الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إمكانية حل الأزمة السورية.. هدنة حمص مدخلا

إمكانية حل الأزمة السورية.. هدنة حمص مدخلا

12.05.2014
الوطن السعودية


الاحد 11/5/2014
مع خروج آخر مقاتلي المعارضة السورية أول من أمس من مدينة حمص بعد اتفاق الهدنة بين المعارضة والنظام برعاية منظمة الأمم المتحدة، تدور مجموعة تساؤلات عن مرحلة ما بعد الهدنة في حمص، وهل يمكن تكرار الحالة في غيرها حتى وإن اختلفت الصيغة ليعود النظام السوري ويسيطر على المدن تباعاً؟ وما حال أهل حمص - خاصة المدينة القديمة - ممن عادوا أمس لإلقاء نظرة على منازلهم فوجدوها مهدمة، وكان المشهد أمامهم هو بقايا بيوت؟
النظام السوري الذي اتهم ومازال يتهم معارضيه بالإرهاب صار يعقد اتفاقات هدنة معهم لكونه أدرك أن بقاء الوضع على ما هو عليه ليس في صالحه إن طال الزمن، فوجد أن طرق التفاوض أسرع، وربما فيها مكاسب إعلامية وميدانية له، بالإضافة إلى إرضاء القوى التي تصطف معه بإدراج الإفراج عن أسراها ضمن الصفقات كما هو الحال مع الأسرى الإيرانيين وغيرهم لدى المعارضة.
على الجانب الآخر، قد يرى البعض أن الاتفاق بحد ذاته انتصار للمعارضة فهي انتزعت اعترافا بشرعيتها من النظام السوري برعاية دولية، ما يعني أنها في المستقبل قد تفاوض على أمور أكثر أهمية، وربما لديها من الأوراق غير المعلنة ما تستطيع به فرض شروط في مواقع أخرى، غير أن حمص كان لها وضع مختلف فهي عانت الأمرين تحت حصار ظالم منع النظام خلاله كل شيء بما في ذلك إدخال الأدوية وإسعاف الجرحى، فسقط أخلاقيا أمام العالم إلا من داعميه الروس والإيرانيين والميليشيات المقاتلة معه على الأرض.
قد تنقذ تلك الهدنة كثيرا من أرواح كانت سوف تزهق لو لم تحدث، وقد تكون إنجازا إنسانيا يسهم في لملمة جراح كثير من المتضررين من حصار حمص، غير أنها في نهاية المطاف تشير إلى أن تغييرا حدث في قواعد الحرب التي لم تهدأ عبر ثلاث سنوات، وأهم التغييرات أنه بالإمكان التوصل إلى حلول من غير قتل وتدمير. ومع التنبه إلى أن موعد الهدنة سبق موعد الانتخابات الرئاسية التي قرر بشار الأسد الترشح لها، فإن الأرجح أن الهدنة لن تكون الأخيرة، ولعل اتفاقات أخرى على الطريق سوف تظهر، واحدا تلو الآخر، يعتقد النظام أنها تساعد في استمراره، وتسهل للقوى الكبرى إيجاد حل حاسم ينهي الأزمة.