الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إدارة بايدن تتعهد بدعم تمكين الأكراد في شمال شرق سوريا 

إدارة بايدن تتعهد بدعم تمكين الأكراد في شمال شرق سوريا 

20.05.2021
العرب اللندنية


العرب اللندنية 
الاربعاء 19/5/2021 
الحسكة (سوريا) – زار وفد أميركي رفيع المستوى مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرقي سوريا، حيث التقى الوفد بكبار قادة قوات سوريا الديمقراطية، حاملا معه رسالة دعم من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لهذه القوات في جهود الحرب على خلايا تنظيم داعش النشطة في المنطقة. 
ولعل النقطة الأبرز، وفق مراقبين، هو تعهد الوفد بتقديم بلاده المساعدة في تمكين الإدارة الذاتية، بحسب ما أكده المسؤولون الأكراد. 
وهذه هي أول زيارة لوفد دبلوماسي أميركي إلى المنطقة منذ تسلم إدارة بايدن مهامها. وترأس الوفد القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية جوي هود، إلى جانب كل من نائب مساعد وزير الخارجية والممثل الخاص بالنيابة لسوريا إيمي كترونا، ونائب المبعوث الخاص لسوريا ديفيد براونشتاين، ومدير مجلس الأمن القومي للعراق وسوريا في البيت الأبيض زهرة بيل. 
ووصف مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية والتي تعرف اختصارا بـ“قسد” نتائج المباحثات التي جرت مع الوفد الأميركي بالبناءة، وأنه جرى التأكيد من قبل الجانب الأميركي على استمرار بقاء قوات التحالف الدولي في المنطقة لمؤازرة القوات المحلية في الحرب على داعش، وأيضا لتمكين الإدارة الذاتية. 
وقال في تغريدة على موقعه على تويتر الثلاثاء “الاجتماع مع وفد رفيع من الخارجية الأميركية برئاسة مساعد الوزير جوي هود ومن البيت الأبيض زهرة بيل مديرة مجلس الأمن القومي لسوريا والعراق، كان بَنَّاء”. 
وأضاف عبدي أنه “تم التأكيد على بقاء قوات التحالف الدولي في المنطقة لتحقيق النصر الكامل على داعش ودعم الاستقرار وتمكين الإدارة الذاتية”. 
وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا منذ العام 2014. وتتمركز قوات التحالف في سوريا بمناطق السيطرة الكردية، حيث شكلت قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردي عمودها الفقري، وتضم في صفوفها أيضا مقاتلين من أبناء العشائر في المنطقة. 
ونجحت قسد في فرض نفسها رقما صعبا في المعادلة السورية، وتطمح هذه القوات التي يقودها الأكراد إلى تشكيل حكم شبه ذاتي في شمال شرق سوريا. ولئن لم تبد الإدارة الأميركية السابقة رغبة في دعم هذا الطموح الكردي، حيث كان التركيز الأساسي منصبا على تنظيم داعش الذي جرى الإعلان عن هزيمته في العام 2019، وأيضا على السيطرة على آبار النفط والغاز في المنطقة، إلا أن الوضع يبدو مختلفا مع إدارة بايدن، التي لم تخف حرصها على زيادة الدعم الأميركي لهذه القوات. 
وتشكلت الإدارة الذاتية الكردية في العام 2013، بعد أن انسحبت القوات الحكومية السورية منها على خلفية المعارك التي تواجهها مع المعارضة في أنحاء أخرى من البلاد. 
ووسعت الإدارة الذاتية التي تعرف باسم “روج أفا” على مدار السنوات الماضية من مناطق سيطرتها، حيث ضمت إلى جانب محافظة الحسكة جزءا كبيرا من محافظات الرقة ودير الزور وحلب، قبل أن تتدخل تركيا في ثلاث عمليات عسكرية لوقف هذا التمدد الكردي الذي تنظر إليه أنقرة على أنه تهديد جوهري لأمنها القومي، لاسيما وأنها تربط أكراد سوريا بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تنظيما إرهابيا. 
ويقول محللون إن تعهد الوفد الأميركي لقادة قسد بدعم خطوات تمكين الإدارة الذاتية الكردية، لم يكن مفاجئا، حيث أن إدارة بايدن سبق وأكدت مرارا على أن أكراد سوريا شركاء استراتيجيون للولايات المتحدة وأنها لن تدّخر جهدا في دعمهم. 
وقد أوصى تقرير صدر مؤخرا عن اللجنة الأميركية الدولية للحرية الدينية، إدارة بايدن بضرورة الاعتراف رسميا بالإدارة الذاتية للأكراد في شمال وشرق سوريا كحكومة محلية شرعية. 
وتضمّن التقرير طلبا بمشاركة هذه الإدارة في اجتماعات الأمم المتحدة المعنية بسبل التسوية السياسية للأزمة السورية. 
وكانت القوات الأميركية قد أعادت الانتشار في شمال شرق سوريا، بعد أن انسحب جزء منها إلى مناطق السيطرة الكردية في شمال العراق في الأشهر الماضية، وهي خطوة لا تخلو من دلالات ورسائل سياسية. 
ويقول المحللون إن توجه إدارة بايدن لتعزيز دعمها للأكراد من شأنه أن يشكل أحد أبرز المنغصات في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا، التي تنظر بريبة شديدة للخطوات الأميركية في المنطقة. 
ويلفت المحللون إلى أن نجاح واشنطن في إقناع الأكراد وعلى رأسهم الاتحاد الديمقراطي وذراعه العسكرية وحدات الشعب بفك الارتباط مع حزب العمال لن يكون كافيا لتبديد المخاوف التركية. 
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أقدمت مؤخرا على جملة من الخطوات فُهم منها سعي لفك الارتباط مع حزب العمال لعل أبرزها منع وحدات من قوات الجريلا المرتبطة بحزب العمال من التمركز في مدينة الدرباسية من محافظة الحسكة. 
وقبلها قامت وحدات حماية الشعب بنزع صور لزعيم حزب العمال عبدالله أوجلان المعتقل في تركيا عن سترات مقاتليها، وعن مقارهم العسكرية والإدارية.