الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إعادة سوريا إلى ما قبل الانقلاب (الأول)

إعادة سوريا إلى ما قبل الانقلاب (الأول)

12.02.2015
طارق مصاروة



الرأي الاردنية
الاربعاء 11-2-2015
لا يملك بشار الأسد او وزير خارجيته فرصة اختيار حلفائه، فخياراته محدودة، لانه لا يستطيع التحرك في عاصمته، ولأن حدود سوريا مفتوحة: لا عسكري يقف عليها!! ثم لماذا يريد احد في هذا العالم "محاورة" الأسد، اذا كان قادراً على محاورة طهران؟!.
ينكر الأسد ان هناك معارضة غير داعش والنصرة، وينكر انه يقتل الناس، ويصر على ان المدنيين يلجأون الى مناطق السيطرة الحكومية.. اي انه يُنكر وجود اربعة ملايين لاجئ سوري في الاردن ولبنان وتركيا.. والآف يرقدون في مياه البحر المتوسط، ويقول ان الجميع: الاردن والعراق ولبنان والولايات المتحدة واوروبا تريد "فتح المواضيع" معه، لكنه غير مستعد "للكلام" معها.
نحن حاولنا.. قائد الوطن عبدالله الثاني ذهب مرتين الى دمشق، وحاول ان يقنع "السيد الرئيس" ان يخفف عن الناس، وكان الجواب: إننا نتخذ اجراءات اقتصادية اصلاحية، لكنه لم يكن مستعداً للتغيير الحقيقي، ولم يكن مقتنعاً بأن هناك اناساً لهم رأي آخر في حياة بلده. وكان وهو يرى تساقط الديكتاتوريين في اكثر من عاصمة، يعتقد ان "سوريا مختلفة".. فهو يصدق ما تقوله الماكنة الدعائية للنظام.
الآن يستطيع بشار الاسد ان يغيّر شرط ان لا يقنع نفسه بأن الامور تعمل لصالحه. وشرط ان لا يبقى يتهم الآخرين بـ"تهريب" الارهابيين الى سوريا.. فلا شيء يدعو اي جار من جيران سوريا لحماية نظامه بحماية حدوده، ولعله لا يقرأ حجم الجهد الذي تقوم به المحاكم الاردنية في ايقاع العقوبات الرادعة لكل من يحاول مجرد المحاولة لقطع حدود سوريا، او الانضمام او الترويج لمنظمات الارهاب.
.. والتغيير الذي يمكن ان يقوم به الاسد هو الجلوس الى سوريين لا يؤمنون برفع السلاح في وجه السوريين، والوصول معهم الى ما كان قبله منذ البداية: جنيف-1 والتوافق على حسم حاكم انتقالي يضع دستورا لسوريا وليس لحزب البعث، ويجري انتخابات حرة لمجلس تمثيلي.. وتعود سوريا الى ما كانت عليه قبل الانقلاب العكسري الاول: انقلاب حسني الزعيم.