الرئيسة \  مشاركات  \  إلى أي حد تدعم روسيا إيران؟

إلى أي حد تدعم روسيا إيران؟

30.04.2013
وليد فارس


28-4-2013 حمص
يقول الباحث في مركز إيران المعاصر رجب سفاروف: "إن المحافظين الإيرانيين الأوفياء لمبادئ الثورة الإسلامية عام 1979 ينظرون إلى روسيا نظرة عطف كبير ويعلقون الأمل على دعم روسيا في مواجهة انتشار العولمة و الهيمنة الغربية".     
ويرى الكثير من المحللين أن العلاقة تتجاوز التعاطف حيث تسعى إيران إلى بناء شراكة إستراتيجية في مختلف المناحي فتعاون الجانبين في مجال النفط والغاز كبير وكذلك التعاون في المجال النووي وقرب وجهات النظر في كثير من القضايا الدولية والإقليمية ورغبة إيران في مواجهة أميركا واشتراكها مع روسيا في هذا الجانب, كذلك تتشارك الدولتين هموم المنطقة الأسيوية الوسطى المتعلقة بأفغانستان وباكستان وطاجكستان وخاصة نفط بحر قزوين, وأيضاً تشجع روسيا إيران على التواصل مع مسلمي روسيا والمناطق المجاورة حيث لايشكل منهجها عليها خطراً ويناسبها على الرغم من أن القادة الدينين يرون في روسيا غرباً كأي دولة غربية أخرى.
على الجانب الأخر رفضت روسيا قبول إيران عضواً في منظمة شنغهاي ووافقت على فرض عقوبات اقتصادية عليها في مجلس الأمن وأخرت تسليم مفاعل بوشهر وغيرها من القضايا التي تشكل مساحة واسعة من التساؤلات عن سبب هذه التصرفات لشريك استراتيجي مفترض.
تؤمن روسيا بدور إيراني الإقليمي وبعدها الديني في العالم وترى في موقعها وثرواتها أهمية عالية يجب السير بشكل جيد لاستثمارها كل هذا دفع بروسيا لتعزيز علاقتها مع إيران في السنوات الأخيرة وخلق شراكة إستراتيجية في ثلاثة جوانب هي:
1.    التعاون الاقتصادي: خاصة في مجال النفط والغاز وتكنولوجيا المعلومات كضبط أسعار النفط والغاز وشركات الغاز المشتركة (غازبروم).
2.    التعاون العسكري: يشمل تطوير الترسانة العسكرية الإيرانية حيث ساهمت روسيا بدعم الجانب العسكري الإيراني وسلمت إيران صواريخ إس300.
3.    التعاون السياسي: وخاصة في مجال الملفات المشتركة كسوريا والعراق وأفغانستان وبحر قزوين وقضايا مكافحة الإرهاب.
يتسائل الكثيرون عن طبيعة هذه العلاقة الإيرانية – الروسية وإلى أي حد تصل أو قد تصل.
تحاول روسيا استغلال إيران في صراعها مع الولايات المتحدة الأميركية رغبة من موسكو إضعاف قوة الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في المنطقة كونها منطقة حيوية ومؤثرة لأن روسيا ترى في تنامي دور إيران في المنطقة وتحديها للولايات المتحدة تجد فيه إضعاف للقوة الأميركية وإعادة بناء عالم متعدد الأقطاب.
كما ترى في استقرار إيران أمر جيد لتوازن الجمهوريات الجنوبية الإسلامية وترى فيها طرف في مواجهة حلفاء أميركا في المنطقة, لكنها تتخوف من تحالفاتها مع تركيا والبرازيل ومن وصولها للعضوية في منظمة شنغهاي وامتلاكها للسلاح النووي.
إذا  تجد أن روسيا تريد إيران قوية إلى الدرجة التي تستطيع من خلالها استغلالها واستعمالها وليس جعلها طرفاً قوياً حراً غير محتاج إليها, قوة جيدة لتحقيق مصالح روسيا ضمن حد معين ومن غير تجاوز مستوى يجعل من إيران تتمرد على روسيا فهي لا تريد لإيران أن تخرج من قفص محدد لها ولكنها تريدها قوية ضمن هذا القفص لتبقى إيران تعلق عليها الأمل وتدعمها لمواجهة العولمة والهيمنة الغربية.