الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إسرائيل تضرب سوريا.. والعرب نيام

إسرائيل تضرب سوريا.. والعرب نيام

16.07.2013
رومان حداد

الرأي الاردنية
الثلاثاء 16/7/2013
إعلان الولايات المتحدة أن سلاح الجو الإسرائيلي هو المسؤول عن ضرب مخازن أسلحة في مدينة اللاذقية يثير قراءة جديدة للحدث السوري، فالتسريب الأمريكي القصد منه وضع إسرائيل في الواجهة، وذلك للتأكيد على عدم سماح إسرائيل لتغيير توازن القوى التكتيكي في المنطقة عبر ضخ سلاح روسي حديث في مخازن الجيش السوري وإمكانية وصول هذا السلاح ليد حزب الله.
لا يمكن تصديق أن أجهزة الرادار الروسية في السفن الحربية الروسية قبالة الساحل السوري لم ترصد سلاح الجو الإسرائيلي، ولكن الأمر الأكثر قابلية للتصديق هي أن الرادارات الروسية رصدت الطائرات الإسرائيلية، ولم ترغب بالتعرض لها، لأن تفجير مخازن الأسلحة يعد التفجير الثاني بعد تفجيرات شهر ايار/مايو الماضي لشحنات أسلحة موجهة لحزب الله عبر الاراضي السورية، وهو ما سيرفع الضغط السوري على روسيا بضرورة تمويلها بأسلحة نوعية وحديثة.
الهجوم الذي قام به سلاح الجو الإسرائيلي على مخزن الأسلحة في اللاذقية سلوك إسرائيلي في مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد من ناحيتين.
الناحية الأولى هي أن إسرائيل ما زالت تدعم بسلوكها هذا مقولة أن الرئيس السوري يشكل تهديداً عليها وهي تخشى امتلاكه أسلحة نوعية، وهو ما يزيد شعبيته بصفته عدواً لإسرائيل، ويساعد مؤيدي النظام السوري على الدفاع بأن ما يحدث في سوريا هو مؤامرة دولية صهيونية ضد نظام (قومي ممانع).
ومن الناحية الثانية فإن إسرائيل تحمي الرئيس بشار الأسد من خطأ قد يرتكبه في لحظة حرجة سياسية وهي فتح جبهة قتالية ضد إسرائيل، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى خسارته للدعم الروسي له، لأن أساس الدعم السياسي والعسكري الروسي طوال الفترة الماضية هو اللوبي اليهودي الروسي القوي الذي يملك نفوذاً واسعاً في قطاعات الطاقة والتعدين والأسلحة والنقل والبنوك، وهو اللوبي الداعم تاريخياً لوالد الرئيس بشار المرحوم حافظ الأسد.
إلا أن الأحداث التابعة لهذا القصف تتمتع بأهمية قصوى لقراءة المشهد العام، فما يؤكد على أن إسرائيل لا تريد تغيير التوازن التكتيكي مع حزب الله هو التفجير الذي حصل في الضاحية الجنوبية في بيروت لمكتب إدارة استخبارات الحزب الخاصة بنشاطاته في سوريا.
ما استطاع هذا العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية واللبنانية إظهاره هو أن سوريا وحزب الله غير قادرين على الرد على الهجوم الإسرائيلي، ليس بسبب انشغالهما بما يدور على الأرض في سوريا، بل لعدم امتلاكهما القدرة العسكرية والقدرة الاستخباراتية لتنفيذ أي رد على الهجمات الإسرائيلية، وهو ما بدا واضحاً منذ نهاية الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله عام 2006، حيث لم يقم الحزب بأي عمل عسكري ضد إسرائيل، رغم اغتيال عماد مغنية، وضرب سوريا أكثر من مرة واختراق الطيران الإسرائيلي للأجواء السورية واللبنانية مرات عدة.
كما أن العدوان أظهر خطورة الإعلام الذي ركّز طوال الفترة الماضية على الأحداث الجارية في مصر لدرجة أن خبر العدوان الإسرائيلي لم يحتل المساحة الحقيقية له ومر كأي خبر يومي عادٍ، وهو ما أخفى أيضاً ردة الفعل المستكينة من الدول العربية التي لم تقم باستنكار الحدث على الأقل، ولم تتعامل مع الحدث بجدية.