الرئيسة \  مشاركات  \  إلى أين تسير المنطقة العربية ؟ 2005 / 2013 ـ مساهمة في التوقعات

إلى أين تسير المنطقة العربية ؟ 2005 / 2013 ـ مساهمة في التوقعات

27.07.2013
د. محمد أحمد الزعبي




 تم نشر هذه المقالة / الدراسة عام 2005 في بعض المواقع العربية ( كلنا شركاء ، المحرر ، الرأي ، ) ورأينا إعادة نشرها بمناسبة هذا الهجوم المعاكس الذي تقوم به أمريكا وإسرائيل وعملاؤهما في المنطقة العربية على ثورات الربيع العربي ولاسيما في سورية ومصر وتونس

تنطلق هذه المساهمة النظرية من عدد من المسلمات، وعدد آخر من التوقعات ، واللتان ( المسلمات والتوقعات ) نعتبرهما بمثابة نوع من الفرضيات التي ينبغي توكيدها باللجوء إلى الترابطات المنطقية بين الوقائع والأرقام ، ذلك أن استحضار مثل هذه الترابطات المنطقية التي تنتمي إلى الماضي القريب أو الحاضر المعاش ، إنما تمثل الحبل السري الذي يربط مستقبل الناس بحاضرهم وماضيهم .
إن المسلمات / التصورات / الفرضيات التي تنطلق منها هذه الدراسة / المقالة هي بصورة أساسية التالية :
1. لقد وضع التفوق التكنولوجي الأوروبي ، الذي ابتدأ في القرن السادس عشر الميلادي ، وانتهى بالثورة الصناعية الكبيرة في القرنين الثامن والتاسع عشر، حجر الأساس لانقسام العالم إلى دول متطورة ( متقدمة )، وأخرى ناقصة التطور( متخلفة ) ، وبالتالي إلى دول تمتلك المصنع والمدفع ، وأخرى محرومة بل وممنوعة من امتلاك هذين الإبتكارين الخاصين بالنادي الأوروبي بداية ، وبدول الثمانية الكبار لاحقا ، وتشمل عملية الإحتكار والحرمان هذه ليس فقط الجانب
التكنولوجي ( المصنع والمدفع ) ، وإنما أيضا الجانب المعرفي المرتبط بهما ( العلوم الدقيقة ) .
2. إ ن امتلاك ومن ثمّ احتكار المعسكر الرأسمالي( أوربا الغربية ، أمريكا ، اليابان ) لكل من المصنع والمدفع ، أدى إلى نتيجتين متلازمتين ومتكاملتين : من جهة ، وضع كافة دول ومجتمعات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية تحت الهيمنة الكولنيالية ، وتحويلها إلى مرتع لرؤوس أموالها ، وأحذية جنودها ، تلك الرؤوس والأحذية التي قامت ـ وما تزال ـ بامتصاص ثروات تلك البلدان وموادها الأولية في البر والجو والبحر ، وتحويلها إلى سوق استهلاكية لبضائعها ومصنوعاتها ، ومن جهة أخرى ،منع تلك البلدان (المرتع ) بالقوة ( المدفع ) من امتلاك التكنولوجيا المتقدمة (المصنع) التي يمكن أن تحّول هذه البلدان إلى مجتمعات متطورة قادرة على استخراج ثرواتها الطبيعية بنفسها ، وتحويلها إلى مواد استهلاكية تلبي حاجات الأفراد والمجتمع ، وتنهي حالة التبعية التي تكمن وراء بقاء هذه البلدان متخلفة عنها .
إنها الحلقة الشيطانية المفرغة التي يتلازم ويتكامل فيها كل من التبعية والتخلف ، والتي جعلت المسافة التطورية بين الدول التابعة والمتبوعة تزداد وتترسخ عقدا بعد عقد .
3. لقد حاولت الماركسية كسر هذه الحلقة الشيطانية Teufelkreis عبر شعارها الشهير ياعمال العالم اتحدوا ، حيث سيتحولون عبر هذه الوحدة إلى حافري قبر النظام الرأسمالي العالمي ( الذي يسرق القيمة الزائدة Mehrwert ،من قوة عملهم ) ومشيدي صرح النظام الإشتراكي القائم على الأخوة والعدالة الإجتماعية ( من كل حسب جهده ، ولكل حسب إنتاجه ) . إن هذه المحاولة الجادة والجذرية ( من الوجهة النظرية ) والتي قام على أساسها الإتحاد السوفييتي عام 1917 قد فشلت ـ مع الأسف ـ في كسر هذه الحلقة المفرغة بين التبعية والتخلف ، وذلك لأسباب جوهرية أربعةـ حسب رؤيتنا ـ الأول أنها نظرية غربية المنشأ والهدف وبالتالي فإن بعدها الأممي لايستند إلىاسس معرفية صحيحة ودقيقة عن العالم الثالث وعن مشكلاته الميدانية ( الاقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية ) ، والثاني هو ربطها المحكم بين المادية التاريخية ، والمادية الجدلية ، الأمر الذي حرم المادية التاريخية من أن تدخل ( بضم التاء ) في تحليلها وتفسيرها لنشوء وتطور المجتمعات البشرية البعد الديني / الإيماني الذي لعب ومايزال وسيبقى دورا أساسيا في تطور هذه المجتمعات ، رغم أن هذا الدور كان ينوس دائما بين السلب والإيجاب ، وأنه كان حاضرا على الدوام في وعي الأفراد والجماعات . والسبب الثالث ، هو أنها ـ بماهي نظرية فلسفية ـ لم تدخل( بضم التاء ) في بنيتها النظرية والعملية مسألة الموت ، بمعنى أن هذا الإنسان الذي تدور حوله النظرية ،هو إنسان ـ حسب كل من أرسطو وهيجل ـ حي بالفعل ميت بالقوة ،وإذن فإن سلوكه وتفكيره لايحكمهما فقط البناء التحتي ( العلاقة بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج ) ، ولا فقط البناء الفوقي ( الوعي الفردي والوعي الإجتماعي ) ، ولا فقط العلاقة الجدلية بين هذين البنائين ، وإنما أيضا العلاقة بين الموت والحياة ، تلك العلاقة التي تجد تعبيرها العملي في العلاقة الجدلية بين الماضي والحاضر والمستقبل ، أي بين الأجيال التي قضت ( التراث / الأجداد )، والأخرى التي ماتزال على قيد الحياة ( المعاصرة / الآباء والأبناء )، والثالثة التي لم تصل بعد ( المستقبل / الأبناء والأحفاد ) ، والسبب الرابع هو أن انطواء الماركسية ـ اللينينية على البعد العلماني الذي يتماهى عمليا مع مبادئ الحرية والإخاء والمساواة ، ومع مبدأي المواطنة والعدالة الإجتماعية ، قد دفع بالأقليات الدينية والقومية إلى اعتناق هذه النظرية ، وتوظيفها لمصالحهم الضيقة ، بدل توظيفها لمصلحة المجتمع ككل ، الأمر الذي تحولت معه
الماركسية على أيدي هذه الأقليات إلى نوع من حصان طروادة الذي يمكن أن يستر نواياها الحقيقية في الوصول إلى السلطة على حساب أكثرية الشعب والأمة ، وبالتالي على حساب الديمقراطية والعلمانية ، بل وأيضا على حساب حقوق الإنسان ( وهو مانراه اليوم في كل من العراق وسورية ومصر ) .
4 . تغير الوضع العالمي ، الذي ترتب على نتائج الحرب العالمية الأولى ، وذلك بعد انهزام النازيية والفاشية على يد التحالف الرأسمالي ـ الإشتراكي ( انجلترا ـ فرنسا ـ أمريكا ـ الإتحاد السوفييتي ) في الحرب العالمية الثانية ، حيث تراجع الإستعمار المباشر ( القديم ) مخليا مكانه للإستعمار غير المباشر ( الجديد ) بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ، الأمر الذي ترتب عليه العديد من المستجدات الدولية التي أبرزها :
 ــ ظهور السلاح النووي إلى جانب الأسلحة التقليدية لدى كل من الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي
 ــ الدخول في مرحلة سباق التسلح والحرب الباردة بين المعسكرين الراسمالي والإشتراكي
 ــ ترسخ وتعمق ظاهرة تبعية وبالتالي تخلف بلدان العالم الثالث النامية ( ومنها بلدان الوطن العربي ) للدول
 الصناعية المتطورة بشقيها : الراسمالي والإشتراكي .
 ــ تشجيع الدول الإمبريالية البرجوازيات الوطنية الكبيرة الصاعدة في البلدان النامية على التحالف مع الطبقات الإقطاعية المنتهية صلاحيتها التاريخية ، لتكوين حلف رجعي موال لهذه الدول ، ولمشاريعها الإستعمارية ، كما هي الحال بالنسبة لاتفاقية سايكس ـ بيكو ، ووعد بلفور بالنسبة للوطن العربي بعد سقوط الخلافة الإسلامية 1924 .
 ــ صدور قرار تقسيم فلسطين رقم 181 بتاريخ 29 / 11 / 1947 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والذي ترتب عليه قيام الكيان الصهيوني الدخيل والهجين ( دولة إسرائيل )، والإعتراف به على الفورمن قبل الإتحاد السوفييتي ( ! ) والولايات المتحدة الأمريكية ، على مابينهما من تناقض واختلاف .
 ــ اكتشاف واستخراج النفط في عدد من دول العالم الثالث ، ولا سيما دول الخليج العربي وإيران والعراق ، وتحوله إلى سلعة استراتيجية في الصراع الدولي للهيمنه على مراكز الطاقة في العالم ، باعتباره بات يمثل عصب الا قتصاد في الدول الصناعية المتطورة .
5 . وبانتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين بسقوط الإتحاد السوفييتي ، و جدار برلين ، وحلف وارسو، تغير الوضع العالمي مجددا حيث تم بصورة أساسية :
 ــ انتقال العالم من الثنائية القطبية ( الإتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية ) إلى وحدانية القطب والإستقطاب ( الولايات المتحدة الأمريكية ) ،ولاسيما من الناحية العسكرية والتفوق التكنولوجي ( النظام العالمي الجديد ) .
 ــ بروز دور وسائل الإعلام ، ولا سيما الفضائيات ،والتجسس التكنولوجي ، كسلاحين فعالين بيد الغرب عامة والولايات المتحدة الأمريكية خاصة للهيمنة على الشعوب والأمم الأخرى إلى جانب السلاحين القديمين المصنع والمدفع .
ــ ظهور النظام العالمي الجديد ، الذي يحمل النظام الرأسمالي والعولمة بيد ، والعصا الأمريكية الغليظة باليد الأخرى مخيرا " الآخرين " بين الأمركة أو الإحتلال !! .
ــ اتساع الفجوة التكنولوجية وبالتالي التنموية بين الدول المتطورة والدول ناقصة التطور .
ــ ظهور فجوة تكنولوجية وسياسية جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة ، وعدد من الدول المتطورة
 ( أوربا الغربية ،اليابان ) من جهة أخرى ، ولا سيما في المجال العسكري .
ــ سقوط الأشكال القديمة من التحالفات الدولية ( العالم الأول والثاني والثالث ، كتلة عدم الإنحياز ، حلف وارسو ، ) وظهور أشكال جديدة من التكتلات والأحلاف ( الاتحاد الأوروبي ، الجمهوريات السوفييتية السابقة FSR ، انضمام عدد من دول حلف وارسو , وعدد آخر من الدول الأوروبية الأخرى إلى حلف الناتو ، مجموعة الثمانية أو 7+1 )
ــ التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني في فلسطين ، لطمس الوجه العربـ ـ إسلامي للشرق الأوسط من جهة ، ولدفع أنظمة سايكس ـ بيكو ، ومجموعة أوسلو الفلسطينية ، للاعتراف بإسرائيل رسميا وإقامة علاقات دبلوماسية معها ، والتنازل عن حق العودة ، وعن القرار 181 والقرار 194 والقرار 242 الصادرة عن الأمم المتحدة . بالرغم من كونها قرارات أعطت الكيان الصهيوني ماليس من حقه ، وسلبت الشعب الفلسطيني معظم حقوقه التاريخية والجغرافية والقانونية .
6 . إن احتلال الإتحاد السوفييتي ، أو بالأحرى روسيا السوفييتية لأفغانستان في ثمانينات القرن المنصرم ، ثم إعادة احتلالها مجددا ( بعد خروج السوفييت منها ) من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو في مفتتح هذا القرن ، واستكمال هذا الإحتلال الإنتقامي لأفغانستان عام 2001 ، بالإحتلال " التحريري" (!) للعراق عام 2003 إنما يشي بصورة لالبس فيها بأن الدول الغربية ولا سيما الرأسمالية منها إنما تريد فرض ثقافتها ومنظومة قيمها على دول العالم الثالث الضعيفة والفقيرة ، لا لتدفع بها نحو الأمام والأعلى ، وإنما على العكس من ذلك ، لتمنع تقدمها وتنميتها وتطورها عبر إشغالها بمعارك جانبية ، كيما تظل على الدوام ممدودة اليد والرأس لفضلات الحضارة الأورو ـ أمريكية وسوقا استهلاكية لمنتجاتها الصناعية ، ومرتعا خصبا لقواعدها العسكرية ومخابراتها ورجال أعمالها . ولعل شعار صراع الحضارات الذي أطلقه هنتنجتون مباشرة بعد سقوط افتحاد السوفييتي ، وشعار نهاية التاريخ الذي أطلقه فوكوياما ، وشعارات الحرب الإستباقية ومكافحة الإرهاب و" الدفاع عن قيمنا وأسلوب معيشتنا !!" ومحور الشر الخ.. التي أطلقها وطبقها الرئيس الأمريكي G.W. Bush ، لاتعدو أن تكون فقط الجزء الظاهر للعيا ن من جبل الجليد المخفي ، الذي ينتظر العالم الثالث عامة ، والعالم العربي والإسلامي خاصة ، في هذا القرن ،على يد التكنولوجيا العسكرية الأمريكية عالية التطور والذكاء ، ولكن البعيدة كل البعد عن الأخلاق و الديمقراطية و حقوق الإنسان ، ودون أن ننسى ـ بطبيعة الحال ـ الدور الإنساني والمبدئي الذي لعبته المظاهرات الضخمة التي اجتاحت العديد من المدن الأوروبية ، ولاسيما في إنجلترا وأمريكا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا،استنكارا للحرب ولا سيما في فلسطين والعراق، ودعما للدول الفقيرة في البلدان النا مية وتنديدا بقمم الثمانية ( الكبار!) المدججين بالأسلحة الذكية والغبية ! .
7. إن مجموعة الأحداث الدولية الكبرى ،التي ترتبت على سقوط الإتحاد السوفييتي ،والتي شملت يوغسلافيا وأفغانستان والعراق ، وهي تقف الآن على أبواب كوريا الشمالية وإيران وربما غيرهما ،لتدل بدورهاعلى أن العملية / اللعبة التكنولوجية ، قد تطورت وانتقلت من مرحلة الإبتكار إلى مرحلة الإحتكار ، وهي في طريقها الآن إلى مرحلة الإستئثار ، والعودة إلى مرحلة الإستعمار ..
إنه لم يعد مسموحا الآن ، لأي نظام في العالم أن يظل خارج إطار النظام الرأسمالي عامة ، والرأسمالية الأمريكية خاصة ، حتى ولو كان أوروبيا ( يوغسلافيا ) ، كما أنه لم يعد مسموحا لأي دولة أو منظمة أو هيئة أو حزب أو جماعة ، أو حتى شخص لايقبل بوجود دولة إسرائيل ، بل ولا يقف إلى جانبها ضد الشعب العربي الفلسطيني في الداخل وفي الشتات ، أن
يظل على قيد الحياة ، ذلك أن الكيان الصهيوني الدخيل والهجين إنما يمثل رأس حربة النظام الرأسمالي العالمي لتنفيذ مخططاته الإجرامية و الإمبريالية في الهيمنه على منابع النفط والمياه الدافئة في منطقة الشرق الأوسط ، وفي حماية وتجذير كيانات سايكس ـ بيكو الهزيلة والعميلة، ومنع قيام أي تنسيق أو تعاون بينها حتى ولا في إطار جامعة عمر موسى ( الآن نبيل العربي ) الخاوية على عروشها ، خوفا من أن يتطور هذا التعاون أو التنسيق إلى نوع من الإتحاد أو الوحدة ، أو حتى الكونفدرالية (!) .
8 . لقد اقتضى تنفيذ الأهداف الأمريكية ـ الصهيونية في المنطقة العربية عامة ، وفي فلسطين خاصة ، بروز ظواهر جديدة على المستوى العالمي والإقليمي والعربي والفلسطيني تمثل بصورة أساسية بـ :
 > عودة الولايات المتحدة الأمريكية ، ومعها بعض الدول الرأسمالية الأخرى إلى صورة الإستعمار القديم ، أي إلى الغزو العسكري المباشر ، من أجل السيطرة على منابع النفط وطرق نقله ، ومن أجل حماية إسرائيل وتامين الإعتراف العالمي الكامل بها ، ولا سيما الدول العربية والإسلامية التي لم يرتفع العلم الإسرائيلي في سمائها بعد ، وقد تجسدت هذه العودة الأمريكيةإلى صيغة الإستعمار القديم بغزو واحتلال دولة أفغانستان الإسلامية 2001 ،ثم بغزو واحتلال القطر العراقي الشقيق 2003، بحجج وذرائع لحمتها الكذب (أسلحة الدمار الشامل) وسداها الخداع ( تحرير العراق من الدكتاتورية ) ، وذلك بعد أن كانت قد دمرت قواته المسلحة عام 1991 بحجة تحرير الكويت، وفرضت عليه حصارا شاملا وخانقا ، في البحر والبر والجو استمر ما بين "تحرير الكويت"1991 (!) و "تحرير العراق"
 2003 (!!) ،علما أن هذا " التحرير! " هو عملياً الإسم الحركي للإحتلال أو لعودة الإستعمار القديم بثوبه الجديد .
> انتفاضة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ 1987 ضد الإحتلال الإستيطاني الإسرائيلي ، ومقاومة الشعب العراقي أيضا المستمرة منذ التاسع من أبريل2003 للإحتلال الإنجلوـ أمريكي واللتان أطلق عليهما الإسرائيليون والأمريكيون وعملاؤهما في المنطقة صفة الإرهاب،وعلى القوى الوطنية المناضلة ضد هذا الإحتلال صفة الإرهابيين (!!) .
 دخول ظاهرة الإستشهاد لدى كل من الإنتفاضة الفلسطينية والمقاومة العراقية ، كرد فعل على غياب التوازن العسكري بين قوى الإحتلال ( القوى المتعددة الجنسية / إسرائيل ) وقوى الإنتفاضة والمقاومة ، وهي الظاهرة التي أربكت المحتل ، وجعلته يلجأ إلى عدد من الممارسات الهمجية الإرهابية ، التي تحصد يوميا حياة مئات بل آلاف المواطنين البريئين من المدنيين والعسكريين ، وذلك بهدف عزل المقاومة الوطنية عن جماهيرالشعب ، وجعلها ـ أي الجماهيرـ تخلط بين المقاومة المشروعة والإرهاب غير المشروع . وغني عن القول أن معظم وسائل الإعلام العربية ولا سيما الفضائيات التي تعكس موقف معظم الأنظمة العربية ، باتت تطلق دون خجل تسمية الإرهاب والإرهابيين على كافة أشكال مقاومة الإحتلال في فلسطين والعراق ، وتغض الطرف عن العمليات الإرهابية التي يمارسها المحتلون وعملاؤهم ، مكتفية بنقل الرواية الرسمية لكل من المحتلين وعملائهم من الأوسلويين والبريمريين .
> نمو واتساع وتنوع ظاهرة المقاومة التي وصل بعضها درجة الإرهاب ، ولكن ، وغالباً ، الإرهاب المشروع الذي تشير الآية الكريمة وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ، ومن رباط الخيل ، ترهبون به عدو الله وعدوكم . الأنفال/61)
 والمتجه أساسا وحصرا ضد قوات الإحتلال ومن يدور في فلكها من العملاء ، والذي يستمد مشروعيته من غياب التكافؤ في العدد والعدّة بين المحتل والمقاومة . هذا مع العلم أن المحتل الخارجي وظهيره الديكتاتوري الداخلي ، غالبا مايستخدمان تفوقهما التكنولوجي والعسكري ، من جهة ، لقتل المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ وتدميردور العبادة والمدارس على رؤوس المصلين والتلاميذ ، بهدف اتهام المقاومة بذلك ، وبالتالي تشويه صورتها أمام شعبها، ومن جهة أخرى لاغتيال عناصرالمقاومة وقياداتها الميدانية والسياسية سواء بواسطة طائرات التجسس والطائرات الحربية ،أو باقتحام بيوتهم واعتقالهم ، وأخذهم إلى حيث يواجهون مصيرهم المجهول . إنه إرهاب الدولة بشحمه ولحمه .
> التوظيف الإنتهازي واللاأخلاقي للدين . ولقد رأينا جميعا كيف استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية الدين الإسلامي لطرد السوفييت من أفغانستان ، ومن ثم لتصفية بقايا الإشتراكية في يوغسلافيا ، وبعد أن تم لها ذلك قلبت للاسلام وللمسلمين ظهر المجن ، حيث قتلت الآلاف منهم ، وأرسلت المئات إلى هولوكوست غوانتنامو الذي عوملوا ويعاملون فيه حتى هذه اللحظة ، كما لو أنهم لاينتمون إلى العنصر البشري أصلا (!!) ، وهي تزج الآن بآلاف آلاف المناضلين العراقيين في المعتقلات ،ودمرت مدنا كاملة بحثا عن شبح هذا او ذاك ن ممن تخترعهم في كثير من الحالات من عنديتها في سبيل تحقيق أهدافعا الظاهرة أو المخفية . أما فضيحة سجن أبو غريب فإنها تمثل العار الذي يدمغ الحضارة الغربية
 من رأسها حتى أخمص قدمها ، ويدمغ معها كل وكلائها من العرب والعجم .
9. ( فقرة جديدة ) : إن ماجرى ويجري في سورية من 18.آذار 2011 ، وحتى اليوم ( الجمعة 26.7.13 ) ، وإن ماجرى ويجري في جمهورية مصر العربية ، منذ 3 يوليو 2013 ، وحتى اليوم ( الجمعة 26.7.13 ) ، وإن ما جرى ويجري في تونس الخضراء يوم أمس ( الخميس ) واليوم ( الجمعة ) إن هو إلاّ محاولة بائسة يائسة ، تقودها أمريكا وإسرائيل وينفذها عملاءهما في تلك البلدان ، وذلك من أجل وضع العصي في عجلة الربيع العربي ، كي لا تتابع مسيرتها الخضراء ، إلى بقية الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة في الأقطار العربية الأخرى ، ملقية بها في مزبلة التاريخ .
هل يمكن بعد كل هذا أن نجيب على سؤال هذه المقالة ،( إلى أين تسير المنطقة العربية ؟)، في أن المنطقة العربيةإنما تسير بنظر الأنظمة والحكام الفاسدين إلى المجهول ، ولكن مجهول هذه الأنظمة الفاسدة هو معلوم الشعوب ، ومعلوم الجماهير ، " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " ( الشعراء 227 ) ، إن لم يكن اليوم فغداً وإن غداً لناظره قريب .