الرئيسة \  مشاركات  \  إشراقة رمضانية ( 2 ) : قدوة القيادة

إشراقة رمضانية ( 2 ) : قدوة القيادة

28.07.2013
د. فوّاز القاسم


قال تعالى في سورة التوبة : (( قل إن كان آباؤكم ، وأبناؤكم ، وإخوانكم ، وأزواجُكم ، وعشيرتُكم ، وأموالٌ اقترفتموها ، وتجارةٌ تخشون كسادها ، ومساكـنُ ترضونـها ،أحبَّ إليكم مـن الله ورسوله ، وجهادٍ في سبيله ، فتربصـوا حتى يأتي الله بأمـره ، والله لا يهـدي القوم الفاسقين )). التوبة (24 ) .
إن أي مسلم في العالم ، يستطيع أن يدّعي أن الله ورسوله ، أحب إليه من الأب والابن والإخوان والزوجات والأموال والعشيرة وغيرها من المعاني الواردة في الآية الكريمة ، وقد يكون فعلاً صادقاً في دعواه ...
ولكن كم قائد أو داعية اليوم ، يستطيع أن يثبت فعلاً ، أن حبه لدعوته ، وتضحيته من أجلها ، وجهاده لنصرتها ، أعمق في نفسه من كل تلك المعاني الواردة في الآية الكريمة ..!‍‍؟
إن الواقع المشاهد والملموس يقول : بأن مثل هذا القائد أو الداعية
( غائب ) و (غير موجود) …
ولقد كان لهذا الغياب في سوريا مثلاً … نتائجه المأساوية الخطيرة ، حيث تفتقر أعظم ثورة في تاريخ سورية الحديث إلى قيادة يسمونها ( كاريزمية ) وأنا أقول : قيادة ربّانية راشدة ، توحّد الجهود ، وترصّ الصفوف ، وتقود الجماهير إلى شواطيء النصر والتحرير  ...
وفي الوقت الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائد الدعاة ، وقدوة القادة ، يقـود جنوده في المرحلة المكيّة والمدنيّة من (غرفة عمليات) داخل مكة والمدينة ، حيث كان حاضراً بينهم ، ملتصقاً بهم ، ومتابعاً لكل حركة من حركاتهم ، وكل سكنة من سكناتهم ، متحسساً لهمومهم وآلامهم ، مجيباً على كل تساؤل من تساؤلاتهم ، راصداً لكل تصرف من تصرفاتهم  .
فإن الثورة السورية العظيمة تُقاد من ( غرف عمليات ) على شواطيء البوسفور .!