الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أي مفاعيل للاتفاق النووي على لبنان؟ معبران إجباريان يمرّان بسوريا والسعودية

أي مفاعيل للاتفاق النووي على لبنان؟ معبران إجباريان يمرّان بسوريا والسعودية

28.11.2013
روزانا بومنصف


النهار
الاربعاء 27-11-2013
يصعب بالنسبة الى مصادر ديبلوماسية مراقبة استنتاج استخلاصات معينة من انعكاسات الاتفاق بين الدول الغربية وايران حول الملف النووي على لبنان كما لا يمكن البناء على رد الفعل الاولي الذي اعقب الاعلان عن الاتفاق الذي يحتاج الى قراءات مختلفة جدية بعيدا من حملات التسويق او الدفاع عنه امام المتشددين في الجانبين. فقبل وصول مفاعيل هذا الاتفاق الى لبنان ثمة مراحل كثيرة توجزها مصادر معنية بالآتي :
ان الاتفاق المرحلي لستة اشهر قد يفتح الباب امام اتفاق نهائي بين ايران والدول الكبرى وبناء على تنفيذ الالتزامات المتبادلة او تعود الامور الى ما كانت عليه على رغم استبعاد المصادر ان تخاطر ايران في ظل الظروف القائمة بالعودة الى وضعها السابق. في حين يبدو التشدد الداخلي الاميركي وتشدد اسرائيل امام الاتفاق الذي تم التوصل اليه عائقا امام ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما للذهاب نحو اعطاء ايران او منحها المزيد مما اعطيت علما انه لا يتعدى رفع بعض العقوبات حتى الآن.
إن ثمة معبرين اساسيين لا بد منهما احدهما يتمثل في الوضع السوري وموقف ايران فيه ومنه. اذ ترى هذه المصادر صعوبة في امكان اتاحة المجال امام ايران المشاركة في مؤتمر جنيف 2 اقله بالنسبة الى ادارة اوباما كمكافأة على الاتفاق النووي في ظل الضغوط التي تتعرض لها هذه الادارة ما لم تقبل ايران بمضمون جنيف 1 وما ينص عليه لجهة اقامة حكومة انتقالية في سوريا كاملة الصلاحيات التنفيذية وما لم ترض المعارضة السورية بقبول مشاركة ايران تحت هذا الشرط. اذ يفترض بمؤتمر جنيف 2 ان يكسب ادارة اوباما صدقية خصوصا ازاء الدول العربية والاقليمية الصديقة التي سعت الى الاتفاق حول الاسلحة الكيميائية لدى النظام السوري من دون الاخذ في الاعتبار موقعها ومطلبها بحل شامل للازمة السورية. فالمؤتمر في حال عقد في 22 كانون الثاني المقبل هو في شكل من الاشكال محاولة طمأنة من اوباما الى حلفائه في المنطقة بأنه لم يهمل هذه الازمة ولم يكتف بالاسلحة الكيميائية من دون حل الازمة كلها. وهو ما من شأنه ان يوجه رسالة ايجابية بالمعنى نفسه حول الاتفاق مع ايران وحول ملفها النووي والنية في عدم الاكتفاء بالاتفاق على هذا الصعيد وترك ايران حرة في مد نفوذها في المنطقة.
وأهمية الموضوع السوري ومحوريته اساسيان في تقرير مآل الامور في سوريا كما في لبنان استنادا الى مؤتمر جنيف وموقف ايران او موقعها فيه ومنه بحيث لا يمكن القفز الى استنتاجات حول لبنان بعيدا من الموضوع السوري.
أما المعبر الثاني الاجباري في هذا الاتجاه فهو يتصل بمدى رغبة ايران وقدرتها على انتهاج مسار سلمي مع جيرانها وازالة كل التوترات العالقة بينها وبين هذه الدول ومنها سوريا علما ان هناك تدخلات اخرى لايران في المنطقة ايضا. وهذا المعبر يتركز او ينطلق من المملكة السعودية تحديدا. وما بعد ذلك كله يمكن بحسب هذه المصادر بدء تكوين الاستنتاجات حول لبنان وليس قبله.