الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إلى وزراء الخارجية العرب: مصالح الشعوب أولا

إلى وزراء الخارجية العرب: مصالح الشعوب أولا

21.06.2014
الوطن السعودية



الخميس 19/6/2014
ليس الملف العراقي الساخن جدا هو وحده الذي يفترض مناقشته في اجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية، الذي بدأ بالأمس، بل الملف السوري أيضا، وكذلك الفلسطيني.
فالمؤشرات توضح أن الأوضاع تتجه من سيئ إلى أسوأ.
ففي العراق لا أحد يستطيع أن يتوقع السيناريو المقبل، بعد توغل ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في المدن العراقية، وبعد تصاعد حدة المواجهات بين تيارات أخرى، وما يزيد من تدهور الوضع ما يقال عن فرار الكثير من عناصر الجيش العراقي من المواجهات مع المناهضين لحكومة المالكي.
وواقع الحال في سورية ليس بأفضل من العراق، فتنظيم "داعش" يحكم السيطرة على بعض المدن والقرى ويريد التوسع، ولا هَمّ له سوى مصلحته كتنظيم، لأنه لم يقاتل النظام السوري وإنما قاتل المعارضة بأطيافها الموجودة على ساحة المعركة.
ولعل التوغل "الداعشي" في العراق يأتي استكمالا لحلم الدولة المزعومة، التي يتخيلها هذا التنظيم مكانا له.
أما فلسطين، فالفرصة التي وجدتها إسرائيل عبر خطف ثلاثة مستوطنين ستجعلها تعيث خرابا؛ مستغلة الأوضاع المتردية في المنطقة، وتوجه الأنظار إلى العراق وسورية. مما يعني أن الوزراء العرب أمام مهمة ليست بالسهلة.
لذلك فالمطلوب اليوم الخروج إلى مرحلة الفعل، والضغط على من يمكنهم التدخل لإيقاف حرب إن كبرت فلن تبقي شيئا في العراق وسورية، ودعم الفلسطينيين في الضفة الغربية لتعطيل الانتهاكات الإسرائيلية فيها.
وإذا كان العرب قد حملوا من قبل الملف السوري إلى مجلس الأمن أكثر من مرة، ولم تفلح محاولاتهم لوجود التعنت الروسي المصحوب بالفيتو، فلا بد لهم من إعادة المحاولة بطرق أخرى هم أدرى بها، فوسائل القوة والضغط الموجودة لدى جامعة الدول العربية ككتلة متكاملة كثيرة، إن تم الاتفاق على رأي واحد مبني على مصالح الشعوب وليس الأفراد أو الأنظمة؛ لأن موقف بعض الدول من الأزمة السورية ـ كالعراق وغيره ـ خرج عن الإجماع العربي، وكان له دور غير مباشر في تمادي النظام السوري في عمليات القتل والتدمير.
إنْ عزم وزراء الخارجية العرب على الخروج بنتائج إيجابية من اجتماعهم؛ فلا بد أن ينظروا إلى مصالح الشعوب وليست الأنظمة، فإن اتفقوا على هذه النقطة كعنوان رئيس، فبمقدورهم أن يناقشوا التفاصيل والحلول المقترحة.