الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إبادة جماعية في سوريا ومصر

إبادة جماعية في سوريا ومصر

10.02.2016
سمير الحجاوي



الشرق القطرية
الثلاثاء 9/2/2016
يبدو أن سوريا تحولت إلى مقبرة جماعية، يقتل فيها السوريون على مرأى ومسمع العالم كله، وهي حقيقة أعلنتها أكبر منظمة أممية في العالم، إذ قال محققون من الأمم المتحدة اليوم "إن محتجزين لدى الحكومة السورية يموتون بشكل جماعي وأن هذا يصل إلى حد تطبيق الدولة لسياسة "إبادة" للسكان المدنيين وهو ما يعد جريمة ضد الإنسانية.
ودعت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي لفرض "عقوبات موجهة" لمسؤولين سوريين مدنيين وعسكريين لتسببهم في موت وتعذيب واختفاء معتقلين لكنها لم تحدد أسماءهم".
إذن الأمم المتحدة نفسها تقول إن الشعب السوري يتعرض لإبادة جماعية، وهذا يفرض على المنظمة الدولية، ومعها ما يسمى المجتمع الدولي التحرك من أجل إنقاذ الشعب السوري من الإبادة والقتل بشكل جماعي.
الشعب السوري في مواجهة عصابة من القتل الذين يختزنون فائضا من الحقد يكفي لقتل البشرية جمعاء، فالعقلية "العلوية- الشيعية" تقوم على الكراهية و"إبادة كل نسمة حية" كما نص على ذلك العهد القديم الخاص باليهود، وهم يطبقون هذا العقيدة الدموية بكل عنف، وقتلوا حتى الآن ما يزيد عن 380 ألف سوري، وجرحوا ما يزيد على مليون إنسان، وشردوا وهجروا نصف أكثر من نصف الشعب السوري، أي ما يصل إلى 14 مليون سوري، في واحدة من أشرس عمليات الإبادة في التاريخ المعاصر.
هذه الإبادة الجماعية للشعب السوري يتحملها نظام الأسد العلوي البعثي الدموي، وإيران الفارسية المسكونة بأحقاد تاريخية وعقائدية، وشيعة العراق ولبنان المسكونون بعقائدية ثأرية، شعارها "يا لثارات الحسين"، مع أنهم هم أنفسهم الذين قتلوا الحسين وقتلوا والده، رضي الله عنهما، من قبله.
وروسيا الصليبية التي أعلنت "حربا مقدسة" في سوريا، هؤلاء كلهم قتلة مجرمون والغون في دماء السوريين.
سفك الدماء لا يقف عند حدود سوريا المكلومة، بل في العراق حيث تسيل الدماء بغزارة ويقتل العرب المسلمون بحقد أعمى، وكذلك في مصر التي يرتكب فيها السيسي أبشع المجازر، من قتل وحرق واغتيال وتصفيات وإبادة جماعية لسكان سيناء، فقد قتل حتى الآن أكثر من 7000 مصري، وهناك 1000 حالة من الإخفاء القسري، ومئات قتلوا في السجون والمعتقلات ومراكز الاحتجاز، بل وصل الأمر بالوزير الانقلابي أحمد الزند، وهو الذي يسمى "وزير العدل" إلى الدعوة لقتل 400 ألف مصري، وقال في تصريحات تلفزيونية "إنه لن تنطفئ ناره إلا إذا قتل 10 آلاف من الإخوان مقابل كل فرد سقط من القوات المُسلحة"، وهي تصريحات دفعت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في هيومن رايتس ووتش إلى القول إن تصريحات الزند: "تظهر مدى تخلي بعض أعضاء الحكومة المِصْرية عن احترام العدل، حين يخرج مسؤول حكومي رفيع المستوى مُكلف بمراقبة سيادة القانون في التلفزيون، ويبدو أنه يُشجع على قتل الخصوم السياسيين". وأضافت "تشير حقيقة قيام قوات الأمن المصرية بارتكاب عمليات قتل جماعي بحق مؤيدي الإخوان المسلمين، مع إصدار قضاة مئات الأحكام بالإعدام في مُحاكمات جماعية، إلى أن تهديدات وزير العدل أحمد الزند حقيقية للغاية".
هذه الجرائم التي يرتكبها السيسي ونظامه دفعت الناشطة الحقوقية المصرية نيفين ملك إلى القول:"إن السيسي سيتحول لصيد سهل لمحاكم بلجيكا والنمسا وإسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي وبعض المحاكم الفيدرالية، وسيواجه ما واجهته الإسرائيلية تسيبي ليفنى والجنرالات الإسرائيليين، ولا يستبعد أن يواجه سيناريو بينوشيه، دكتاتور تشيلي السابق الذي اعتقل وحوكم على جرائمه.
جرائم الأسد والسيسي لن تسقط بالتقادم، وهي جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية وجرائم ضد العرب والإسلام وضد الأمة وحاضرها ومستقبلها، ولكن الأمر الملح حاليا هو إنقاذ الشعب السوري من بين براثن الدكتاتور الدموي والطاغية المجرم بشار الأسد.