الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إعداد الأسد لولاية أخرى عبر طرق تشبيحية جديدة

إعداد الأسد لولاية أخرى عبر طرق تشبيحية جديدة

01.03.2014
فراس العلي


القدس العربي
الجمعة 28/2/2014
بعد القرارات الأمنية التي صدرت من رجالات نظام الأسد والتي أجبرت الأهالي المستقرين في مناطق النظام على القيام بأفعال وتصرفات شكلية رغماً عن غالبيتهم بغية دعم ترشيح الأسد لولاية جديدة، ويعتقد البعض أن تنشيط النظام لحيل الديمقراطية غير المشروعة تبدو في ظاهرها مجرد اختيار وليس إجبارا، فيما يعترض كثيرون على هذا الموقف ويرون أن لجوء النظام إلى هذه الوسائل من جديد تمثل فضيحة أخرى من فضائحه ومكشوف أمرها لكل مطلع على الأحداث السورية.
طلاء المحال التجارية الإجباري
بدأت هذه الظاهرة تروج في جميع مناطق النظام من الشمال حتى الجنوب، وتتمثل هذه الظاهرة بإجبار الأمن والشبيحة لأصحاب المحال التجارية بطلاءِ أبواب الدكاكين والمحلات بألوان علم النظام وعلى نفقاتهم الشخصية وتحت طائلة مساءلتهم بحجة ضعف شعورهم الوطني أو التشكيك في ولائهم له.
فيما يعتبر بعض أصحاب الموالين للنظام من مالكي هذه المحال أن توحيد اللون في هذه المناطق يعطي صبغة حضارية لمظهر البلد من دون أن يسلطوا الضوء على فكرة إجبارهم على تدهين محالهم بالقوة.
الشاب عبد الرحيم (اسم مستعار) أحد الناشطين داخل مناطق النظام تتمثل مهمته برصد تحركات الشبيحة وأرتال النظام التي تتجول في المدينة بغية إثارة الخوف والإرهاب في نفوس الناس يقول ‘بدأت موضة تلوين أبواب الدكاكين تنتشر في مدينة حلب قبل ذهاب وفد النظام لحضور مؤتمر جنيف 2 وكان يعتقد شبيحة النظام بأن هذه الأفعال سوف تزيد من شعبية النظام الوهمية في سوريا’.
ويضيف الشاب ‘منذ عدة أيام التقيت بأحد جيراني ولديه محل لبيع الغذائيات والمعلبات والألبان كان قد أجبِر على طلاء دكانه بلون العلم وسألته هل بمحض إرادتك قمت بهذا العمل فأجابني بلهجة عامية ‘عيفها ع ربك فوق التعتير مصاريف بلا طعمة’ وأكمل الرجل: كلفني طلاء الدكان حوالي 7000 ليرة سورية ولم أسمع من جهاز الأمن حتى كلمة شكر’.
وفي السياق نفسه أظهرت بعض الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أن أغلب المحلات في سوق الحميدية في دمشق أصبحت مطلية بلون علم النظام.
إعادة إحياء المسيرات دعماً لترشح الأسد
من الوسائل الإجبارية التي راجت في الأسبوع الماضي واستمرت إلى حد كتابة هذه السطور هي تنظيم وتسيير مسيرات مؤيدة تستنجد بالأسد للترشح إلى ولاية أخرى خاصة بعد اقتراب موعد الانتخابات.
وقد راجت المسيرات المؤيدة في المدن التي ما زالت تحت سيطرته، وحسب ناشطين يسعى النظام من وراء هذه المسيرات إلى إثبات وجوده وتوفير الشكليات التي تزعم أن شرعيته ما زالت متوفرة على الأرض، وبهدف إيصال ظواهر مزيفة للمجتمع الدولي.
وقد حصلت مسيرات عدة في الأيام الأخيرة ولكن اختلفت الأحداث، فكما حدثنا الناشط الإعلامي جوان في القامشلي قامت المسيرة المؤيدة لنظام الأسد منذ يومين ليس حباً بالأسد ولا رغبة منهم ببقائه وإنما ولاء للإدارة الذاتية، في حين أثارت المسيرة سخط واستياء الأكراد الذين ينتمون لأحزاب معادية للأسد’.
في المقابل كانت المسيرات التي اندلعت في مدن الساحل السوري ودمشق وحلب شكلية وقد قام بها الشبيحة وأهالي الشبيحة الموالون وبعض المارين الذين شاركوا خوفاً على أنفسهم من تشبيح الأمن وخطر الاعتقال.
إن جميع مكونات المجتمع الدولي عامة، نهاية المطاف، والشعب السوري خاصة يريان أن الأسد فقد شرعيته بشكل تام منذ أن بدأ باعتقال وضرب المتظاهرين بالرصاص الحي والقنابل والبراميل وصواريخ السكود ولكن تبقى كل الآمال متعلقة بإمكانات الجيش الحر وهمته بمختلف كتائبه وألويته المكونة له بعد خيبة الآمال نتيجة فشل المجتمع الدولي بحل الأزمة السورية في جنيف 2.