إذا لم تستح فافعل وقل ما شئت .. تعليق على خطاب بشار الأخير

فيما استطعت أن استمر بسماعه من خطاب " الأسد الوريث " ( خطاب القسم الثالث بتاريخ ١٧ يوليو ٢٠١٤ ) لم أجد فيما سمعته ما يستحق مني أن أتوقف عنده ، بله أن أكتب عنه ، ولا سيما أن ابنتي التي كانت تستمع معي إلى ذلك الخطاب ، رغبت إليّ أن أتجاهل مثل هذا الكلام ، الذي لا يعدو أن يكون سردا مملّاً لأكاذيب لم تعد تقنع حتى الأطفال الصغار في مخيمات تركيا والأردن ولبنان وسوريا ، وإن أي كتابة حولها وعنها سيكون مضيعة للوقت ليس إلّا . بيد أني وأنا استعرض بعض ماكُتِب حول ثورة آذار ٢٠١١ السورية ، وجدت بينها ما يمكن أن يصب في طاحونة فضح تلك الأكاذيب ، والتي سبقت " يا حيف " سميح شقير الجميع ومنذ شهر آذار ٢٠١١ إلى فضحها . إن ماسأورده من الشواهد هنا ، يعتبر بنظري كافياً لكي يسمع بشار الأسد وهو جالس على عرشه الذي ورثه عن أبيه ، أصوات الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين والمهجرين والنازحين من الرجال والنساء ، من الصغار والكبار ، من المدنيين والعسكريين ، وهي تصيح في وجهه وهو يردد في خطابه الجديد أكاذيبه القديمة " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " يا سيادة الوريث " .
وهذه هي الشواهد :
١. لقد حطمت الثورة السورية منذ بواكيرها الإطار المفاهيمي لمحور الممانعة . فما معنى أن تكون ممانعاً وتدمر الوطن الممانع ، وتفكك عرى المجتمع المناضل ؟ . ومهما جرى التلويح بشعارات الصمود والتصد، ليس ثمة ممانعة وصمود أكثر بسالة من مقاومة الاستبداد الذي يتاجر بشعارات المقاومة ( ص١٣ ) ...
أما الاستبداد العربي فتمكن فردته في أنه مركب ، جمع بين القهر ومعاداة تاريخ أمته ، واعتبارية الإدارة ، ويستعصي هذا الضرب من الاستبداد على الاصلاح ، ولا خيار تجاهه إلا الثورة . ولقد قامت الثورة حقاً ، فتفتت الأطر وسقطت الشرعية ، وأخرج الشعب مافي صدره ، من أنه يعتبر هذا النظام استعمارا داخليا ً، وكان هذا الأمر أوضح ما يكون في الحالة السورية " الذي يقتل شعبه خائن " ( ص٢٠) . ( الدكتور مازن هاشم ، استاذ علم الإجتماع بجامعة كاليفورنيا ، التحولات الكبرى في المشرق العربي ، مركز عمران للدراسات الاستراتيجية تاريخ النشر ١٥ يوليو ٢٠١٤ ) .
٢. اليوم والعميل المكعب الوجوه ( الأمريكي - الروسي - الإيراني ) بشار الأسد يؤدي قسم الرئاسة المزيفة الباطلة ، فهو إنما يفعل ذلك بفعل بل بفضل سياسات وجوه الشر للمكعب أجمع ، الأمريكي والأوربي أولا ، والروسي والإيراني ثانيا ... من حقنا ، ودمنا في سورية ينزف ، وحرماتنا تنتهك ، والقاتل المجرم المبيد والمبير يقسم يمين الرئاسة من جديد ، أن ننبذ إلى كل الذين لا يزالون يؤمنون بوجه من وجوه مكعب الشر المتامر والمتواطئ علينا على سواء ، ونعلنها واضحة وصريحة : بعضكم أيها الأشرار المجرمون من بعض .
( زهير سالم ، مركز الشرق العربي ، ١٨ رمضان ١٤٣٥ / ١٦ يوليو ٢٠١٤ ) .
٣. ... وفي هذا السياق نشير أننا وثقنا في الفترة الممتدة من شباط ٢٠١٤ و ٢٧ إيلول ٢٠١٤ ، قيام القوات الحكومية بقتل مالا يقل عن ٩٤٢٧ شخصا بينهم ١١٣٨ طفلا و ٩٦٥ امرأة ، قتل أغلبهم بسبب عمليات القصف البربري بالقنابل البرميلية ، والصواريخ والمدفعية ، كما استمرت عمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز . فقد وثقنا مقتل ٩٢٤ شخصا بسبب ظروف التعذيب . ( الشبكة السورية لحقوق الإنسان ).
ووفق إحصاءات الثورة السورية / قسم الإحصاءات في مركز دراسات الجمهورية الديموقراطية عن الفترة من منتصف آذار / مارس ٢٠١١ وحتى ٣٠ حزيران / يونيو ٢٠١٤ ، فإن :
+ مجموع عدد ضحايا العنف ١٢٠٨٩٤٨٠ ( شهداء، جرحى، معتقلين ، مفقودين ، لاجئين ، نازحين ) ،
+ عدد أفراد العائلات المتأثرة ٦٠%. من تعداد الشعب السوري ،أي ١٥١٥٩٥٨٠ ،
+ عدد العائلات التي اصبحت بدون معيل حوالي ١٤٧ عائلة ( حوالي مليون فرد ) ،
+ عدد الشهداء الكلي التقديري ... يفوق ٢٣٤٠٠٠ شهيد .
أو بعد هذه الأرقام والشهادات ، " لك عين تخطب وتقسم وتكذب ". ياابن " حافظ " !!.
يبدو أنه من المفيد أن نسمعك المثل الشعبي " إللي استحوا ماتوا " .