الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إعلان الوحدة بين العراق وسورية

إعلان الوحدة بين العراق وسورية

03.11.2015
د. مطلق سعود المطيري



الرياض
الاثنين 2/11/2015
    سورية لن تعود للسوريين، أمر دبّر بليل ونفذ بنهار، سورية الدولة انتهت بعد أن تم القضاء على سبل الحياة فيها، فجميع المفاوضات والخطب السياسية التي تعقد هنا وتصدح هناك هي تمارين جديدة على التفكير وليست جهوداً لإصدار قرارات تمسك بالوطن سورية قبل أن يذوب في الطبق الطائفي الإيراني الذي صممت روسيا مائدته، فان كانت سورية هي الغذاء فكيف يدعى له السوريون؟
يوماً عن يوم يتضح مستقبل المنطقة وخرائطها الجديدة وربما حتى دياناتها الجديدة، فتفريغ العراق من مكون مهم من شعبة بحجة الحرب على الإرهاب هو سياسة إعادة تعريف المواطنة العراقية والوطن العراقي على حقائق جديدة لا تسمح بالوجود إلا بلون واحد من ألوان الشعب العراقي، فلا مسيحي أو ايزيدي ولا سني ولا تركماني أو كردي سيكون له وجود في العراق، الطائفة السياسية الناجية هي طائفة طهران، ونفس هذا الاعداد يتم الآن في سورية، لصناعة ظروف وبشر يشبهون سياسة طهران.. اتفاق واشنطن وطهران ليس على البرنامج النووي فقط بل على إعادة رسم خريطة المنطقة على اعتبار طائفي لحصر الإرهاب في هذه المنطقة لذلك سارعت روسيا للتدخل والقيام بنفس المهمة لأسباب تختلف سياسياً عن واشنطن ولكن تتفق معها في الأسباب الدينية والإرهابية.
لذلك لا نستبعد أن تأتي هذه الدول المحتلة بتعريف جديد لداعش فما هو خارج المشروع الطائفي الإيراني سيشكل وجوداً إرهابياً محتملاً، وما هو داخله سيكون حليفاً للدول المحتلة، فالنظر للتفاوض حول الشأن السوري وجلوس العراق وإيران على طاولته لن يكون حماية لنظام بشار بل لمنع أي اجتهاد تفاوضي قد يحرف المخطط الإيراني عن جادة تأسيس وحدة بين سورية والعراق وتجميع داعش والفصائل الأخرى المقاتلة وترحيلهم لجهات خارج هاتين الدولتين ربما يرحلون باتجاه الخليج وتركيا، تحت ذريعة أن الإرهاب لا أرض له.
تفتقر الأمة العربية لحليف قوي وصادق، فجميع خياراتهم التحالفية السابقة تم تفكيكها، بينما وجدت الدول الكبيرة وإسرائيل ضالتها في طهران لتلغي تماماً جميع الفرص التي بيد العرب لمقاومة إسرائيل أو مشاركتها في الأرض المحتلة، وهذا سر قوة إيران، التي بدون هذا الحليف السري لن تستطيع أن تكون آمنة حتى داخل حدودها، فالصراع أصبح صراع أمة مع أمة، أمة فقيرة في مشروعها القومي وتنخر بها الطائفية حتى فتتها، وأمة طائفية تسعى للتخلص من الطوائف الأخرى.
التوجه الوحيد الذي ربما يقلب الطاولة على هذا المشروع الخطير هو بإنتاج خطر عربي يوازي هذا الخطر، فإحياء المشاعر القومية العربية في نفس الشعب العربي، عمل خطير وشاق وطويل، ولكن مجرد وجوده، سيجعل حالة الخطر قائمة، وهذا أمر مطلوب قبل أن ينضج مشروع طهران، فالنظر لضعفنا كحالة ميئوس منها سيؤدي حتما الى مصير ميئوس منه، فطهران تحضر لبناء وحدة طائفية بين العراق وسورية ولن يتحقق لها ذلك إلا بالقضاء على الانتماء القومي لهاتين الدولتين.