجود معسكرات تدريب فيها هؤلاء في منطقة الرصيفة وهذا لا يمكن أن يصدقه حتى مستمع أبْله لا يعرف الخَمْس من الطَمْس.. وذلك لأن من يريد إقامة معسكرات سرية لا يقيمها في الرصيفة.. بل في "قيعان خنَّا" أو في الجفر على أقل تقدير.. ثم وان المعروف أن الرصيفة تقع شرقي عمان وليس شمالها!!.
إنَّ هكذا أخبار ملفقة و"مفبركة" تستهدف أمن الدولة الأردنية ولذلك فإنه على الجهات "المعنية" ،والمقصود هنا هو الحكومة تحديداً وهي الجهات الإعلامية المرتبطة بها والتابعة إليها، أن تلاحق "العيار" إلى باب الدار وأن تحيل ناشر هذا الخبر "المبني للمجهول" والذي استند إلى ثلاثة مصادر وليس إلى مصدر واحد إلى القضاء.. فإمَّا أن يثبت صحة ما قاله وإلاَّ فإن الأمور يجب أن تأخذ مساراتها الصحيحة.
نحن في هذا البلد في موقع لا نحسد عليه ولهذا فقد بقينا نتعرض لـ"الضخ" الإعلامي الكاذب ولـ"الفبركات" الإعلامية.. ولهذا فإنه يجب عدم غضّ النظر عن هذا الخبر الذي لا مصدر محدداً له والذي ليس أغلب الظن بل المؤكد أن وراءه "مخبراً غير صادق" وأنَّ الهدف هو المس بالأمن الأردني.. والمثل يقول :"شو عرَّفك أنها كذبة.. قال من كبرها".
أولاً :"نقلت وسائل إعلام سورية".. ثم :"وفقاً لتأكيدات مصدر سوري معارض" ثم :"معلومات أكدتها مصادر أردنية دقيقة".. وهذا يعني انَّ الأمر من أوله إلى آخره كذب في كذب وبالتالي فإنه يجب عدم المرور على هذه الحبكة الرديئة مرور الكرام وأنه على الجهات المعنية.. وأولها الحكومة أن تتعامل مع هذا الأمر بمنتهى الجدية والمسؤولية..لأن إقامة جسر جوي بين مطار ماركا "حسب ما توحي به المعلومات المتوافرة التي تمت الإشارة إليها في هذا الخبر" وبين مطار أنطاكيا.. في لواء الإسكندرون (السليب)!! هو عمل عسكري يعني أن الأردن قد دخل هذه الحرب المدمرة التي مرَّ عليها أكثر من ثلاثة أعوام ويعني أنه علينا أن نبدأ عمليات "التعتيم" الليلي وأن نغلق حدودنا في كافة الإتجاهات.
وأنه لا يجوز السكوت على كل هذه التسريبات التي نقرأها ونسمعها يومياً والتي لا يمكن تصديق أنه لا تقف وراءها نوايا خبيثة.. فالمنطقة حولنا أصبحت بمثابة بركانٍ متفجر يقذف بحممه في كل الإتجاهات.. والحرية الصحافية هي أولاً وأخيراً مسؤولية ولذلك فإنه على كل من ينشر خبراً كهذا الخبر ،الذي من الواضح أنَّ مقاصده غير نظيفة وأن هدفه هو الإساءة إلى هذا البلد، أن يتحمل مسؤولية نشره إنْ هو لم يستطع إثبات صحته.. وأين الجهات المسؤولة؟.. أين هي هذه الجهات المسؤولة؟!.