الرئيسة \  برق الشرق  \  إخوان سورية لـ(آكي): نتائج جولة جنيف الأولى أسوأ من المتوقع

إخوان سورية لـ(آكي): نتائج جولة جنيف الأولى أسوأ من المتوقع

05.02.2014
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء


روما (3 شباط/فبراير) 2014
وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
أكّد الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية أن نتائج الجولة الأولى من المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة كانت أكثر بؤساً من المتوقع، ووصف جولات مؤتمر جنيف بـ "المسلسل الممل" ورجّح أن يستمر طويلاً، وشدد على أن البديل هو إسقاط منهجية انتظار الآخرين والالتفات للداخل السوري
وقال الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين في سورية زهير سالم، لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "لقد وضع جنيف المعارضة السورية في أمر مريج ـ كما يقول القرآن الكريم ـ لم يكن من السهل على العقلاء أن يقولوا نعم لجنيف ولم يكن من السهل عليهم أن يقولوا لا، وموقفنا من جنيف في الصيغة التي عُرض فيها لم يكن موقفاً من الحل السياسي، فالحل السياسي الحقيقي هو مطلب السواد العام من السوريين العقلاء، بل كان الخلاف في تحديد الموقف من جنيف، هو يمكن أن يقود هذا المؤتمر إلى حل سياسي أم لا، وعلى هذا اختلف السوريون، ومن المفيد أن أوضح في هذا السياق أن جماعة الإخوان المسلمين في سورية اختارت أن تصوّت من خلال ممثليها في الائتلاف بلا لجنيف ومن المنطلق نفسه، وعليه فإن أحداً في وفد المفاوضات لا يمثّل جماعة الإخوان المسلمين" حسب تأكيده
ورأى سالم أن مقدمات مؤتمر جنيف لم تحمل بصيص أمل بقرب الحل السياسي، وقال "كنت واحداً من المترددين بشأن جنيف، ولأنني لست في موقع قرار آثرت ألا أتحمل مسؤوليته فسكتت عنه وحاولت التعامل بشيء من الموضوعية مع المشهد، ورغم تشاؤمي المسبق ويأسي من مدخلات المؤتمر ومخرجاته إلا أن المخرجات العملية كانت أكثر بؤساً مما توقعت، فكنت قد تصورت أن يقوم وفد النظام ببعض المراوغة بإظهار شيء من الليونة الشكلية والجزئية فيقدّم خطوة إنسانية ما، ولكن حتى هذا لم يحدث، فلا الوزير لافروف ولا الوزير كيري ولا المبعوث الإبراهيمي استطاعوا إدخال زجاجة حليب لرضيع محاصر في حمص وفي غير حمص" على حد قوله
وأضاف "أعتقد أن هناك لغة واحدة يفهمها بشار الأسد، هذه اللغة يعرفها العالم ولكنه لا يريد أن يتحدث بها، ويؤسفني أن أقول في ظل المعطيات وتحت السقف الروسي ألا أمل ولا بصيص ضوء وستظل رحى حرب الإبادة تدور حتى يكسر بشار الأسد إرادة الشعب السوري كما أعلن في الأشهر الأولى للثورة، هذا إن قدر على ذلك طبعاً، وأعتقد أن مهمة كوفي أنان ثم الإبراهيمي تشكّل ورقة توت للمجتمع الدولي يداري ورائها عجزه، ولذلك فإن مسلسل جنيف الممل سيستمر وإن ضعف اهتمام المتابعين" وفق ذكره
وحول أداء وفد ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية خلال الجولة الأولى من المفاوضات قال سالم، وهو مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية في لندن "نتيجة ما انخرط فيه وفد الائتلاف من سجالات داخلية مع قواه الذاتية وقوى المعارضة الأخرى أصبح مضطراً في كل محطة إلى محاولة إثبات صوابية موقفه واختياره بادعاء انتصارات وهمية واتخاذ مواقف استعراضية من نوع رفض التخاطب المباشر مع وفد الآخرين أو الجلوس معهم على طاولة واحدة، وفي هذا السياق، مازلت أعتقد أن المجتمع السوري بتخفيف كل المعارضين من جرعة الشخصانية وحدّة الإيديولوجيا يمكن أن يقدّم معارضة ليس فقط أصدق تمثيلاً ولكن أقدر أيضاً على الأداء، وهذا الذي يجب أن نهتم به" على حد تعبيره
وعن البدائل العملية لجنيف قال المعارض السوري "إن بديل جنيف هو إسقاط منهجية انتظار ما يمكن أن يقدّمه الآخرون والالتفات العملي إلى الأرض السورية والشارع السوري وضبط ما يجري عليها، والاندماج في الموقف الوطني العام، وإدماج القوى الثورية في هذا المشروع ليس بالاستعلاء عليها ولكن بالاقتراب أفضل منها"، وتابع "لقد دُفعت الثورة والثوار إلى العسكرة ولم يكن ذلك اختياراً بل كان اضطراراً له سلبياته المدركة وله إيجابياته أيضاً، أما وقد أصبح أمراً واقعاً علينا أن نتعامل معه وتوظيفه في خدمة المشروع الوطني، ولكن ليس بإسقاط أدوات الصراع الأخرى، المشكلة عندنا أن الذين اختاروا جنيف ذهبوا إليه والذين رفضوا جلسوا يتفرجون وينتقدون، وكذلك انغمس البعض في الاضطرار العسكري والرافضون جلسوا يتفرجون وينتقدون"، حسب قوله
وخلص إلى القول إن "السؤال الذي نفكر به الآن، هل يمكن العودة لتعظيم خيار أساليب الصراع السلبي والسلبي، وهل يصلح هذا بديلاً لجنيف وبديلاً لمسيرة الدم؟" وفق تساؤله