الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إرهاب نتنياهو .. وإرهاب الأسد !

إرهاب نتنياهو .. وإرهاب الأسد !

16.07.2014
د. خالد حسن هنداوي



الشرق القطرية
الثلاثاء 15/7/2014
في حديث السهرة الرمضانية قبل أمس كان أحد الإخوة الفلسطينيين يتساءل عن الاعتداءات اليهودية على الفلسطينيين الصابرين ومقتل الشاب الشهيد محمد أبو خضير الذي أحرقه متطرفون صهاينة وهو حي مما أثار الغضب في الضفة الغربية وقطاع غزة وتفاعل العالم مع الحدث حتى إن عددا من الدول الأجنبية استنكرت ذلك وأمرت أمريكا بضبط النفس وعدم التصعيد، لكن إسرائيل التي تتهم حركة حماس زورا وبهتانا بخطف الشباب الثلاثة من اليهود الذين وجدوا مقتولين بعد ذلك، ومع أن إسرائيل متعودة على مثل هذه الحيل في تاريخها الحديث كما كان وضع اليهود في تاريخهم القديم فإنها كي تضرب البنى التحتية لحماس بدأت بقصف غزة وبشكل عشوائي دمر البيوت على رؤوس أصحابها وارتقى الشهداء بالمئات إلى ربهم وأصيب حوالي ألف جريح جراء الهجمة البربرية للوحوش على قطاع غزة مما أحدث خسائر جسيمة على كل المستويات وما تزال رحى الحرب دائرة... فقلت للأخ الذي يعجب في تساؤله من هذه الهمجية: يا أخانا إن الله حرم قتل النفس البشرية بغير حق وهؤلاء اليهود قتلوا حتى الأنبياء بغير حق كما ذكر القرآن الكريم فكذلك ما يجري في رمضان متزامنا مع الهجمة على غزة من قبل قوات الأسد على الشعب البريء في أماكن كثيرة من بلدات وقرى سورية خصوصا حلب وريفها حيث إن البراميل المتفجرة لم تبخل على أحد بالموت حرقا وتحت أنقاض الأبنية وأنتم كم أخرجتم من تحتها شهداء من الرجال والنساء والأطفال وهو هو نفسه الذي يجري في سورية كم حاولنا إنقاذ مثل هؤلاء لكنهم ذهبوا إلى ربهم، فلا تتعجب يا أخانا فالذي اعتاد على القتل والإجرام لا يهمه أبداً من المقتول، ففعل اليهود هو نفسه فعل الأسد غير أنه يقتل شعبه!! وهل يختلف إرهاب نتنياهو عن إرهاب الأسد، اقرأ معي ما ذكرته جريدة المستقبل بتاريخ 12 يوليو 14 رمضان تحت هذا العنوان 78 شهيدا فلسطينيا و142 شهيدا سوريا في ثلاثة أيام، فقد تفوق اللانظام السوري على اللانظام الصهيوني في قتل المدنيين وقد قارب عدد من قتلهم مائتي ألف خلال السنوات الثلاث الماضية إلى الآن، فالمجرم هو المجرم واليهود وعصابات الأسد من أكابر المجرمين وحكومة دمشق الغاشمة اعترضت على قصف اليهود لغزة بلهجة خجولة مع أنها تدعي دوما أنها قوة الممانعة والمقاومة ومعها ما يدعى حزب الله، وفي الوقت التي تعترض فيه على مجازر غزة لا تخجل أنها تقوم بما يفوقها من مجازر شنيعة في الشام، ونحن لا نستغرب ذلك فأميركا التي تصرح بكل بجاحة أن الحق لإسرائيل بالدفاع عن نفسها كاملا ضد حماس التي تعتبرها هي سبب قصف غزة ونتذكر أنه في الوقت الذي كان فيه مناحيم بيغن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ووزير دفاعه شارون يضمان الجولان إلى الاحتلال كان حافظ الأسد منشغلا بالمجازر بحلب وتدمر ودمشق عام 1981مـ وهكذا يا أخي فالدم الفلسطيني والدم السوري واحد والهدف واحد، ولكن انظر إلى العدوين وإفراطهما في الطغيان هل يكون أي حل للتصدي لهم بغير القوة، فهما من طينة واحدة لا تحل العقدة معهم إلا بها.
ولا يجب أن يبحث عن علاج آخر لمثل هذين الديناصورين أو الغولين، وانظر يا أخي كيف عبر بعض زعماء أحزاب الاتحاد الأوروبي في الانتخابات الأخيرة أنهم مع بشار الأسد لأنه من حماة إسرائيل ويقاتل الإرهابيين الإسلاميين! فالخلاص أن المحتل الإسرائيلي هو من أعان في تنصيب بعض الزعماء العرب كالأسد وأبيه والسيسي من أجل ضمان مصالحه ومصالح أمريكا فهو يستفيد من المستبد الذي لا هم له إلا السلطة والثروة وينهب أموال الشعب، وهذا المستبد يستفيد من لغز وجود المحتل كي يبرر قمعه لشعبه بحجة مواجهته له فهو أشد خطرا، وهكذا يتقاسمان الأدوار في ظل ضعف المعارضات وإضعافها، فمتى نعي أن حربنا مع اليهود لتحرير فلسطين مقدسة وأن الحرب لتحرير دمشق كذلك لأنها الطريق إلى القدس قضية المسلمين.