الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إخفاق أميركي في سوريا

إخفاق أميركي في سوريا

25.02.2014
صحيفة واشنطن بوست الأميركية


البيان
الاثنين 24/2/2014   
لا يبدو أن هنالك نتيجة لسياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما في سوريا، فقد تداعى البلد، ومضت الأمور من سيئ إلى أسوأ. ويشير وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى أن الأوضاع سيئة للغاية، بحيث إن الرئيس الأميركي طلب البحث عن "خيارات".
وبعد ثلاث سنوات من الحرب، يرغب الرئيس أوباما في وضع خطة. وفقاً لأرجح الاحتمالات، فإن خيارات الرئيس أوباما المتوعدة، لا تروع الرئيس السوري بشار الأسد، إذ يواصل قصف شعبه بقنابل متفجرة وعنقودية، وتجويع المدن والمناطق المعارضة من أجل إخضاعها.
وعلى أوباما فعل شيء حيال ذلك، إلا أنه لا يستطيع القيام بشيء حتى يتم وضع الخيارات، التي لم تكن موجودة. لذلك على الشعب السوري التضور جوعاً إلى أن تصل، ربما، قافلة من الخيارات.
لقد بذل المبعوث الدولي والعربي، الأخضر الإبراهيمي، قصارى جهده، لكن من دون التهديد باستخدام القوة أو فرض عقوبات أو شيء من شأنه إيذاء الرئيس الأسد، لن يكون هنالك سبيل ليُقدم الرئيس السوري على تحقيق السلام. إنه يكسب الحرب الأكثر فظاعة بأفظع الطرق، وتوقفت إدارة الرئيس الأميركي، من بين آخرين، عن التنبؤ بأنه سيرحل في غضون أسبوعين، أو أياً كان ما يقولونه في شيكاغو.
لقد نجا بشار الأسد، فعلًا، من الخط الأحمر المخيف للرئيس أوباما، الذي كلما تم ذكره اضطر إلى الكذب بشأن إزالة أسلحته الكيماوية.
وبعدها، استخدم الرئيس الأميركي قوة بلاده التي لا يمكن تصورها، لإجبار الأسد على المراوغة، وانتقل إلى الكونغرس للحصول على تفويض. ينبغي أن يكون هذا قد سبب دواراً محموماً للرئيس الأسد.. الكونغرس؟ الإعصار الهادر ذاك، كان بالتأكيد فخاً من نوع ما.
لماذا سمحت أميركا بمواصلة ارتكاب القتل الجماعي؟ ولماذا هذا العجز بينما يهدم الرئيس السوري أحياء كاملة، ويعذب ويقتل الأبرياء، مع إفلاته من العقوبة؟
إن تدخلاً أميركياً في الوقت المناسب، كان يمكنه إنهاء الأمور بشكل مبكر، لكن لم يتم حتى اتخاذ خطوات تدريجية لمساعدة المعارضة المعتدلة.
تنافس اليمين واليسار في الحماس للعزلة، ليخلطا بين التدخل الإنساني وجهود مواطني أميركا في أميركا اللاتينية خلال القرن ال19، لجعل أميركا الوسطى آمنة ل"شركة الفواكه المتحدة". لم تتجه أميركا للداخل، بل اتجهت نزولاً ورأسها إلى الأرض.
أصبح تواني واشنطن هو السمة المميزة لسياسة أوباما الخارجية. يمكنه إلقاء جميع الخطب التي يريدها، لكن ارتباكه وتردده هو ما يلاحظه القادة الآخرون، وهو ما سيتذكره التاريخ. والآن، وفي وقت متأخر للغاية، طالب بوضع خيارات.. إليك خيار مطروح: افعل شيئاً حيال سوريا.