الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إلى روسيا: إنها الحقائق دون تغيير

إلى روسيا: إنها الحقائق دون تغيير

03.03.2014
الوطن السعودية


الاحد 2/3/2014
عرفت عن المملكة سياستها المتوازنة والسلمية عالميا، ووقوفها إلى جانب الشعب السوري ضد الظلم والاستبداد هو جزء من تلك السياسة، فالشعب السوري يجب أن يعيش بسلام في وطنه، ووجود من يقتله ويدمر ممتلكاته أمر يتنافى مع السلام، ووجود دول وميليشيات من الخارج تدعم النظام بالسلاح والمقاتلين ليبطش بشعبه لا يمكن أن يكون حلا سلميا، وحماية النظام السوري في مجلس الأمن بالفيتو من قرارات من شأنها أن توقف قتله لشعبه تؤخر خلاص الشعب السوري وتعطل الحلول سواء كانت سلمية أو غير ذلك.
على روسيا أن تفهم أن سياستها في التعامل مع الأزمة السورية كانت  ومازالت  فاشلة بامتياز حين تدعي حرصها على الشعب، ومحاولتها تغيير الحقائق باتهام غيرها لن تجدي في إقناع الشعوب العربية بأنها حريصة على المواطنين السوريين، بل هو حرص على مصالح قريبة زمنيا وأخرى بعيدة، وإن كانت تريد بيع السلاح لسورية وإغراقها بالديون لعشرات السنين فليس من الأخلاق أن تمنح النظام وسيلة القتل ثم تقبض بعد زواله ثمن السلاح ممن سيأتي بعده. وإن كانت تريد إعادة نفسها كقوة عظمى فليس من الأخلاق أيضا أن يكون ثمن عودتها أرواح ودماء الأبرياء.
تلك هي روسيا التي تكيل الاتهامات لغيرها ناسية وهي ترمي الحجارة أن بيتها أكثر هشاشة من زجاج رقيق لا يكشف ما يدور في كواليسها فحسب، بل هو قابل للانهيار في أي اختبار، وما الأزمة الأوكرانية إلا دليل على ذلك، إذ انكشفت السياسة الروسية في عدم القدرة على التعامل العقلاني مع الأزمات، فاتخذت على الفور موقفا لن تستطيع التراجع عنه بسهولة، وربما سوف تستمر أخطاؤها بنتيجته حتى تفقد كل شيء في أوكرانيا، ولو أنها كانت وسيط صلح وسلام لكسبت الكثير، لكنها سياستها غير الواقعية المتعلقة بمصالحها أولا والتي سوف ترهقها كثيرا في علاقاتها المستقبلية.
لذلك كله لن تقنع الخارجية الروسية أحدا حين تبرر مواقفها بقلب الحقائق وإقحام اسم أي دولة تقف مع الشعب السوري معتبرة إياها تعطل إنهاء الأزمة، فالحقيقة التي يجب أن تعرفها روسيا هي أنها هي الجزء الأكبر من "الأزمة" السورية، واستمرار حمايتها لنظام بشار الأسد يعطيه وقتا أكثر للقتل والتدمير.