الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إذا كانت إيران صادقة!

إذا كانت إيران صادقة!

03.12.2013
صالح القلاب


الراي الاردنية
الاثنين 2/12/2013
«فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۙ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۙ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى ۙ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ ۙ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۙ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ»... صدق الله العظيم.
فإيران، في بيان مشترك حمل توقيع وزير خارجيتها محمد جواد ظريف وتوقيع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، دعت إلى وقف لإطلاق النار يشمل قوات نظام بشار الأسد وقوات المعارضة السورية وكان عليها إذا كانت صادقة أن تبادر إلى سحب فيالق حراس ثورتها وقوات حزب الله والميليشيات الطائفية العراقية من سوريا كإظهار لحسن نواياها ولتؤكد أنها جادة في هذا الأمر وأنَّ توقيعها على هذا البيان ليس أحد مناوراتها ولا أحد ألاعيبها السياسية التي غدت بالنسبة إليها :»ماركة مسجلة»!!.
غير معروف على وجه التحديد لماذا وقع وزير الخارجية التركي على هذا البيان، الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا، إلى جانب توقيع وزير الخارجية الإيراني والمفترض إذا كانت النوايا صادقة من قبل الإيرانيين أنْ يأتي هذا في إطار توجه شامل يبدأ بهذه الخطوة وينتهي بالحل الذي تضمنه إتفاق جنيف الأولى والذي أهم بندٍ فيه ينص على أنه لا مكان لهذا الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الإنتقالية التي حدد طبيعتها هذا الإتفاق.
ربما أنَّ للأتراك، حتى يوقعوا على هكذا بيان، أسباباً لا علاقة لها لا بجنيف الأولى ولا بجنيف الثانية ولا بكل ما يجري في سوريا أمَّا بالنسبة للإيرانيين فقد كان الأقرب للدقة والصحة أن يكون عنوان هذا البيان :»المطلوب وقف لإطلاق الكذب» وليس وقف لإطلاق النار إذْ أنَّ حتى أصحاب أنصاب العقول لا يمكن أنْ يصدقوا إيران في دعوتها هذه لوقف إطلاق النار بينما جيوشها وميليشياتها المذهبية هي التي تخوض كل هذه المعارك المحتدمة على كل الأراضي السورية وهذه مسألة باتت مؤكدة وكان مرشد الثورة علي خامنئي قد تحدث عنها بتفاخر وإعتزاز أكثر من مرة.
كان حسن نصر الله الذي من المعروف أنه لا يتنفَّس إلاَّ بأمر الولي الفقيه علي خامنئي وموافقته قد قال في آخر تصريحات له بهذا الخصوص أنَّ ميليشيات حزبه ستبقى في سوريا ما دام أن هناك حاجة إليها وكان أحد قادة حزب الله قد قال أنه لولا قتال قوات هذا الحزب فلما إستطاع نظام بشار الأسد الصمود لأكثر من ثلاث ساعات ولهذا فقد كان على وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ألاَّ يضع توقيعه إلى جانب توقيع محمد جواد ظريف قبل إلتزام واضح ومؤكد من قبل إيران بسحب قواتها والمليشيات التي هي بالتالي ميليشياتها من الأراضي السورية ووفق جدولٍ زمني محدد ومعلنٍ بإشراف جهة دولية محايدة لا يمكن أنْ تكون روسيا الإتحادية التي إنخرطت في المواجهة مع الشعب السوري منذ اللحظة الأولى.
ولهذا ومرة أخرى فإن المطلوب أولاًَ وثانياً وثالثاً هو :»وقفٌ لإطلاق الكذب» يسبق الدعوة لوقف إطلاق النار إذْ كيف من الممكن أنْ يصدِّقَ عاقل أنَّ إيران حسنة نوايا عندما يوقع وزير خارجيتها على هذا البيان وقواتها وميليشيات إمتداداتها المذهبية في لبنان والعراق وفي اليمن وأيضاً في البحرين هي التي تخوض المعارك المحتدمة الآن على إتساع الأراضي السورية..
اللهم إلاَّ إذا كان المقصود هو إستدراج الأتراك للتخلي عن دعم المعارضة السورية والتخلي عن الموقف المُشرِّف الذي إتخذوه منذ بدايات إنفجار الأزمة السورية والذي بقي مستمراً ومتواصلاً حتى الآن.