الرئيسة \  تقارير  \  إسرائيل هيوم :أزمة الغاز حيال لبنان: غرور حزب الله

إسرائيل هيوم :أزمة الغاز حيال لبنان: غرور حزب الله

30.03.2022
اسحق ليفانون


بقلم: اسحق ليفانون 28/3/2022
الغد الاردنية
الثلاثاء 29/3/2022
في بداية شهر شباط زار إسرائيل ولبنان المبعوث الأميركي – الإسرائيلي عن البيت الأبيض عاموس هوكشتاين، وفي جعبته اقتراحات لتحقيق تسوية على المنطقة البحرية الغنية بالغاز والتي توجد في خلاف بين الدولتين. لم يبلغ هوكشتاين أي تفاصيل عما تحقق، ولكن الاحساس كان أن الاتفاق يبدو منذ الآن في الأفق، وان الدولتين ستكملان ما يلزم مع زيارته التالية بعد بضعة أيام.
التصريحات التي اطلقت، بما فيها تلك من جانب حزب الله، كانت مشجعة. فهم بان هوكشتاين انزل اللبنانيين عن مطالبتهم بزيادة مساحة كبيرة إضافة إلى المساحة موضع الشقاق والتي تبقت حوالي 860 كيلو مترا مربعا. وللتسهيل على لبنان، الذي يعيش أزمة اقتصادية عميقة، اقترح هوكشتاين الا تنتظر شركات الغاز الدولية التسوية، أن تبدأ بإنتاج الغاز وان توزعه بين الدولتين. رفض لبنان الاقتراح لانه رأى فيه نوعا من التطبيع مع إسرائيل، ويفترض به الآن أن يعطي جوابه على الاقتراح لتقسيم المساحة والذي كان تقدم به هوكشتاين.
وحسب هذا الاقتراح يمنح تقسيم المساحة مساحة أكبر للبنان مما لإسرائيل. ولكن مؤخرا تشوش كل شيء، ونشأ عامل تأخير في شكل مستمر “أنا”. الأنا الأول هو أنا الرئيس ميشيل عون بنفسه. فهو يريد أن ينهي القضية بسرعة وان يعزو الانجاز لنفسه قبل نهاية ولايته، وقبل أن يغادر قصر الرئاسة في بعبدا بعد بضعة أشهر.
الأنا الثانية هي لرئيس البرلمان نبيه بري. قبل عقد كان بري هو الذي عالج المسألة وهو الذي تقدم للأمم المتحدة بالطلب اللبناني الذي على أساسه تجرى المباحثات. وقد تطلع لان يدفع الموضوع إلى الأمان ويحظى بنقاط الاستحقاق لذاته، وبالفعل، قبل أكثر بقليل من نصف سنة، نجح في اقناع الولايات المتحدة بجلب إسرائيل ولبنان إلى المحادثات في رأس الناقورة. غير أنه كانت للرئيس عون خطط أخرى: فقد أمسك بالخيوط وبدأ يركز الموضوع من موقف الرئاسة.
والآن، عندما تبدو التسوية أقرب من أي وقت مضى، تراجع بري وهو يطلب مرة أخرى تركيز الاتصالات في يديه قبيل التوافقات المحتملة. ولكن الأنا الأصعب والأكثر اشكالية هي أنا حزب الله. فقد أعلن التنظيم بانه لن يتدخل وسيترك لحكومة لبنان إدارة الأمور لكن وضعه السياسي تدهور في الساحة الداخلية، ولاجل تحسينه، عاد لان يرفع الرأس ويستغل مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل لأغراضه الداخلية. رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الله أعلن بان تنظيمه يفضل بقاء الغاز في باطن البحر – على الا تفيد منه إسرائيل.
اما الأميركيون فلا يرون بعين الرضى العاب الأنا هذه، وهم معنيون بانهاء القضية مع عودة هوكشتاين الى المنطقة بعد بضعة ايام. بالهام من حزب الله، فان لبنان يسعى أغلب الظن بان يطالب بكل مساحة الشقاق لنفسه. سخف لا يمكن للولايات المتحدة ولإسرائيل ان تقبل به.
هذه المطالب ستعرقل مرة أخرى الاتفاق، وحزب الله سيستغل هذا لصالحه. دون ضغط أميركي لن يتحرك أي شيء. وفي وضع واشنطن هذه الأيام حيال بوتين وأوكرانيا، الصين وإيران يُسأل السؤال إذا كانت الولايات المتحدة ستستخدم كل ثقل وزنها كي تنهي القضية. اذا طالب لبنان كل المساحة لنفسه، مسموح لاسرائيل الا ترقص على انغام حزب الله، وان تبدأ بإنتاج الغاز في قسم من مساحة الشقاق الذي يفترض ان يكون لها.