الرئيسة \  برق الشرق  \  أي ظروف يعيشها الصحفيون في سوريا في اليوم العالمي للصحافة؟!

أي ظروف يعيشها الصحفيون في سوريا في اليوم العالمي للصحافة؟!

05.05.2015
المركز الصحفي السوري


المركز الصحفي السوري – عاصم الإدلبي
يصادف الثالث من مايو من كل عام ، اليوم العالمي لحرية الصحافة والتعبير، وهي مناسبة لتسليط الضوء على المعاناة التي تعانيها الصحافة والصحفيون في سوريا في ظل الحرب المستعرة في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات.
لاشك أن الظروف التي تعيشها الصحافة في سوريا هي ظروف أقل ما يمكن وصفها أنها صعبة، حيث يقاسي الصحفيون السوريون أنواعاً شتى من المعاناة لنقل الحقيقة وإيصال صوتهم للعالم، فالكثير منهم يجهد في استقصاء الأخبار والمعلومات من كافة المصادر والأطراف التي لها علاقة بالحدث لنقله للعالم، حيث قتل النظام السوري منذ بدء الاحتجاجات ٢٣٧ صحفي منهم ٢٠صحفي تحت التعذيب حسب المركز السوري للحريات الصحفية, وسوريا  تصنّف على أنّها أخطر البلدان في العالم في معدلات استهداف الصحفيين، والصحفي السوري في سبيل نقل الحدث يعيش ظروفاً استثنائية، حيث يذهب إلى مناطق الاشتباكات ويتحمل أعباء المعركة من قصف بالطيران أو بالصواريخ في سبيل التقاط صورة أو مقطع فيديو يقوم بإرساله عبر وسائل الاتصال المتوفرة إلى العالم الخارجي، كما أنه معرض في أي لحظة للاعتقال من "الجهات" التي تخشى الحقيقة وهي كثيرة في سوريا، حيث تحاول طمس الحقيقة بأي طريقة، فتلجأ إلى اعتقال الصحفيين وأحياناً تصفيتهم لكي تقوم هذه الجهات بطمس صوت الحقيقة.
 
ظهرت في سوريا منذ بداية الثورة السورية  ظاهرة " المواطن الصحفي" الذي واجه رصاص قوات النظام، وقام بنقل صوت الثورة التي اندلعت في البلاد منذ 15 مارس/آذار 2011 ، حيث بدأ المواطن السوري بتصوير التظاهرات التي خرجت في سوريا، ويقوم بتحميلها على مواقع الانترنت لكي تصل للعالم، وقد تعرض الكثير من الناشطين للقتل برصاص النظام نتيجة محاولتهم تصوير مظاهرة أو عملية اقتحام مدينة بالدبابات أو مداهمة منزل أو محل تجاري، والأمثلة في الثورة كثيرة جداً فالشهيد أحمد حمادة من حي بابا عمرو في حمص  يعمل مصورا صحفيا بشبكة اخبارية في الحي استشهد وهو يحاول تصوير القصف الذي قامت به قوات النظام السوري للحي  في 23 حزيران من عام 2012 كما أن آخر ضحايا الحرب والتفجيرات في سوريا هو المراسل في قناة حلب اليوم وشبكة شام همام النجار " أبو يزن الحلبي" الذي استشهد في تفجير تنظيم الدولة الإسلامية  في مدينة مارع السورية في 16 أبريل الماضي.
لم يكن يوجد في سوريا قبل الحرب صحافة مستقلة وكانت هي صحافة تابعة للنظام ولحزب البعث الحاكم في سوريا، ولكن بعد اندلاع الثورة أصبحت الصحافة "المعارضة" تملك حيزاً من الحرية، لكنها لم تستطع إلى الآن أن تتميز بالحيادية والمهنية والاحترافية، بل كانت صحافة تطوعية غير منظمة تهدف إلى إيصال أفكار الثورة بطريقة بدائية، ونتيجة قلة الدعم لها لم تستطع هذه الصحافة" المعارضة" أن تكون أرضية صلبة لما سيأتي في المستقبل، بل كانت في الغالب ضحية "الابتزاز السياسي" والدعم المشروط.
 
لم يكن النظام السوري وحده في مجال "قمع الحريات " بل ظهرت عدة أطراف أخرى  على مدى سنوات الصراع الأربع ، حيث رصدت انتهاكات عديدة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في عامي 2013 و2014 بحق الصحفيين وخصوصاً الأجانب منهم، حيث قام التنظيم  بإعدام كل من الصحافيين الأمريكيين ستيفين سوتلوف وجيمس فولي أواخر عام 2014 كرد انتقامي على الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت عزمها القضاء على التنظيم في سوريا والعراق.
 
 
وجهت منظمة "مراسلون بلا حدود" في 27 أبريل الماضي إلى مجلس الأمن الدولي "نداء رسميا" لإحالة "جرائم الحرب ضد صحافيين في سوريا والعراق" إلى المحكمة الجنائية الدولية، وطلب أمين عام "مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار في الرسالة "من أجل الكشف عن حقيقة الأعمال الرهيبة المرتكبة ضد الصحافيين وردع الأطراف عن ارتكاب أخرى، من الضروري أن يحيل مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل إلى المدعي العام ملف الوضع في سوريا والعراق حيث ارتكبت جرائم حرب ضد صحافيين".
 
ولاتزال سوريا تعتبر أخطر بلد في العالم للصحافيين بحسب "مراسلون بلا حدود"، وتبقى بذلك في المرتبة الـ177 من أصل 180 بلدا، مباشرة خلف الصين (176) وقبل تركمانستان (178) وكوريا الشمالية (179) واريتريا (180)، وهي الدول الأربع التي تصدرت تقرير منظمة مراسلون بلا حدود العام الماضي أيضاً.
كما أن الثورة السورية سميت بـ "الثورة اليتيمة" كذلك "الصحافة السورية المعارضة المستقلة" لا زالت يتيمة وهي ضحية التجاذبات السياسية والصراعات المسلحة الدائرة في البلد، ولن تستطيع على المدى القريب أن تقطع شوطاً كبيراً في تحقيق الأمل المرجو منها في نقل الأحداث بحيادية ومهنية وواقعية بعيداً عن الضغوط.
خاص المركز الصحفي السوري