اخر تحديث
الإثنين-22/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أيّ الأسباب هو الأكثر تأثيراً، في حصول المأساة؟
أيّ الأسباب هو الأكثر تأثيراً، في حصول المأساة؟
23.05.2019
عبدالله عيسى السلامة
نظرية تنازع الأسباب :
قد تحصل مصيبة ما ، نتيجة لأسباب عدّة ، مترابطة .. دون أن يُعرف أيّ سبب منها ، هو الأشدّ تأثيراً ، في حصولها !
وقد اختلف فقهاء القانون ، حول السبب الأشدّ تأثيراً ، في حصول هذه المأساة ، أو المصيبة!
فذهب بعضهم : إلى أن السبب الأوّل ، هو الأشدّ تأثيراً ، وصاحبُه يتحمّل العبء الأكبر، من المسؤولية عنها!
وذهب بعضهم : إلى أن السبب الأخير، هو الأشدّ تأثيراً فيها!
وذهب غير هؤلاء وهؤلاء ، إلى أن السبب المباشر، هو الأشدّ تأثيراً!
وذهب آخرون : إلى أن السبب الأقوى ، هو الأكثر تأثيراً!
ورآى أخرون : أن الأسباب ، مجتمعة ، هي المسؤولة ، عن وقوع الكارثة ، أو المصيبة ، أو المأساة !
لقد حدثت مصيبة ، في الصدر الإسلامي الأوّل ، اشتركت فيها أسباب عدّة ، وحمل كلّ سبب مايستحقه ، من المسؤولية ؛ إذ وقع رجل في بئر، ووقع فوقه مجموعة رجال ؛ ممّا تسبّب في وفاته .. فحمل كلّ منهم نصيباً معيّناً ، من المسؤولية ، ودفع من الدية ، بما يناسب مسؤوليته !
نموذج حديث :
وفي العصر الحديث : افترض بعض الفقهاء ، حدَثاً معيّناً ، مترابط الأسباب ، نتجت عنه ، وفاة طفل ، وذلك ؛ على الشكل التالي :
وَضعت أمّ طفلها الرضيع ، في ظلّ جدار ضعيف ، وذهبت لبعض شأنها ! وفي غيابها ، أقبل جرّار ضخم ، هزّ الجدار، فسقط على الطفل ، فسبّب له إصابة شديدة ! وحضرت الأمّ ، واستدعت بعض المنقذين ، فجاءت سيارة إسعاف ، نقلت الطفل إلى المشفى .. وفي الطريق حصل ازدحام شديد ، بسبب صدام ، بين سيارتين ؛ ممّا أعاق وصول الطفل ، إلى المشفى ، لكنه ظلّ حيّاً ! وحين وصوله إلى المشفى ، كان طفل في الرابعة من عمره ، تركته أمّه ، يلهو بعود ثقاب، قد سبّب حريقاً في المشفى ، فأعاق معالجة الطفل ، فتوفّي ، نتيجة التأخّر، في إسعافه !
فأيّ هذه الأسباب ، كان له التأثير الأقوى ، في وفاة الطفل الرضيع ، ومن يتحمّل القسط الأكبر من المسؤولية ، عن وفاته ؟
أمّه : التي تركته في ظلّ الجدار؟
أم سائق الجرّار: الذي هزّ الجدار، فأسقطه على الطفل ؟
أم سائق السيارة : الذي صدم سيارة ، في الشارع ، فسبّب ازدحاماً ، أعاق وصول الطفل ، إلى المشفى ؟
أم أمّ الغلام ، ابن الرابعة : التي تركته ، يلهو بعود الثقاب ، الذي سبّب حريقاً ، أعاق معالجة الطفل الرضيع ؟
أم هذه الأسباب ، مجتمعة ، تتكاتف ، في حمل المسؤولية ؟
وهنا تطرح أسئلة مختلفة ، حول مايجري في عالمنا العربي ، من مآسٍ وويلات .. وحول من يتحمّل العبء الأكبر، من المسؤولية ، عمّا يجري :
أهي الدول الخارجية ، المتدخّلة في بلادنا؟
أم هم الحكّام العملاء ، المرتبطون بالدول الخارجية ؟
أم هي الشعوب ، الخانعة للحكّام العملاء ، ولسادتهم ، في الدول الأجنبية؟
أم هي النخب الواعية ، التي تقود شعوبها ، في معارضة الحكّام ، أو في مسايرتهم ، ومنهم المفكرون والعلماء؟
أم هم الأجداد ، الذين ورّثوا أمّتنا ، ضعفَها الحالي ، بسائر مكوّناته ؟