اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أيّها العسكر: انتزعوا السلطة ، من حكّامكم ، وسلّمونا إيّاها، واخضعوا لأمرنا !
أيّها العسكر: انتزعوا السلطة ، من حكّامكم ، وسلّمونا إيّاها، واخضعوا لأمرنا !
12.05.2019
عبدالله عيسى السلامة
أهمّ مصطلحات لاعبي الطرنيب ، هو:( شلّح طَرنيبَك ، وسلّمني)! فهل يلعب متظاهرو السودان والجزائر، مع العسكر، لعبة طرنيب: انتزعوا السلطة ، من حكّامكم ، وسلّمونا إياها؟
***
إحدى لُعب الورق(الشدّة) ، لعبة اسمُها : الطرنيب ! يلعب فيها أربعة ، كلّ اثنين يشكّلان فريقاً، هو خصم للفريق الآخر، ويسمّي لاعبٌ من الخصمَين ، نوعَ الطرنيب ، الذي يناسبه ، ويظنّ نفسه ، سيربح به ، مع شريكه ؛ حسب قوّة الورق ، الذي لديهما ! فقد يسمّي اللاعب طرنيبَه، ورق : الديناري، أو الكبّة، أو البستون، أو السباتي.. ويخبر اللاعبين الآخرين، بنوع طرنيبه! وفي أثناء اللعب ، يخاطب شريكُ صاحبِ الطرنيب ، شريكَه ، قائلاً : شلّح طرنيبَك، وسلّمنى؛ أيْ : يسلّمه قيادة اللعبة ؛ ليفرض، على اللاعبين الآخرين ، طريقته في التعامل ، مع الورق ، بالطريقة ، التي يظنّ فيها ربحاً، له ولشريكه! وقد يخسر، هو وشريكه ، أو يربحان، بحسب مايظنّانه ، أو يتوهّمانه ، من قوّة الورق ، لديهما ، ولدى خصميهما!
ومن أهمّ المصطلحات ، التي يتداولها اللاعبون ، في هذه اللعبة ، ما يقوله اللاعب لشريكه : شلّح طرنيبَك ، وسلّمني!
***
مايتداوله ، اليوم ، بعض الثوار السلميين ، في بعض العواصم العربية ، هو كلامهم للعسكر، الذين يؤازرون الثوّار، ضدّ حكّام بلادهم:
أيّها العسكر، انتزعوا السلطة ، من حكّام بلادكم ، وسلّمونا إيّاها ، واخضعوا لسلطتنا، نحن الشعب ، وعودوا ، إلى ثكناتكم ، وانتظروا أوامرنا ، التي سنصدرها لكم!
لايلام الشباب ، الذين تَطير بهم أحلامهم، في أجواء وردية زاهية، وهم يرون الحكّام المزمنين، الذين أطاحت بهم الثورة الشعبية ، قد وُضعوا في السجون ، أو القبور..أو تشرّدوا، في المنافي ، في بعض دول الشرق أو الغرب ، بصفة لاجئين سياسيين!
لايلام هؤلاء الشباب ، الذين لم يمارسوا لعبة السلطة ، ولم يخبروا خفاياها ، ومكائدها ، ودهاليزها ..! إنّما يقع اللوم ، على الساسة المتمرّسين ، الذين تَزجّ بهم ، حماسة الشباب ، في دوّامات الأحلام ، وتُوقعهم ، بين : عقولهم المتمرّسة في السياسة ، وبين الأحلام الوردية (العبَثية/المأساوية)!
أمّا العسكر، فحسبُهم أن يطرحوا الأسئلة المحرجة ، على قوى الشارع الثائرة : حَسناً ؛ سنسلّم السلطة لحكومة مدنية.. ولكن: مَن هي؟ لمّن سنسلّم السلطة، وكلّ مَن في الشارع ، يدّعي أنه: أبو الثورة ، وأنه القوّة الأولى فيها ؛ بما لديه من قوى شعبية !؟
الاشتراكيون يزعمون ، أن الثورة لهم .. وكذلك الليبراليون .. ومثلهم الإسلاميون..! وقوى الشعب الثائرة ، التي خرجت ، احتجاجاً : على الظلم ، وعلى الفقر ، وعلى البطالة ، وعلى نكد العيش .. تريد حكومة تنصفها ، وتخرجها من دائرة البؤس ، التي تعيش فيها ، من سنين ! ثمّ تكتشف – قوى الشعب الثائرة - بعد صراعات مريرة ، بين الفرقاء السياسيين ، والعسكر، بأجنحتهم المختلفة .. أنها وقعت ، في مضمون بيت الشعر:
لقد طوّفتُ ، في الآفاق ، حتّى = رَضيتُ ، مِن الغَنيمة ، بالإيابِ !
وأنّ عبارة : شلّح طرنيبك ، وسلّمني، التي تَصلح في لعبة الورق..لاتصلح في لعبة السياسة ؛ التي تحتاج ، إلى حكمة الحكماء ، وإخلاص المخلصين .. وإلاً ؛ ضاعت فيها البلاد ، أو طار فيه الكثير، من رقاب العباد !