الرئيسة \  تقارير  \  إسرائيل هيوم :لا تسيروا على خطى السياسة الأميركية الفاشلة

إسرائيل هيوم :لا تسيروا على خطى السياسة الأميركية الفاشلة

01.03.2022
أمنون لورد


إسرائيل هيوم
أمنون لورد 27/2/2022      
الغد الاردنية
الاثنين 28/2/2022
ستؤدي إسرائيل واجبها الأخلاقي في سياق حرب أوكرانيا بطريقين؛ الأولى، استعداد لوجستي لاستيعاب يهود أوكرانيا. وبذلك تكون أسهمت بنصيبها أكثر من دول أخرى في معالجة مشكلة لاجئين جديدة نشأت في بولندا وربما في بلدان مجاورة أخرى؛ والثانية، الحرص على الواجب الأمني في الدفاع عن المصالح الوجودية لدولة إسرائيل والشعب المقيم في إسرائيل.
ويدور الحديث عن المعركة ضد الإيرانيين وحزب الله في سورية، وكذا عن تعزيز السيادة في هضبة الجولان. ليس لإسرائيل واجب أخلاقي للوقوف في صفوف الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة أو في ليله، في مواجهتهم ضد روسيا. فإذا كان التقرير عن أن رئيس الوزراء بينيت في لقائه مع بوتين اقترح التوسط بين روسيا وأوكرانيا صحيحا، فإن إسرائيل تكون قد ارتكبت خطأ جسيما يرتبط بخطأ التصاق حكومة لبيد بينيت بالولايات المتحدة منذ إقامة الحكومة. لا غرو أن كل شيء يبدو الآن مركبا ومعقدا. فقد وصلنا الى هذه النقطة بناء على خطأ في توجيه الخطى. رئيس الوزراء السابق نتنياهو اتخذ سياسة جديدة خلقت تفاهما تاريخيا مع روسيا- بوتين؛ فقد أبعد إسرائيل عن الإدارة الأميركية في عهد أوباما بقدر سمح لإسرائيل بحرية العمل إياها في الشمال وفي إيران أيضا. حكمة سياسية توفر الدماء.
ولكن الاعتبار الأهم هو أن تلك البلدان “الغربية” التي تطالب إسرائيل الارتباط بها في قرار شجب في الأمم المتحدة وفي الوقوف ضد روسيا، هي التي تقود ضد إسرائيل سياسة طويلة السنين من الشجب والعزل السياسي. في الطريق الى إسرائيل لجنة خاصة لأحد محافل الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم حرب.
سياسة الغرب بقيادة الولايات المتحدة في عهد أوباما وبايدن يمكن أن تلخص على النحو الآتي: “ضعف مثير للشفقة أمام روسيا؛ نزعة مصالحة تجاه إيران وعداء تجاه إسرائيل. ولهذا فإن إسرائيل، فضلا عن التضامن الإنساني مع الدول المعتدى عليها لا يجب أن تلتصق بالسياسة الأميركية الفاشلة”.
إن الانعطافة للحكومة الحالية عطلت إسرائيل أمام النووي الإيراني. تصرفات الولايات المتحدة وبايدن راهنا مختلفة عن تلك التي نعرفها عن أميركا، وأخطاؤها الجسيمة أدت الى الحرب الحالية (بين روسيا وأوكرانيا). أميركا بايدن هي أيضا أميركا التي أظهرت ضعفا صادما في انسحابها الكارثي من أفغانستان وفي الشكل الذي زحفت فيه الى اتفاق نووي متجدد، في ظل رفع العقوبات عن إيران. وقد فهم الروس بأن أمامهم زعيما أميركيا غير كفؤ فأغراهم هذا لخطوة هجومية. لا مفعول أخلاقيا للتمسك بسياسة الولايات المتحدة الفاشلة تجاه روسيا، بينما تجاه عدونا الأساس إيران تعمل هي ضد مصالح إسرائيل الحيوية. لقد رد الروس منذ الآن على إعلانات إسرائيل الرسمية ببيان يفيد بأنهم لا يعترفون بسيادة إسرائيل في الجولان. من الأفضل لنا أن نركز على المساعدة الإنسانية للأوكرانيين ونمتنع عن التنديدات -الرسمية والسياسية- لروسيا.