الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إلى أين يتجه خطر الزلازل في المنطقة؟!

إلى أين يتجه خطر الزلازل في المنطقة؟!

05.05.2013
يوسف الكويليت

الرياض
الاحد 5/5/2013
    سوريا بدأت تتخذ منحى جديداً، دولياً وإقليمياً، فهناك مصالحة إسرائيلية - تركية، ثمرتها ضربُ إسرائيل مركز أبحاث أسلحة سورياً، سبقه قبل عدة أيام ضربُ صواريخ متجهة لحزب الله، والإحصاءات تقول إن ما بين عشرة آلاف إلى ثلاثة عشر ألف مقاتل من حزب الله، وبقيادة ضباط إيرانيين، يحاربون في صفوف النظام، وإشارات أمريكية لتزويد الجيش الحر بالأسلحة، وخلق مناطق عازلة، وأنه إذا ثبت استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل النظام، فإن الأمور ستتغير، وربما إعادة تجربة كوسوفو في استهداف قوات محددة لضربها..
هل استيقظ الغرب من نومته المؤقتة ليرى أن الدعم الإيراني - الروسي أصبح يدعم مغامرات الأسد، وأن تقوية حزب الله بتزويده بأسلحة متقدمة، أحد الخطوط الحمراء، وأن ترك سوريا تنزلق إلى أحضان قوى راديكالية متطرفة، يعني العجز عن احتوائها في المستقبل، وعلى هذا الأساس لابد من إيقاف إقامة دول تحكمها طوائف وقوميات، تهدد سلامة المنطقة كلها؟
ولعل ما يحاك حول سوريا، لا تنفصل عنه إيران عندما كشفت أمريكا عن وصولها إلى قدرات مدمرة تصل إلى أعماق أرضية كبيرة، غير أن ما هو أخطر أن تجهيز مناورة في الخليج العربي لأربعين دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لا يفسر بأنه مجرد ضغط عسكري على إيران، وإنما هو تحضير لعمل آخر لفصل المسار السوري - الإيراني أولاً، وقطع الطريق على امتلاكها سلاحاً نووياً، والتوقيت يأتي مع الانتخابات القادمة، أي جعل القيادة الإيرانية تفكر جدياً بأن لهجة التهديد والوعيد، وإثارة القلاقل في المنطقة كلها، تأتي لدعم الموقف الإسرائيلي، أولاً، ووضع روسيا في موقعها الطبيعي، بحيث إن سوريا والخليج وأجزاء مهمة من المنطقة العربية، هي مركز نفوذ استراتيجي للغرب وحلفائه، وبالتالي فالتحضيرات القائمة غير واضحة المعالم والأهداف، ولكنها طبيعة الصراع الكوني الذي تحركه القوى الكبرى لردع ما دونها..
معظم المنطقة العربية في حالة قلق وتطورات لا تدعو للتفاؤل فهناك أزمات تقابلها خطط مضادة، أي أن لعبة تفتيت المنطقة، وخلق كيانات أخرى بدلاً من دولها المركزية، قد تدفع بها إلى خلق جبهات متطرفة تبدأ من المغرب العربي، ولا تنتهي في أفغانستان، طالما مبدأ الصراع سينتقل من حالة الحتميات التي رسمت خطوطاً لمجابهات إسلامية دينية، وثقافية مع الغرب، وهذا الشعور بدأ مع الربيع العربي الذي جعل المنظمات والأحزاب الإسلامية مرتكز تلك الحركات، إلى صعودٍ لتحالفات بين عدة منظمات مع القاعدة حتى إن بعضها بايع الظواهري زعيماً لها، وأيضاً يجري ما يشبه التنسيق الذي يصل إلى التحالف بين الإخوان المسلمين وإيران، والتغير قد يُحدث زلزالاً يفوق التصورات والقراءات التي قدرتها أمريكا أو روسيا، إذا ما خرجت اللعبة عن سياقها الطبيعي، وخلطت الأزمات الداخلية العربية، مع الإقليمية، وخاصة مثلث إيران - تركيا، وإسرائيل لتصبح جزءاً من الواقع الجديد، وهذا ما يضع التحرك الأمريكي مع حلفائه نقطة تحول أخرى، لكنها مجهولة المكاسب والخسائر في منطقة كلّ الاحتمالات ترشحها لما هو أسوأ..