الرئيسة \  تقارير  \  إدارة بايدن تواجه المزيد من التحديات بعد المكاسب الأوكرانية الأخيرة في الحرب مع روسيا

إدارة بايدن تواجه المزيد من التحديات بعد المكاسب الأوكرانية الأخيرة في الحرب مع روسيا

19.09.2022
رائد صالحة


رائد صالحة
القدس العربي
الاحد 18/9/2022
واشنطن ـ “القدس العربي”: حرص المسؤولون في إدارة الرئيس جو بايدن على عدم الاحتفال بالانتصارات الأوكرانية الأخيرة في المعركة مع روسيا بسبب معرفتهم بأنه لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكثير من الموارد في الحرب المستمرة كما أن قواته لا تزال تسيطر على مساحات شاسعة في شرق وجنوب أوكرانيا، وهناك مخاوف من قدرة موسكو على تغيير مجرى الأمور.
وقال محللون أمريكيون إن المكاسب الأوكرانية الأخيرة قد فرضت المزيد من التحديات على الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحذروا من أن الشتاء المقبل قد لا يحمل الكثير من الأخبار السارة بالنسبة إلى الأوروبيين أو الأمريكيين فيما يتعلق بتداعيات الحرب في أوكرانيا.
وبالنسبة لإدارة بايدن، فإن الأهمية تأتي في المقام الأول للحفاظ على زخم المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا وتوسيع نطاق تدريب القوات الأوكرانية.
ولاحظ المحللون أن التحول الكبير في مسار الحرب جاء بسبب الأسلحة الدقيقة وأنظمة الصواريخ الجوية، التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا، وهناك توقعات بأن توفر واشنطن لكييف أسلحة أكثر تطوراً وتدريبات أكثر كثافة للقوات، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي جديدة.
ولم يعد سراً أن الاستخبارات الأمريكية تقدم الكثير من المعلومات للقوات الأوكرانية، بما في ذلك معلومات مفصلية في الهجوم الأخير، وكشف مسؤولون أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” كانت منخرطة بعمق في التخطيط للهجمات، ولكن واشنطن رفضت مراراً الإفصاح عن حجم المساعدة، على الرغم من أن التسريبات تشير إلى أن الوكالات الأمريكية قد وضعت خطة كاملة للقوات الأوكرانية لطرد القوات الروسية بشكل مباغت.
وعلى الرغم من النتائج الجيدة للمساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا، إلا أن علامات الاستفهام تتصاعد في واشنطن بشأن مدى رغبة الكونغرس والشعب الأمريكي في الإنفاق على الحرب في أوكرانيا.
وقال مشرعون أمريكيون إنهم لم يلاحظوا أي نقص في “الشهية” بالنسبة لتمويل الحرب، ولكن المخاوف تزداد مع اقتراب الشتاء ورغبة بوتين في قلب الرأي العام في جميع أنحاء المنطقة بسبب إغلاق إمدادات الوقود إلى أوروبا، وبالتالي زيادة الأسعار في جميع أنحاء العالم.
الصواريخ بعيدة المدى والخط الأحمر
وقد وجهت روسيا، الخميس الماضي، تهديداً آخر للولايات المتحدة قائلة إنها ستتجاوز “الخط الأحمر” إذا زودت واشنطن أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن موسكو “ستحتفظ بحق الدفاع عن نفسها”.
وقدمت الولايات المتحدة بالفعل 16 من أنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة، التي يبلغ مداها حوالي 50 ميلاً في حين تواصل كييف دعوتها لأمريكا ودول أخرى لتقديم المساعدة لها وهي تدفع بخط المواجهة إلى الشرق وتستعيد السيطرة على الأراضي في منطقة خاركيف الشمالية، وجادلت كييف أنها بحاجة إلى قدرات صاروخية بعيدة المدى، مثل نظام الصواريخ التكتيكية للجيش، الذي يبلغ مداه حوالي 160 ميلاً، للتعامل مع جبهة القتال.
ويمكن أن تكون أنظمة الصواريخ طويلة المدى مفيدة جداً للقوات الأوكرانية ولكن الخارجية الروسية حذرت بأنه إذا قررت واشنطن تزويد كييف بصواريخ بعيدة المدى فهذا يعني أنها تتجاوز الخط الأحمر، وستصبح طرفاً مباشراً في الصراع.
وقال البيت الأبيض مراراً بأنه بينما يعد بمواصلة أوكرانيا بالمساعدات العسكرية والإنسانية فإنه ليس مستعداً لإرسال أنظمة صواريخ معينة، وأعربت إدارة بايدن عن مخاوف بشأن اندلاع الحرب العالمية الثالثة، وهو تخوف أثار سخرية كييف، التي قالت إنها لا تنوي لإطلاق النار على الأراضي الروسية.
خيارات عسكرية محدودة
واتفق المحللون الأمريكيون على أن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكرياً بشكل مباشر في الحرب في أوكرانيا، وقالوا إن خيارات واشنطن تنحصر في خطوات غير درامية ولكنها محفوفة بالمخاطر، خاصة فيما يتعلق بدعم المقاومة الأوكرانية.
وقال المحللون إن التدخل الأمريكي المباشر في الحرب يعني ببساطة الدخول في حرب عالمية ثالثة أو تبادل نووي مخيف، وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بالدفاع عن البلاد لأنها ليست من أعضاء حلف شمال الأطلسي.
واستبعد بايدن مراراً إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا، وتكهن بأن الرئيس الروسي لا يريد حرباً شاملة، وبالنسبة للعديد من المشرعين الأمريكيين، فإنه من الضروري البحث عن طرق لمساعدة أوكرانيا بدون تدخل مباشر من الجيش ألأمريكي.
وإلى جانب التسليح الأمريكي الكثيف والمتواصل لأوكرانيا، برزت خطوات تشير إلى تحول جذري في عمليات نقل الأسلحة في الوقت المناسب إلى كييف إلى جهد طويل لتجهيز دول أوروبا الشرقية، بما في ذلك مساعدة تزيد قيمتها عن 2.8 مليار دولار تنوي الولايات المتحدة تقديمها إلى أوكرانيا والحلفاء في الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي.
وستذهب مساعدات أمريكية تزيد عن مليار دولار إلى 18 دولة من بحر البلطيق إلى البحر الأبيض المتوسط، مما يشمل رقعة واسعة على طول الحدود الغربية لروسيا بأكملها.
وقال محللون أمريكيون إن إدارة بايدن تدرك أن المشكلة أكبر من أوكرانيا، وأن هناك تحديات ضخمة الآن في دول أخرى في الناتو.
وتمثل هذه الخطوة تحولاً كبيراً في السياسة الأمريكية بعد ستة أشهر من بدء الحرب في أوكرانيا، وأشار الخبراء إلى أن المساعدات الأمريكية ستؤدي إلى تخفيف بعض المخاوف في المنطقة تجاه التزام أمريكا وقدرة دول المنطقة على الدفاع عن نفسها .
ولم تقدم إدارة بايدن تفاصيل حول القدرات المحددة التي ستوجه الأموال نحوها، ولكن من المحتمل أن تتطلع واشنطن إلى معونات من الذخيرة، التي تم إرسالها إلى أوكرانيا، وحذر الخبراء من عدم قدرة خطوط الإنتاج لعناصر مثل الأسلحة المضادة للدروع على تعويض الخسائر على المدى القريب.
وحذر محللون أمريكيون، أيضاً، من أن الولايات المتحدة ليست لديها ذخيرة كافية لأي نوع من الصراع الطويل، بما في ذلك أي صراع مع الصين في مضيق تايوان غير الدفاعات الجوية في المنطقة الشرقية لحلف شمال الأطلسي، وخاصة في بولندا وفنلندا.
المساعدات وانتخابات الكونغرس
وفي الكونغرس، هناك بعض القلق بشأن تغيير الأولويات بعد انتخابات التجديد النصفي، خاصة إذا حصل الجمهوريون على الأغلبية في مجلس النواب، كما تساءل العديد من المرشحين عن حزم المساعدات التي تقدر بمليارات الدولارات لأوكرانيا.
وتوقع جمهوريون أنه سيكون من الصعب الحصول على المزيد من حزم المساعدات لأوكرانيا إذا فاز الحزب الجمهوري بانتخابات التجديد النصفي، وقال محللون إن هناك مخاوف بشأن قدرة القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية بشأن تجديد المخزون الأمريكي في حال إندلاع صراع طويل، بما في ذلك أي صراع مع الصين في مضيق تايوان.