اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أيّهما أخطر: تزييف العملة ، أم تزييف المتعاملين بها !؟
أيّهما أخطر: تزييف العملة ، أم تزييف المتعاملين بها !؟
30.10.2017
عبدالله عيسى السلامة
*) هذا السؤال ، لايجاب عليه إجابة عامّة مطلقة ! فلا بدّ من معرفة نوع العملة ، أولاً، ومعرفة الهدف من تزييفها، ومعرفة المتعاملين بها، والهدف من تزييفهم ، ثانياً!
*) إذا كانت العملة مالية نقدية ، وكان الهدف من تزييفها ، الربح المادي ، من قِبل بعض المزيِّفين ، الأفراد أو العصابات ، ولو أدى ذلك إلى تخريب جزئي للاقتصاد الوطني، فإن الأمر يختلف ، عمّا لو أغرقت العملة المزيّفة ، السوق الوطني ، من قِبل جهات معادية ، بهدف تخريب الاقتصاد ، تدميراً تامّاً !
*) أمّا إذا كانت العملة غير مالية ، كأن تكون فكرية ، أو ثقافية ، أوعقَدية .. فإن الأمر يأخذ منحى آخر، وتأخذ الموازنة ، بين العملة الزائفة والبشر المزيفين ، معنى مختلفاً !
*) أمثلة :
1) المنافقون في المدينة المنورة : زيّفوا أنفسهم ، فتظاهروا بالإسلام ، ليتمكّنوا من التخريب ، داخل المجتمع الجديد ، في الدولة الوليدة ، ويمارسوا الكيد والتآمر والدسّ ، داخل الصف المسلم ! فهم لم يستطيعوا تزييف عقيدة المجتمع ، فزيّفوا أنفسهم ، بادّعاء الإيمان بعقيدة المجتمع ، ليكونوا أقدرعلى العبث ، بالصفّ الإسلامي ، وهم في داخله ، منهم ، وهم خارجه ! وقد أحدثوا فتنا كثيرة ، كادت تودي بالمجتمع والدولة، لولا حفظ الله ، الذي حصّن المجتمع بإيمان قويّ ! وكان وجود النبيّ ، بين المؤمنين ، خيرعون لهم ، في مواجهة الفتن والدسائس ، برغم أنه ، هو ذاته ، لم يسلم من أذى المنافقين ، الذين لفّقوا تهمة بشعة ، لزوجته الكريمة الحصان ، عائشة ، رضي الله عنها .. فبرّأها الله ممّا افتروا ، وردّ كيدهم في نحورهم !
2) أصحاب العقائد الزائفة ، من أتباع الفرق الضالة : الذين لفّقوا لأنفسهم عقائد مشوّهة فاسدة ، فيها بعض المَشابه من العقيدة الإسلامية ، ثم تسلّلوا ، بدعاوى شتّى ، إلى داخل المجتمعات الإسلامية ، في مراحل مختلفة ، من تاريخ الأمّة ، وكسبوا لأنفسهم أنصاراً من أبناء المسلمين ، اعتنقوا عقيدتهم الفاسدة ، وباتوا يعيثون فساداً ، في الدولة الإسلامية المترامية الأطراف ، ويمارسون عمليات القتل والاغتيال ، والنهب والسلب ، والحرق والتدمير ، في المدن الإسلامية ! ومن هذه الفرق : القرامطة والحشّاشون ، وغيرهم ! ومعلوم أن هؤلاء زيّفوا عقيدتهم ، وتعاملوا مع المسلمين بغقيدة رائفة ، لبّست على كثيرين منهم ، وخدعتهم عن أنفسهم ، وعن عقيدتهم الصحيحة ! وما تزال ، إلى اليوم ، هذه الفرق ، تحسَب في العداد الكلّي العامّ للمسلمين ، حين يقال : إن عدد المسلمين في العالم ، هو مليار وربع ، أو مليار ونصف .. !
3) أخطر مايواجه المسلمين ، اليوم : هو أن فرقة ضخمة ، من المحسوبين على الإسلام ، ضمن التعداد الكلي العامّ ، تعدّ بالملايين ، تلـبّس على المسلمين ، وتدّعي أنها تنتمي إلى دينهم ، عقيدة وشريعة ! وأن العناصر الأساسية، في العقيدة والشريعة، مشتركة ، بينهم وبين سائر المسلمين.. والفروق القائمة ، إنّما هي فروق في الفروع، لافي الأصول والكليات ! ويتاجرون بهذا الانتماء المزعوم ، إلى الإسلام ، ليكسبوا لعقيدتهم مؤمنين جدداً ، من أبناء المسلمين ، يجعلون منهم أدوات سياسية شعبية ، داخل دولهم ومجتمعاتهم ، لنشر عقيدتهم نفسها ، بين أهليهم وشعوبهم ، من ناحية .. وليكونوا أدوات تنفيذية ، تخدم الأهداف التوسّعية الإمبراطورية ، للدولة التي تسعى إلى التمدّد ، عبر العالم الإسلامي ، والهيمنة عليه ، وفرض إمبراطوريتها الجديدة ، على دوله وشعوبه ! وأخطر مافي هذا المدّ الجديد ، أن الكثيرين من المسلمين ، ومنهم أناس عدول ثقات ، وبعضهم محسوبون على العلم الشرعي .. يعتقدون أن الخلاف بين المسلمين ، وبين هؤلاء المذهبيين ، إنّما هو ، حقاً ، خلاف في الفروع ، لا في الأصول والكليات ! ويسمّون هؤلاء المذهبين التوسعيين ، إخواناً في الملّة ، ومِن أهل القبلة ! وذلك لاشتراكهم مع المسلمين ، في بعض الأمور العامّة ، برغم الخلافات الهائلة في أصول العقائد ، ابتداء من إيمان المسلمين ، بصحّة كل ماورد في القرآن الكريم ، وتكذيب هؤلاء ببعض ماجاء فيه ، وادّعائهم النقص في بعض آياته، وطعنهم بحمَـلته ، من كرام الصحابة ، الذين بشرّهم رسول الله بالجنّة ، وأثنى الله عليهم ، في بعض آيات القرآن الكريم .. ثمّ صحيح السنّة النبوية ، الذي يكذّبون كثيراً ممّا ورد فيه ، ويأخذون دينهم عن رواة كذَبة ، مزيّفين ، معروفين وغير معروفين ! فالتزييف ، هنا ، في العقيدة ، ذاتها ، عبر إبراز المشتركات ، بينها وبين عقيدة المسلمين ! ومعلوم من الدين بالضرورة ، أن الشكّ في آية واحدة ، ممّا ورد في القرأن الكريم ، يخرج صاحبه من الملّة ، ولو آمن بكلّ مافي الإسلام ، من عقيدة وشريعة وأخلاق ! لأن الله لا يقبل من مسلم ، أن يؤمن ببعض الكتاب ، ويكفر ببعض !
ولو احتفظ هؤلاء بعقيدتهم لأنفسهم ، لما اكترث بهم أحد ، ولظلّت علاقتهم بالمسلمين ، كعلاقة أصحاب أيّة ملّة ، من الملل الموجودة اليوم ، على ظهر الأرض ! إلاّ أنهم يتّخذون من التشابه ، بين عقيدتهم وعقيدة المسلمين ، في بعض النواحي ، مدخلاً لتضليل المسلمين عقدياً ، والهيمنة عليهم وعلى بلادهم سياسياً وعسكريا وثقافياً ! وتلك كارثة محقّقة ، بدأت نذرها تلوح ، في أنحاء العالم الإسلامي ! ولابدّ من مواجهتها ، بكلّ مالدى المسلمين من طاقة ! وإلاّ وجدوا أنفسهم ، بعد سنوات قليلة ، فريسة سهلة ، للغزو المذهبي الإمبراطوري الجديد .. هم ، وأوطانهم ، وعقيدتهم ، وأجيالهم اللاحقة !
وإذا كان شأن هؤلاء المذهبيين مجهولاً ، قبل عشرات السنين ، لدى كثير من المسلمين ، فإن العلم ، اليوم ، بالفرق بين عقيدتهم وعقيدة المسلمين ، صار كالعلم بالفرق ، بين عقائد اليهود والبوذيين والملاحدة .. وبين عقيدة المسلمين ! قد يـُقبل الجهل فيه ، من أميّ جاهل .. أمّا المتعلّم ، الذي يستطيع الاطلاع على حقيقة معتقداتهم ، بسهولة ويسر، من كتبهم وخطبهم وخططهم ، ووسائل إعلامهم ..وممّا يكتبه الآخرون المنصفون عنهم .. ولا يفعل، ثم يظلّ يماري فيهم ، وقد أركسَهم الله بما كسبوا .. فحسابه على الله ، ثم على من يَقبل منه الإسهام في تزييف عقيدة المسلمين ، بحجّة الحرص الزائف ، على وحدة أبناء الملّة ، وأهل القبلة .. دون أن يكلف نفسه ، بالبحث الجادّ ، عن معنى الملّة ، ومعنى القبلة .. ليعلم أين هؤلاء من هذي ، أو تلك !
ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم !