الرئيسة \  واحة اللقاء  \  إنتخابات الرئاسة السورية… الأسد قال كلمته… الشعب ليس بعد

إنتخابات الرئاسة السورية… الأسد قال كلمته… الشعب ليس بعد

05.06.2014
ضرار نفاع



القدس العربي
الاربعاء 4/6/2014
مرة أخرى يثبت الرئيس السوري بشار الأسد أنه المعني الأول باستمرار الأزمة السورية . ساجل كثيرون بأنه لن يقدم على مغامرة الانتخابات الرئاسية لاعتبار أنها في المقام الأول حماقة لا يرتكبها حتى هواة السياسة.
بالمحصلة فعلها على نحو ساخر حيث تستقيم صورته في ورقة الاقتراع مع آخرين اطلق عليها صفة مرشح للرئاسة. منذ تسلم حزب البعث السلطة لم يتماد سدنته في مستويات وقاحتهم باستخفاف عقول السوريين وبعد أن تمكن حافظ الأسد الرئيس السوري الراحل من سحق خصومه من سياسيين وغيرهم كان وحيدا دائما في ذرى النسب المئوية بفوزه برئاسة الجمهورية.
وبما أن الولد سر أبيه فيبدو أن الإبن تفوق على آل الاسد أجمعين فأخرج مسرحية الانتخابات الرئاسية وفتح الأبواب على مصراعيها لكل من هب ودب … فتهافت المرشحون وعلى الأغلب بتوجيهات حزبية أو أمنية على تسجيل أسمائهم لدرجة أن الرئيس الأسد بالكاد أتيح له المجال كي يدون إسمه في نهاية قائمة المرشحين. من بعد يصطفى من موكب الترشح ثلاثة .. مرشح من دمشق وثان من حلب وثالث من اللاذقية.
هكذا وبكل بساطة كما في أعرق الديمقراطيات … يستوي بشار الأسد كغيره من الشعب.
لكن لماذا لم تنطل حيلة مفارز الأمن السورية على أحد ؟ أوضح الإجابات تأتي من المرشحين أنفسهم الأول ماهر حجار لا يجادل البتة في صوابية قرارات منافسه الأسد كما في بطاقة الاقتراع على أقل تقدير في أكثر من مناسبة كان داعما بالمطلق لكل ما تتفتق به مخيلة رئيسه من علاقات مع الأصدقاء والخصوم إلى طرائقه في إنهاء الحرب المتواصلة على أرض الشام عبر منح شرعية بل وحصانة مكينة لمفاعيل قصف المدن والبلدات السورية المحاصرة وربما انتهاء بتوافق على نوع طبق الطعام المفضل.
أما الثاني حسان النوري فحاول جاهدا ولم يوفق … حاول أن يتخيل أنه مرشح فعلا فاجتهد في استخراج نظريات اقتصادية فقط لجعل سوريا دولة عصرية لكن في كل مرة يصطدم خياله بسؤاله عن فرصه أمام الأسد فيعود إلى رشده ويسلم بقضاء الله وقدره . يحدث هذا من دون أن يتكرم الرئيس المنتهية ولايته دستوريا فقط ليطرح جديد مقارباته عما اعترى البلاد.
لم يعلن بشار الأسد أي شعار يحدث به فلسفته في المقاومة والمقارعة. ولعله في ذلك يعتمد على خيارين إما أنه مدرك تماما بأنه وخلال سنوات الثورة أجاد بما يكفي ويزيد في تلقين السوريين دروسا دموية في الطاعة العمياء لذلك لا داع أن يرهق نفسه بكلام ببغائي عن حب الوطن واحترام خيار الشعب أو أنه يعتبر أن السوريين لا يستحقون أي وعود مضحكة عن حقهم بحياة افضل.
لاحقا سيكون للأسد ما أراد وسيؤدي اليمين الدستورية كما خطط له فيظل رئيسا للجمهورية العربية السورية ومن خلفه في مسرح مجلس الشعب سيعلو هناك حار التصفيق المبارك بالولاية الثالثة. لكن غير بعيد وإن خمدت عواصف النفاق حيث مجلس الشعب سينصت الأسد قليلا ويسمع سعير مدرعاته وراجماته تنهي ما لا يزال على قيد الحياة من سورية.
فات الأسد أن سوريا اليوم لا تحتاج إلى رئيس جديد أي تكن هويته لأنها بأمس الحاجة إلى شعبها في الانتخابات الرئاسية.. قال النظام كلمته …أما شعب سوريا فليس بعد.