الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إلى "مانحي سورية": إنسانيتكم مهمة.. وحزمكم أهم

إلى "مانحي سورية": إنسانيتكم مهمة.. وحزمكم أهم

18.01.2014
الوطن السعودية


الخميس 16/1/2014
بعد عام على انعقاد مؤتمر المانحين للشعب السوري في الكويت، يتكرر المشهد هذا العام، ولكن بشكل أكثر مأساوية، وفي ظروف بالغة التعقيد.
قبل عام كان هناك 4 ملايين سوري بحاجة إلى المساعدات، أما الآن فقد تضاعف هذا الرقم، ممن هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
أنظمة موسكو وطهران ودمشق، والمجتمع الدولي، أسهمت في أن تكون أيام هذا العام، ما بين مؤتمري الكويت، متشابهة إلى حد كبير، معدلات النزوح والهجرة للشعب السوري إلى مخيمات تركيا والأردن تتضاعف، والقتل اليومي يتصاعد، والقصف بالأسلحة الثقيلة والطائرات يزداد، والجماعات الإرهابية من كل مذهب تتوالد في سورية، أما النظام السوري القمعي فيتوحش ويتلذذ بكل ما يحدث، ويعده انتصارا سياسيا ساحقا يحسب لشعارات المقاومة الجوفاء ضد أميركا وحلفائها!
المجتمع الدولي، ودول الإقليم، أضحت عاجزة عن إيجاد حل للأزمة السورية، والمعضلة الكبيرة التي باتت تفكر فيها الآن هي إدارة ملف النازحين، وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين من الشعب السوري، فقد انتشرت أوبئة عدة في مخيمات اللاجئين السوريين، بينها شلل الأطفال، والكبد الوبائي، والسل، والحصبة. كما أن أعداد اللاجئين الكبيرة تواجه أزمة تتمثل في نقص الغذاء، كنفاد "الطحين" من بعض المخيمات.
وعلى الرغم من وجاهة المقترح الذي تقدم به رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أمام مؤتمر المانحين، حينما دعا لإقامة مخيمات آمنة داخل سورية لتخفيف العبء الذي بات يثقل دول جوارها، إلا أن وقته غير مناسب الآن. ولو عاد ميقاتي إلى الوراء، لاستشعر أن طرحه هذا اقترح منذ بداية الأزمة، ولكن التراخي وحالة اللا مبالاة التي كانت تعتري مواقف الدول العظمى حينها، لم تسعف في جعل هذا المقترح حيز التنفيذ، والسؤال هو: هل نعيد السوريين لبلد تتنازعه الوحوش الكاسرة، ويبيده نظام احترف الإجرام بمساعدة حلفائه؟
اليوم، الأزمة في سورية يتداخل فيها الجانب الإنساني مع السياسي مع العسكري. ومع الأهمية المتزايدة لإنقاذ الجوعى والمرضى والمشردين وقليلي ذات اليد والحيلة، إلا أن الأهمية القصوى تكمن في تخليص البلد من مختطفيه، وتجنيبه الأسوأ والأكثر كارثية، عبر حزم دولي صادق، لا تغلفه الوعود الكاذبة والمكاسب الشخصية.