الرئيسة \  تقارير  \  إسرائيل هيوم :ولاء نصرالله لإيران يسبق كل شيء

إسرائيل هيوم :ولاء نصرالله لإيران يسبق كل شيء

17.02.2022
عوديد غرانوت


الغد الاردنية
الاربعاء 16/2/2022
في الليلة بين 15 و 16 شباط (فبراير)، قبل 30 سنة بالضبط أوقف من أوقف من نومه رئيس الوزراء في حينه اسحق شمير وبشره بأنه نشأت “فرصة عملياتية”، وهذا هو التعبير لأن يصفى في الغداة من الجو أمين عام حزب الله، عباس موسوي، في سيارته في جنوب لبنان. لم يتردد رئيس الوزراء كثيرا قبل أن يعطي مصادقته.
غير أن من أيقظ شمير اجتزأ من التقرير تحذيرين حيويين، بغياب تفكير، الأول: إن هذه التصفية من شأنها أن تخلق رد فعل ثأري شديد من جانب حزب الله. وهذا بالفعل جاء، في شكل العمليات القاسية في سفارة إسرائيل في بوينس آيرس وبعد ذلك في مبنى الجالية اليهودية في المدينة، هجمتين جبتا حياة عشرات الأشخاص وخلفتا مئات الجرحى. التحذير الآخر، الذي لم يقل في حينه وعلى ما يبدو أيضا لم ينظر فيه كما ينبغي، هو أن الإحباط المركز لعباس موسوي، والذي كان بمجمله أقل من سنة في المنصب، من شأنه أن ينبت بدلا منه خليفة خطيرا، ذكيا وكاريزماتيا أكثر منه بأضعاف.
حسن نصرالله، إبن صاحب بقال صغير من الطائفة الشيعية في جنوب بيروت، اهتم منذ صباه بالمواعظ الدينية ولكنه أكثر أيضا من لعب كرة القدم المكونة من الشرائط. وكان فتن بشخصية زعيم الشيعة في لبنان موسى الصدر وتعلم الدين في العراق وفي إيران، ولكنه لم يعترف به أبدا كمرجعية روحانية. وفي المقابلات الشخصية يروي أن شخصا غريبا دخل بقالة أبيه نظر نظرة ثاقبة إلى الولد الصغير ووعد الأب قائلا: “إبنك معد للعظائم”.
كان إجمالا إبن 32 عندما عين أمينا عاما للمنظمة بدلا من موسوي وقاد على مدى السنين سلسلة طويلة من العمليات الفتاكة ضد قوات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان والتي فرضت في نهاية المطاف الانسحاب في العام 2000.
وقد أسكرته القوة، القدرة العسكرية الهائلة التي جمعها بفضل إرساليات السلاح من إيران والهالة التي ارتبطت باسمه، فتأزر بالشجاعة لاختطاف الجنديين من الجيش الإسرائيلي ايهود غولدفاسر والداد ريغف في صيف 2006، الاختطاف الذي أدى إلى حرب لبنان الثانية.
هناك تعلم نصرالله على جلدته أن إسرائيل، بخلاف خطاباته المهددة ليست “خيوط بيت العنكبوت” بل واعترف علنا بأنه لو كان توقع مسبقا الرد الإسرائيلي، لما خرج لهذه المغامرة. منذئذ وحتى الآن اختبأ في خندق خوفا من التصفية مثل سلفه، وحرص على أن يأمر بـ”ردود فعل متوازنة” فقط على الضربات التي تلقاها من إسرائيل كي لا ينجر إلى حرب شاملة لن ينهض منها.
ذاك الضبط للنفس وتلك السياسة الحذرة المتمثلة بعدم تحطيم الأواني يحرص على تطبيقها في الساحة اللبنانية الداخلية أيضا. فلو أراد لكان يمكنه أن يستولي بلا صعوبة على الحكم في بيروت – لكنه يفضل أن يبقى القوة القوية التي خلف الكواليس، وأن يبقي بيد الآخرين الإدارة المستحيلة في الدولة متعددة الطوائف، والتي تعيش الآن الأزمة الاقتصادية الأخطر في تاريخها.
هل يمكن لإسرائيل أن تعتمد على نصرالله في أن يبدي، استنادا إلى التجربة التي جمعها في سنواته الثلاثين في المنصب، ضبط النفس إياه والحذر إياه إذا ما اضطررنا لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟ ليس مجديا الاعتماد على ذلك. فقد أقامت إيران حزب الله وزودته بـ150 ألف صاروخ كي يشكل موقع دفاع متقدم لطهران، ورأس حربة للعمل ضد إسرائيل عند الحاجة. وهو واع لذلك إن الطاعة للزعيم في طهران واجبة حتى لو أوقع الدمار والخراب على لبنان.