الرئيسة \  مشاركات  \  إذا كان بشار "شرا لا بد منه" فلماذا اجتمعت المعارضة في الرياض؟

إذا كان بشار "شرا لا بد منه" فلماذا اجتمعت المعارضة في الرياض؟

13.12.2015
الطاهر إبراهيم





اجتمع مجموعة من المعارضين السوريين في الرياض يوم 9 من شهر كانون الأول/ديسمبر برعاية المملكة العربية السعودية. وعلى رأس أولويات هذا المؤتمر بل الأولوية الأهم أن تصبح سوريا الوطن وسوريا الشعب من دون بشار وأجهزته الأمنية.
وإذا كان الاجتماع ينعقد وفيه الصالح والطالح. فقد اضطر الداعون للمؤتمر، – وهم لم يشقوا على قلوب الناس – أن يختاروا من بين من رشحوا لهم كي لا تتهم المملكة أنها دعت محاسيبها للمؤتمر.
وإذا استثنينا الفصائل المقاتلة، فلن تجد في باقي المجتمعين أكثرية تمثل الشعب السوري تمثيلا كاملا. ويبقى الأمل بالله ثم بحصافة من يمثل المملكة في المؤتمر بألا يخرج المؤتمرون إلا بما يطلبه الشعب السوري المنكوب. وكما نوهت في مقدمة مقالي يجب أن يتبنى المؤتمر حكومة ليس فيها بشار ولا أجهزته الأمنية.
كنت متخوفا أن يضم وفد المعارضة أناسا مواقفهم لينة بحيث يوزعون التصريحات حتى قبل المؤتمر، كما صرح عضو الائتلاف وعضو المؤتمر للقدس العربي: «إن المعارضة مضطرة للتعامل مع نظام بشار خلال المرحلة التفاوضية «كشر لا بد منه». هذا الكلام تروج واشنطن له وتقوله موسكو، لكن لا يقوله عضو في مؤتمر يضم أطياف المعارضة، وقبل ذلك هو عضو في ائتلاف المفترض أنه يمثل الشعب السوري.
ثم من هذا الذي يجبر الشعب السوري كي يتعامل مع بشار ثانية؟ ألا يكفينا أربعون عاما تحت حكمه وحكم أبيه من قبل، ثم أتبعها بشار بخمس سنوات عجاف «جرى فيها الدم للركب». هذه طلبات موسكو وطهران اللتين لن تكونا حريصتين على مصلحة السوريين.
بعد300 ألف شهيد ومثلها من المعتقلين والمفقودين و10ملايين مهجر ونازح، يجب ألا يكون المؤتمر مستعدا لإعطاء بشار فسحة من الوقت، بل لابد من محاكمته كمجرم حرب. وإلا فإن المؤتمر يكون خان الأمانة. لا يزعمن البعض أن السعودية ضغطت على المؤتمرين كي يقبلوا بما جاء في مقررات مؤتمر فينا. فالمملكة لن تطلب من المؤتمرين أن يبقى بشار في الحكم ولو ليوم واحد، لأن بقاءه هو أمل خأمنئي الذي يخطط للاستيلاء على مكة والمدينة وأن يدعى له على منابرهما. وزير خارجية السعودية عادل الجبير قال أكثر من مرة وحتى وهو في موسكو : «إن على بشار الأسد أن يرحل عن سوريا سلما أو حربا».
لا تؤاخذوني. فإن الشعب السوري يطلب من المشاركين في المؤتمر بأن يختصر البيان الختامي للمؤتمر بكلمة واحدة: لا لبقاء بشار بسوريا ليوم واحد. ولن يخسر السوريون أكثر مما خسروا لو قالوها. بعد الاتفاق على هذه الكلمة يمكن أن يتفق المؤتمرون على بنود البيان الختامي، بندا بندا فما بعد ذلك هو تفاصيل تكون في خدمة المعركة مع بقايا النظام ومع موسكو وحزب الله وطهران. وإلا فإنه سيتم تمديد محنة الشعب السوري سنوات أخرى.
يبقى أن ننوه أن المؤتمر يجب أن يختار بعناية وحرص أعضاء وفد المفاوضة وأن يكون أعضاء الوفد من المشهود لهم بالحصافة، وليس ضروريا أن يكونوا من داخل المؤتمر. فقد غاب عن المؤتمر-أوغيبوا- رجال عاشوا عمرهم في صراع مرير مع نظام حافظ الأسد ووريثه من أمثال برهان غليون وعلي صدر الدين البيانوني وغيرهما. وفق الله الجميع لما فيه خير سوريا.