الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إخراج "داعش" يضعف موقف الأسد في "جنيف 2"

إخراج "داعش" يضعف موقف الأسد في "جنيف 2"

07.01.2014
الوطن السعودية


الاثنين 6/1/2014
لم تنبع هبّة كتائب المعارضة السورية خلال الأيام الأخيرة ضد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" من فراغ، فمجموعات ذلك التنظيم تجاوزت حدود المعقول والمقبول في تصرفاتها، الأمر الذي وضع استئصالها خيارا وحيدا يعيد الثورة إلى مسارها. فمن نتائج سيطرة "داعش" على بعض الأماكن أن القوى الكبرى همشت المعارضة السورية، وباتت تفضل استمرار نظام الأسد على إحكام تنظيم القاعدة وذيوله السيطرة على سورية.
وأن يهدد تنظيم "داعش" بالانسحاب من مواقع القتال ضد النظام السوري إذا لم تتم تلبية شروط طرحها أمام كتائب المعارضة، فالتهديد لن يقدم أو يؤخر، فالتنظيم بحسب كل الأخبار، لم يكن همه إسقاط النظام بقدر "احتلال" المواقع المحررة من قبل الثوار، ولم يكن يستهدف في جل عملياته سوى معارضي النظام وناشطي الثورة والأهالي، مما وضع أكثر من علامة استفهام لدى كثير من المراقبين حول أهدافه وتعاون أفراد منه مع النظام لخدمته بأعمال تجعله رحمة بالمقارنة مع "داعش"، وكذلك بممارسة أفعال ترعب الأقليات بلغت حد إعدام أشخاص لا ذنب لهم سوى الاختلاف بالدين أو المذهب، وحرق وتفجير واحتلال مواقع دينية لغير المسلمين، لتخويف العالم من مصير الأقليات إن سقط النظام.
ولعل قيام "داعش" بتعذيب وقتل طبيب أطفال من ناشطي الثورة ذهب إليهم بوساطة سلمية، أطلق صافرة الإنذار لدى كتائب المعارضة تجاه خطر التنظيم، فأجرت تعديلا موقتا في مسار الثورة ليغدو التخلص مما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية أولوية يأتي بعدها إسقاط النظام الذي كانت له الأولوية، وربما في التغيير مصلحة للنظام، لكن كتائب الثورة ترى فيه أيضا مصلحة للثورة وللمواطنين الذين تأذوا كثيرا من سلوكيات "داعش".
لن يكون صعبا هزيمة أو إخراج "داعش" من المدن التي سيطر عليها تنظيم يفتقد الحاضنة الاجتماعية. وقد يعدل ذلك -إن حدث- عددا من المعطيات قبل مؤتمر "جنيف 2" فيدير ائتلاف قوى الثورة الأراضي المحررة، مسقطا أقوى ورقة استند عليها النظام السوري، ليغير مسار الثورة ويثبت للقوى الكبرى أنه أفضل الخيارات المتاحة. وتبقى الخشية من استمرار نظام الأسد في محاولاته قلب المعادلة بزيادة قصفه على المدن وهذا ما يجب أن يتنبه إليه المجتمع الدولي.