اخر تحديث
الأربعاء-24/07/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ إذا صحّ الزعم ، بأن قرار الشيعة في طهران ، وقرار السنّة في واشنطن ، فما تكون النتيجة !؟
إذا صحّ الزعم ، بأن قرار الشيعة في طهران ، وقرار السنّة في واشنطن ، فما تكون النتيجة !؟
26.05.2018
عبدالله عيسى السلامة
(حين يكون المذهب الديني ، هويّة سياسية ، لجهة ما: دولة ، أو حزب ، أو قبيلة.. ويصرّ صاحب الهوية ، على فرض التعامل بها ، مع الآخرين .. فمن العبث ، تجاهل الأمر، ولابدّ، للأطراف الأخرى ، من التعامل معه ، بحسب هويّاتها المذهبية ! وإلاّ صار التعامل السياسي ، فوضوباً عبثياً ، واستغلّه صاحب المذهب /الهويّة/ ، في العبث بمجتمعات خصومه !) .
وبناء عليه ، لابدّ من متابعة الافتراض ، كما ورد في العنوان ، فنقول :
إذا صحّ الزعم الوارد أعلاه ، تكون النتائج المتوقّعة ، على الشكل التالي :
- يكون قرار الشيعة ، في العالم ، مركزياً ، موجّها من قبل دولة واحدة ، تتبنّى مذهباً واحداً، تسعى إلى فرضه ، على أتباع المذاهب الأخرى، مسخِّرة كل فرد شيعي، في العالم، يأتمر بأمرها ، سياسياً ومذهبياً .. في سبيل نصرة مشروعها الإمبراطوري التوسّعي ، في العالم الإسلامي ، كله ! كما توظّف المحامين المتطّوعين ، المجّانيين ، من أتباع المذاهب الأخرى ، السنّية وغيرها .. في الدفاع عنها ، وعن مذهبها ، ومشروعها .. باسم الدفاع عن وحدة الأمّة ، ووحدة أهل الملّة وأهل القبلة.. في مواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي ! وتكون الشعوب الإسلامية ، ضحيّة مشروعين ، يتنازعان عليها: إيراني : يوظّف ما يستطيع توظيفه ، من جهلَة الأمّة وأغبيائها ، ومتحمّسيها الحمقى ، وأصحاب النيّات الطيّبة الغافلين السذّج ، من المحسوبين عليها ، من أفراد عاديين ، وأدعياء ثقافة ، وأدعياء حكمة ، وأدعياء عبقرية سياسية ، وأدعياء حرص على وحدة الأمّة ..!
أمريكي : يوظّف ، انتهازيي الأمّة ، ومرتزقتها ، وأصحاب المصالح والمطامع فيها ، ومارقيها ، والمبهورين بحضارات غيرها ، والكارهين لها ، ولتاريخها ، وعقيدتها وقيمها وأخلاقها .. من أدعياء التنوّر والاستنارة ، والتحضّر والتمدّن ، والانفتاح والتقدم ، والعصرنة والحداثة ..!
- يكون قرار السنّة ، السياسي والعسكري والأمني ، والتربوي والثقافي .. موزّعاً ، بين مجموعة من حكّامها، والمؤسّسات التي يتحكّمون فيها! ولكل منهم مذهب ومشرب، ومنزع ومصلحة ، وخلق وطموح.. وتكون قرارات هؤلاء ، جميعاً ، خاضعة لسيّد ، خارج عن دائرة الأمّة كلها ، هو الإمبراطور الروماني ، القابع وراء المحيطات ، يوجّه من بعيد حيناً ، ومن قريب حيناً .. يأمر بحذف هذه المادّة من كتب العقيدة ، وتلك المادّة من كتب التاريخ ، وهذه الصفحة من كتب التربية ..! كما يوجّه القرار السياسي والعسكري والأمني ، لهذه الدول ، بما يناسب مصلحته ، ومصلحة حليفته الدولة الصهيونية ! ولا يستطيع حاكم ، من المحسوبين على أهل السنّة ، أن يتّخذ قراراً جاداً، في مواجهة الخطر الفارسي ، المذهبي ، المتمدّد في بلاده ، إلاّ بأمر من الإمبراطور، الذي ينظر في ملاءمة هذا القرار لمصلحته ، هو أولاً ، وفي خدمته للصراع ، بينه وبين دولة فارس ، التي قد يرى ، أنها تهدّد مصالحه في المنطقة ؛ وعليه التفاهم معها، حول الغنائم والأسلاب، التي يختلفان عليها، من دول المنطقة وشعوبها!
- ويكون، بالتالي ، مصير الأمّة الإسلامية، بأكثريّتها السنّية ، حكّاما ومحكومين.. في مهبّ الأعاصير، بين نار الفرس ، ورمضاء الروم ! فأيّ مستقبل باهر، ينتظر هذه الأمّة ، شعوباً وأوطاناً !؟ وأّيّ مصير ينتظر حكّامها ، الذين يتاجرون باسم السنّة ، في بازارات الدفاع عن كراسيهم .. ويخذلونها ، حين تحتاج دفاعاً عن عقيدتها ، وقيَمها ، وأخلاقها ، وأوطانها ..!؟
- ويبقى السؤال ، الذي يطرحه مئات الملايين ، من أهل السنة ، وينتظرون جوابه : أليس لأهل السنة ، بين دولهم كلها، دولة واحدة جديرة ، بأن تكون مركزاً، لقرارهم ؛ لينتقل إليها القرار، من أمريكا ؟ ويتفرّع ، عن هذا السؤال ، أسئلة أخرى ، مثل: أيّ الدول ، هي ؟ وهل تتقدّم ، هي ، لهذه المهمّة ، أم يجب أن تعرضها ، عليها ، جهات معيّنة، من خارجها !؟ وهل الريادة أو القيادة : تُطلب ، أو تُعرَض ، أو تُفرَض.. أم تتفاعل أهليّةُ الدولة ، مع الظروف والمعطيات الدوليّة ، لتُبرز قيادة جديدة !؟
ثمّ ، أخيراً : هل ثمّة دولة ، مؤهّلة لهذه المهمّة ، اليوم، ويُـقرّ لها الآخرون، بها !؟
لن أسمّي دولة ، بعينها ! لكني أزعم ، أن ثمّة دولة وحيدة ، مؤهّلة ، لهذه المهمّة ، قرارها في عاصمتها، لا في البيت الأبيض.. يعرفها المسلمون ، في العالم ، ويحبّونها، ويعلّقون آمالهم عليها .. ويعرفها الآخرون ، ويرهبونها ، و يخشون قيامها بهذه المهمّة، لأسباب كثيرة مشتركة بينهم .. ولأسباب خاصّة بكل منهم، بعضها يتعلق بالحاضر، وبعضها يحمل الكثير،من ذكريات الماضي!
هذا ، إذا لم يكن أحد حرّم ، على هذه الأمّة ، مافرضه الله عليها ، من وحدة الصفّ، تحت قيادة رجل من أبنائها ! فهل حرّم عليها أحد ، هذا، حقاً ؟ وإذا كان أحد فعل هذا، فهل هو من داخلها ، أم من خارجها .. أم تعاونت القوى الخارجية ، مع وكلائها في الداخل !؟