الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أي انتخابات يريدها النظام السوري؟

أي انتخابات يريدها النظام السوري؟

07.04.2014
الوطن السعودية


الاحد 6/4/2014
أن يروّج النظام السوري لعزمه على تنظيم انتخابات رئاسية متجاهلا الظروف القاسية التي تمر بها البلاد من تدمير وقتل وتهجير فتلك كارثة، وتكون الكارثة أكبر إذا استمر الصمت الدولي تجاه تلك الانتخابات المزعومة التي تحدّث رئيس النظام السوري بشار الأسد أكثر من مرة عن نيته على خوضها في محاولة منه لجس النبض خارجيا، لأن المستوى الداخلي لا يعني له شيئا مادام هو وأعوانه أصحاب القرار.
لذلك يأتي البيان الذي أصدرته مجموعة أصدقاء الشعب السوري قبل أيام، وترفض فيه فكرة الانتخابات من أساسها خلال فترة الحرب، ليقرع الجرس ويحذر المجتمع الدولي من اللعبة التي يبدو أن النظام السوري اعتمد مخططها، وعلى العالم أن يتكاتف لإحباطها فهي إن تمت سيتورط الشعب السوري بوضع أسوأ مما هو فيه.. والحل الوحيد الذي يمهد للخلاص حاليا هو رحيل الأسد طوعيا بقبول نظامه بحكومة انتقالية لا وجود له فيها، أو قسريا بمنع ترشحه للانتخابات أو أي أمر آخر يجعله يغادر السلطة التي أساء استخدامها كما لم يفعل حاكم عبر التاريخ.
الانتخابات تعني أن المجتمع الذي تقام فيه مجتمع ديمقراطي وكذلك النظام القائم، فأي ديمقراطية يبحث عنها الأسد وهو الذي جلس في سنوات حكمه الأخيرة فوق مئات الألوف من الجثث، وفقدت الدولة عمرانها وبنيتها التحتية والفوقية وكل مقومات الحياة، وصارت الهجرة واللجوء حلمي معظم السوريين بحثا عن مكان آمن لعائلاتهم.
أي انتخابات يريدها النظام السوري.. وأغلب الشعب لا يستطيع أن ينتخب، فهم بين قتيل ولاجئ ومهاجر، إلا إذا كان يفهم أن الشعب هم الموالون للأسد في المناطق التي يسيطر عليها والآخرون ليس لهم أي اعتبار. أما تفكير النظام في وضع قانون انتخابي جديد، فالأرجح أن القانون سيكون مفصلا على مقاس بشار الأسد وتعجيزيا لمن يريد منافسته، وربما ستوضع شروط للناخبين بطريقة ما لتجعل الأصوات تصب في صالحه أيضا، وبعدها يعلن للعالم أنه رئيس شرعي منتخب بصورة ديمقراطية، وأن الشعب اختاره لجهوده في حماية الدولة من "الإرهاب"، وأن حربه ضد "الإرهاب" مستمرة.
على العالم كله أن يتنبه ويمنع حدوث المهزلة، فما تتحدث قيادات الدول والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية عن ارتكابه جرائم حرب، يريد استكمال أفعاله لكن بطريقة "ديمقراطية" هذه المرة، فهل يستمر الصمت الدولي؟