الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إبادة حلب بالإرهاب الروسي؟

إبادة حلب بالإرهاب الروسي؟

06.11.2016
داود البصري


الشرق القطرية
السبت 5-11-2016
قد يبدو أمرا في غاية الغرابة والاستهجان أن يقوم وزير الدفاع الروسي بالممارسة العلنية لبلطجة دولية ذات أبعاد إرهابية واضحة معبرة عن حالة عدم التوازن في العلاقات الدولية.
فالإنذار الإرهابي بتدمير حلب على رؤوس ساكنيها ما لم تنسحب المعارضة السورية المسلحة وعبر سحق المدنيين واستعمال مختلف أنواع الأسلحة التدميرية!، هو أمر يتجاوز البلطجة ليدخل ضمن إطار إعلان حرب إفناء تدميرية على الشعب السوري، وهو تصرف غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدولية في العصر الحديث، فالهجمة المغولية الروسية الجديدة إنما هي جريمة نكراء لم تجد للأسف أي مقاومة فعلية من النظام الدولي المضطرب والذي تشابكت فيه المصالح وأضحت الشعوب المستضعفة ضحايا وقرابين لمصالح القوى الدولية الكواسر!، وقرار تدمير مدينة حلب قد اتخذه الروس فعلا بعد أن عجزوا عن كسر إرادة الثوار، وتورطوا في نزاع طويل ومرهق سيرتد عليهم دون شك بأكثر من تلك النتائج والأثمان التي دفعوها بعد الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1978 والذي كان المسمار الأكبر في نعش النظام الشيوعي البائد بعد أن استنزف (الجيش الأحمر) قدراته، اليوم يكرر النظام المافيوزي الروسي جريمته وسيدفع حتما ثمن حماقاته وتعدياته على خيارات الشعوب الحرة.
الكارثة في أن حروب التدمير في الشرق ستجهز على حواضر تاريخية مهمة في التاريخ الإنساني، فالموصل العراقية كشقيقتها حلب السورية في مواجهة حروب إفناء بشعة تعبر عن هجمة بربرية حمقاء معبرة عن توحش الدول الكواسر، المجتمع الدولي يتحمل مسؤوليته في حماية المنطقة من حروب والتدمير والفناء، ولكن من سيواجه البربرية المعاصرة؟ لن يهزم الأحرار بل سيدفع الطغاة أثمان حماقاتهم البربرية لا محالة.