الرئيسة \  واحة اللقاء  \  "إرهاب الأنظمة".. العراق وسورية أنموذجا

"إرهاب الأنظمة".. العراق وسورية أنموذجا

14.06.2014
الوطن السعودية



الجمعة 13/6/2014
في العراق وسورية، البلدين المشتعلين ضد أنظمة حكمهما، صور كثيرة متقاربة. ابتداءً من "ديموقراطية كرتونية"، تشوبها في الأساس شكوك وشبهات، وحياة أقرب إلى ال"بوليسية"، وانتهاءً على أقل تقدير دون البحث في تفاصيل أخرى، ب"طائفية" مقيتة، وتمييز مذهبي.
التجربتان العراقية والسورية، النظامان هناك كلٌّ منهما على حدة، وضع "الإرهاب شماعةً" لوأد مواجهة "المنتفضين المُتململين" من إدارتهما للدولة، وقبل ذلك بالطبع، سلخ البلدين من الهوية العربية. هذا أحد أهم الأسباب التي لفظت "الأسد والمالكي" في الشارعين، السوري والعراقي، بل وحتى العربي.
في العراق مثلاً، حين أجمع أبناء محافظات عدة على ضرورة رحيل المالكي، واعتصموا لأشهر من أجل ذلك، خرج ملوحاً بالإرهاب تارة، وبعمالة أبناء المحافظات تلك تارة أخرى. في دمشق، الحال كما هو في بغداد، حين انتفض الشارع السوري على نظام الأسد وخرج عن صمته بعد أربعين عاماً من حكم "الأسدين" الأب والابن، وزع رأس النظام تهم العمالة للخارج من جانب، ودعم صناعة تنظيمات إرهابية من جانب آخر. هنا لا بد من التذكير بمعطيات عدة، تفيد بدعم لوجستي قدم للإرهاب، أسس في طهران، ونفذته دمشق وبغداد، بالتبادل.
اللافت في الأمر، تصاعد نجم "داعش" في العراق، بُعيد إعلان الإدارة الأميركية عن عزمها تسليح مقاتلي الجيش السوري الحر بأسلحة "فتاكة.. وغير فتاكة" لكسر عظم النظام، بعد أن استفزها نظام الأسد في دمشق بالانتخابات الرئاسية، "المحسومة" سلفاً. كان ينبغي على المالكي في هذه الحالة تأدية الدور السابق لنظام دمشق. استخدم الرجل بالفعل "فزاعة الإرهاب" في تبادل للأدوار مع نظام دمشق.
سيطرة "داعش" على دير الزور المحافظة المتاخمة في حدودها للعراق، بما يعطي إيحاء بتمدد التطرف، خدم ذلك في النهاية، القضية بمثابة تحذير لواشنطن من وقوع تلك الأسلحة بيد من يوصفون ب"الإرهابيين"، لكن هذه المرة بشكل مبطن، وغير مباشر، لثنيها عن تسليح المعارضة بالفعل، بدلاً من أن يأتي من دمشق، جاء من بغداد.
مشكلة نظامي "الأسد والمالكي" هي المشكلة ذاتها. انتهاج "ديموقراطية طهران المذهبية"، القائمة على الإقصاء، وركن الآخر، وتبني سياسة "إن لم تكن معي فأنت ضدي" مدعوماً بالسعي للهيمنة على المنطقة. القضية ليست "مؤامرات وعمالة للخارج".. القضية "إرهاب أنظمة".