الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أيّ "سـيادة" وسوريا مُحتلة !

أيّ "سـيادة" وسوريا مُحتلة !

27.09.2014
صالح القلاب



الرأي الاردنية
الجمعة 26-9-2014
هم أنفسهم وليس غيرهم الذين :"كلما دق الكوز بالجرة" يبادرون إلى "مزايداتهم" التي ملَّها الناس وحشر فلسطين وقضيتها المقدسة في كل شأن لتبرير دفاعهم عن نظام بقي يطارد "إخوانهم" في كل مكان وارتكب بحقهم وحق الشعب الذي يدعي تمثيله مذبحة "حماه" الشهيرة في عام 1982 وأيضاً تبرير دفاعهم عن "القاعدة" و"داعش" وكل التنظيمات الإرهابية التي آخر تجلياتها تنظيم "خراسان" الذي تتحدث بعض المعلومات عن أن مؤسسه وزعيمه ، الذي كان جاء من إيران إلى سوريا قبل عام ومعه تنظيمه هذا، قد قتل في غارات الإئتلاف الدولي أمس الأول.
أليس "مزايدة" رخيصة ومكشوفة أن يعترض هؤلاء الذين كان قياديوهم ضيوفاً دائمين في الولايات المتحدة عندما كانت تقود التحالف الغربي ضد الإتحاد السوفياتي وعندما كانت تذبح الشعب الفيتنامي بـ "قاصفتها" الإستراتيجية وعندما كانت وكما هي الآن.. تخوض كل حروب إسرائيل ضد العرب.. من حرب عام 1948 إلى حرب عام 1956 وحرب عام 1967 وعام 1973 .. وهكذا فلماذا كانت أميركا في ذلك الحين ملاكاً وحامياً للشعوب العربية من المد الشيوعي ومن مدّ خمسينات وستينات القرن الماضي "القومي" وأصحبت الآن شيطاناً رجيماً؟!!.
هل المطلوب ، استجابة لرغبات "هؤلاء" ورغبات شراذم بعض الأحزاب التي لا تزال تخيط بـ "المسلات" القديمة ولم تدرك بعد أنَّ عالم اليوم غير عالم الأمس وانَّ الدنيا كلها تغيرت خلال العقدين الأخيرين، أن يفتح الأردن حدوده وأبوابه أمام "داعش" و"القاعدة" وباقي التنظيمات الإرهابية.. ثم من هي "الأطراف الخارجية" التي من أجل خدمتها إنضم هذا البلد ، الذي لا يزال يعيش مرارة عام 2005 وكوابيسه المرعبة، إلى الإئتلاف الدولي الذي تشكل لمواجهة الإرهاب بمشاركة أكثر من أربعين من دول العالم..؟!.
يبدو بل المؤكد أن هؤلاء ، الذين اعتادوا تسويق مواقفهم المخزية من خلال رفع راية فلسطين، يعتبرون "داعش" حركة مقاومة فلسطينية ويعتبرون كل الجرائم التي ارتكبتها "القاعدة" جهاداً في سبيل الله ويعتبرون جز حلاقيم الناس الأبرياء بالسكاكين والأمواس دفاعاً عن القدس.. إنَّ هذه الألاعيب لم تعد تنطلي على أحد وإن الأردنيين بتجاربهم مع هذه "الجماعة" باتوا يعرفون لو أن "الإرهاب" استطاع أن يكرر جريمة عام 2005 فلكان هؤلاء أول من يركب موجة المزايدات ولكن على نحو معاكس ولكانوا حمَّلوا الدولة وليس الحكومة فقط مسؤولية مثل هذه الجريمة.
ثم وإننا نسأل "هؤلاء" ومعهم شراذم الأحزاب التي تجاوزتها حركة التاريخ :أين هي سيادة الدولة السورية التي يتحدثون عنها ويتباكون على انتهاكها بالعمل البطولي الذي يندرج تحت عنوان :"الدفاع الإيجابي" الذي قامت به قواتنا الجوية الباسلة..؟.. إن سوريا الآن دولة محتلة أولاً من قبل الإيرانيين والروس وثانياً من قبل أكثر من عشرين تنظيماً طائفياً ومذهبياً على رأسها حزب الله كلها جاءت من الخارج وثالثاً من قبل كل هذه المجموعات الإرهابية من "داعش" إلى "النصرة" إلى "خراسان" إلى باقي المسميات التي يصعب حصرها التي استخدمها ولا يزال يستخدمها هذا النظام لمواجهة ثورة الشعب السوري التي بدأت سلمية ولنحو ثمانية شهور ولكنها أضطرت إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسها وعن شعبها ومواجهة أبشع أنواع البطش الآسيوي الذي لجأت إلى ممارسته هذه المجموعة الحاكمة في دمشق منذ اللحظة الأولى..؟!
أين هي السيادة السورية التي يتباكى عليها هؤلاء ما دام أن حتى آبار النفط السوري يسيطر عليها تنظيم "داعش" وما دام أنَّ حزب الله كان قد أعلن أنه لولا تدخله العسكري لمواجهة الثورة السورية لكان نظام بشار الأسد سقط خلال ثلاث دقائق..؟!.. أين هي السيادة السورية ما دام أن هذا النظام لم يعد يحكم إلاَّ في أجزاءٍ محددة من دمشق..؟ أين هي السيادة السورية عندما يتم سحب باقي ما تبقى من وحدات الجيش السوري من خطوط التماس مع الحدود الأردنية وتركها للتنظيمات الإرهابية التي بإشراف "مخابراتي" شقيق بقيت تحاول اختراق حدودنا.. وهذا ما استدعى ضربة يوم الثلاثاء الماضي التي ستتكرر حتماً إن استمرت التحرشات "المخابراتية" بأمننا الوطني؟!... أين هي السيادة السورية.. إن سوريا تعتبر الآن دولة محتلة ليس من قبل جهة واحدة ولا من قبل تنظيم إرهابي واحد.. وإنما من قبل ما "هب ودب".. فهل المطلوب من الأردن ما دام أن هذه هي حقائق الأمور أنْ لا يدافع عن نفسه وعن أرضه وعن شعبه.. هل المطلوب أن نُسلِّم إعناقنا للذبح؟!.