الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إرث أوباما والأزمة السورية

إرث أوباما والأزمة السورية

02.07.2013
صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية

البيان
الثلاثاء 2/7/2013
لم يُخفِ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، تشاؤمه وضيقه من الحظوظ المتضائلة لثوار سوريا، وذلك عندما سئل أخيراً حول مؤتمر جنيف 2 الذي لا تزال إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تدعمه، باعتباره الفرصة الوحيدة لإيجاد حل لحرب سوريا الطائفية والدامية.
كان فابيوس دبلوماسيا للغاية بحيث لا يعزو، بشكل مباشر، تراجع المعارضة المفاجئ في ساحة القتال، إلى تردد واشنطن في دعم تسليح الائتلاف المعارض، والمتشددين الذين يحاربون لإطاحة الرئيس بشار الأسد، إلا أنه عبر عن مخاوف واسعة النطاق بشأن غياب قيادة قوية في الغرب.

وأعربت شخصيات أخرى، في الحكومة الفرنسية، عن مخاوف قوية من أن فقدان مصداقية أميركا في سوريا، قد يشجع دولا لتكثف سعيها للحصول على أسلحة نووية.
هذا القلق الكامن بشأن انتشار الأسلحة النووية، يساعد في تفسير جهود فرنسا لبناء دعم خارجي أقوى للمعارضة السورية، ولو من خلال الضغط على واشنطن إذا تطلب الأمر.
ما أسرع ما يتغير العالم! فمنذ بضع سنوات فقط، اشتكى وزير خارجية فرنسي آخر من أن أميركا أصبحت «قوة عظمى» مستعدة، أكثر مما ينبغي، للتحكم في حلفائها، وأعرب بعدها القادة الفرنسيون عن توقهم «لعالم متعدد الأقطاب».
وذكرت مصادر موثوقة أن فرنسا قد حثت إدارة أوباما على إرسال أسلحة مضادة للدبابات والطائرات إلى الثوار السوريين، للحيلولة دون انهيار عسكري، لكن مسؤولين ذكروا أنهم لم يروا إشارات لتأسيس سلسلة إمدادات فعالة.
الأزمة السورية صراع معقد وغادر، وواشنطن غير مستعدة بالقدر الكافي لحله، تماما كما أشار أوباما، إلا أن المناقشات تطرح نقطتين قويتين: الأولى، أن إدارة أوباما فشلت في تطوير استراتيجية إقليمية تأخذ بعين الاعتبار تأثير هزيمة الأسد وحزب الله للمعارضة.
 وتثير المخاوف بصورة خاصة، شكوك الاستخبارات الفرنسية في أن يكون «مستشارون» عسكريون لإحدى الدول الإقليمية، مسؤولين عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا كنوع من التجارب المخبرية.
النقطة الثانية، أن جهود أوباما لقيادة هذه الأزمة بشكل يختلف عن القيادة من الخلف، تسببت في توترات غير ضرورية وضارة مع حلفائها العرب والأوروبيين. فتضارب الأهداف، وقرار تخطي أولئك الحلفاء في الموافقة على مؤتمر جنيف مع روسيا دون مشاورات جادة، كلها علامات على سوء إدارة التحالف.
هنالك مخاوف من وقوع إدارة الرئيس أوباما في فخ الإرث الذي يواجهه كل رئيس عاجز سياسيا. ففي مواجهة الأسئلة والانتقادات، كرر الرئيس أوباما، بلا نهاية، أنه قد انتزع أميركا من حربين في الشرق الأوسط، ولا يعتزم إدخالها في حرب ثالثة.
هذا يناسب الرأي العام، والشعور بمخاطر الأتون السوري، إلا أن الظهور بمظهر الاهتمام بحماية الإرث عوضا عن التعامل مع معضلات المشكلات الحالية، يدعو للشعور بوجود «عالم صفري القطب» يشك فيه الحلفاء بقيادة أميركا.