الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إعلان حرب على سوريا؟

إعلان حرب على سوريا؟

03.04.2014
موناليزا فريحة


النهار
الاربعاء 2/4/2014
ما بدأ تسريبات وتلميحات صار التزاماً واضحاً بعد خطاب النصر لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. مباشرة وبلا مواربة، أعلن الزعيم التركي الحرب على سوريا بحجة أنها تهدد طائراته وتقتل أبناءه، محذرا اياها من أن أي تعرض لقبر سليمان شاه، الجد الأكبر لمؤسس السلطنة العثمانية، هو تعرض لتركيا كلها.
في السنة الاخيرة، بدا اردوغان ضعيفا. الاحتجاجات على حكمه بلغت مستوى لا سابق لها. الغولنيون (نسبة الى انصار الداعية فتح الله غولن) الذين دبروا فضائح الفساد التي طاولت الكثير من حلفائه زعزعوا سلطته."الدولة العميقة" التي تعمل من داخل حكومته نالت من هيبته. بدا وضعه هشاً الى درجة أنه لم يعد قادرا على تحمل حملات "يوتيوب" و"تويتر". اما وقد جاءت نتائج الانتخابات البلدية لتثبت واقعا مختلفاً، فلن يتوانى أردوغان عن استغلاله لتصفية حساباته مع خصومه في الداخل والخارج تعزيزا لموقعه في الانتخابات الرئاسية المقررة في آب والتي يتوقع ان يترشح لها.
خطاب النصر الذي ألقاه أردوغان ينذر بموجة جديدة من الاضطرابات السياسية وتقييد الحريات في تركيا، بعدما سمى خصومه بوضوح. الا أنه يدل أيضا على عودة تركية قوية ، بعد انكفاء، الى ميدان الحرب السورية.
منذ فتحت المعارضة السورية فجأة جبهة الشمال الغربي في 21 آذار، كثرت الشبهات في ضلوع تركي مباشر في المعركة التي تستهدف مسقط النظام ويمكن أن توفر ممراً بحرياً للمعارضة. والى الحديث عن تنسيق تركي - قطري أتاح لمئات المقاتلين اجتياز الحدود التركية في اتجاه قرى ريف اللاذقية، يؤكد مراقبون أن هجوما كهذا لا يمكن أن ينجح من دون دعم لوجيستي وخط إمداد وعمق مساند.
ومع ذلك، ليست انتصارات المعارضة في معركة الساحل حاسمة حتى الآن. طرد القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني من بلدة كسب الحدودية ومعبرها الحدودي مع تركيا، ومن بلدة السمرا التي هي بمثابة ممر جبلي مع منفذ على البحر وبعض المناطق المجاورة ، ليس تقدما استراتيجيا، وإن يكن ينطوي على رسالة واضحة للنظام ، بعد استعادته منطقة يبرود والمناطق المحيطة بها.
من الواضح أن توسيع الهجوم الساحلي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقرار التركي وما اذا كانت أنقرة قررت فعلاً خوض المعركة حتى النهاية، وخصوصاً في ظل الحساسيات العلوية في تلك المنطقة وما يمكن أن ينعكس اضطرابات على أراضيها. خطاب النصر يوحي بأن أردوغان حسم أمره وقرر أن الطريق الى قصر جنقايا الرئاسي يمر باللاذقية. لكن اعلان حرب في ليلة نصر لا يكفي وحده لا للوصول الى القصر ولا لتغيير موازين القوى في سوريا.